بكفاءة عالية، وحكمة متزنة، يقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المملكة إلى عالم من النمو والازدهار "الاستثنائي"، الذي يحقق كل تطلعات رؤية 2030 ببناء وطن قوي وراسخ، تنعم فيه كل منطقة فيه بمكانة عالية، في مجال أو مجالات عدة، تتوزع بين إدارة الأعمال، أو الصناعة أو الزراعة أو الجذب السياحي. وخلال السنوات الأخيرة، رأينا كيف أبدى ولاة الأمر، بعض مناطق المملكة اهتماماً كبيراً، يعيد بناءها من الداخل، ويحقق لها الازدهار المأمول. وبالأمس البعيد، كان الاهتمام بالعاصمة الرياض، من خلال مبادرات ومشاريع عدة، أبرزها "الرياض الخضراء"، والهدف إدراج العاصمة ضمن أفضل 20 مدينة اقتصادية حول العالم، وخطت القيادة الرشيدة خطوات وثابة نحو تحقيق هذا الهدف، واليوم جاء الدور على محافظة جدة، بموافقة مجلس الوزراء على تحويل مكتب إدارة مشاريع المحافظة إلى "هيئة تطوير" برئاسة سمو ولي العهد. الخطوة بقدر ما أثلجت صدور الجميع، وألمحت بمستقبل مشرق للمحافظة، فهي تؤكد حرص ولي العهد الشخصي على تنمية جميع مناطق المملكة بأسلوب علمي، عبر استغلال الفرص والميزات النسبية في كل منطقة، وهذا المشهد يشير إلى أن رؤية 2030، لم تترك مكاناً في المملكة، إلا وأولته عناية خاصة، تحقق تطلعات ولاة الأمر وسكان المناطق، في العيش داخل أحياء ومدن أقل ما تُوصف بها أنها نموذجية، تتمتع بجودة الحياة. الإعلان عن هيئة تطوير جدة، ومن قبلها هيئات مماثلة ومكاتب استراتيجية في عشر مناطق أخرى، يؤكد أن سمو ولي العهد يقود اليوم أكبر عملية تنموية تشهدها مدن المملكة في العصر الحديث، هذا التوجه سوف يعزز اقتصادات المناطق، ويعمل على تنويع مصادر الدخل الوطني، كما أنه سوق يخلق الوظائف المختلفة لشباب الوطن من الجنسين. تحية تقدير واحترام إلى الفكر النير لسمو ولي العهد، ورؤيته الثاقبة، في رسم ملامح المستقبل، على أسس ثابتة وجهات رسمية مؤسسية، تمتلك من الصلاحيات والأموال ما يمكنها من تحقيق الأهداف المطلوبة، فضلاً عن الصلاحيات التي تمكنها من تذليل العقبات التي كانت تواجهها في أوقات سابقة، ما يجعل من هيئة تطوير محافظة جدة، وهيئات التطوير الأخرى أمام فرصة كبيرة لترجمة تطلعات ودعم القيادة، في إحداث نقلة تنموية نوعية في المناطق. أكرر ما سبق أن ذكرته في مقالات سابقة، أن حجم التفاؤل بمستقبل مناطق المملكة ومدنها يبلغ ذروته، ولا أستبعد أن نرى قريباً جداً مدناً اقتصادية عملاقة، تجتذب الاستثمارات والسكان، وهو ما يعزز ثقافة اقتصادات المدن، وهي ثقافة تعتمد عليها الدول المتقدمة، وتسير على منوالها، وتحقق من وراءها الكثير من الطموحات والتطلعات، واليوم تعتمد المملكة هذه الثقافة.