سوف أبدأ مقالي بسؤال: هل لدى كل إنسان قدرات لا يعلمها وهو يتمنى لو كان يملكها؟ الإجابة نعم، كيف ذلك؟ نسمع دائماً ومنذ أن كنا صغاراً وإلى الآن بأنه كي تصل وتحقق ما تتمنى من أهداف وأمنيات لابد من العمل الدؤوب والمثابرة، والإصرار على التحدي لتذليل كل الصعاب والتي سوف تكون لك بالمرصاد حتى تصل إلى تحقيق أهدافك، وهذا القول صحيح مجرب ومشاهد، ولكن يمكن أن يكون هناك إعراض من أحدهم ويقول إن هناك من ثابر وعمل ولكن في النهاية لم يصل إلى مبتغاه وهدفه، فكيف تقول ذلك؟ أقول له إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وهي الخطوة الأولى الأكثر أهمية كما هو معروف ومعلوم، ولكن لكي تصل إلى ما تتمناه لابد من أن يكون هناك تصور وتخطيط ودراسة جيدة له منذ البداية ومتابعة للتأكد من صحة التنفيذ وأن المسار الذي تمشي عليه صحيح والوقوف على ما تحقق، ومكافأة نفسك أيضاً على كل جزء ينفذ وينجز، وهذا ضروري من أجل شحن طاقتك مجدداً واستعدادها لإكمال المتبقي من المهمة، عندها أستطيع أن أقول لك سوف تصل بإذن الله ولن تكسب وترى ما تمنيته وتراه يتحقق أمامك فقط، بل سوف تكتشف وتستغرب وتسأل نفسك هل أنا فعلاً وحقيقة أملك هذه القدرات الخفية وبسببها حققت كل هذا؟ عندها سوف تتفق معي وتوافقني على ما ذكرته في بداية مقالي! وهذا لا ينطبق على الأفراد فقط بل يمكن تطبيقه على تصورات وتخطيط الدول أيضاً، وما نشاهده من نجاحات لبعض الدول ألا هو نتيجة رؤية واضحة متقنة أدت إلى تحقيق الأهداف بشكل تدريجي ومميز، بل أدى إلى إبهار كثير من الدول الأخرى وكأنها تقول كم نحن بحاجة إلى هذه الرؤية العصرية الرائعة. نعم يا من تقرأ كلماتي الآن، أنت تملك كل هذا وأكثر مما تتصور، من القدرات والإمكانات المكنونة، وهي قدرات أودعها الله سبحانه وتعالى فينا وتحتاج فقط إلى من يوقظها ويعمل على إظهارها والتفكير في كيفية الطريقة لإبرازها وظهورها، ولعله من المناسب أن تبدأ بتحقيق رؤيتك ونحن في بداية السنة الهجرية وكذلك السنة الدراسية الجديدة. هي البداية الصحيحة والطموحة في كل شيء وبعدها يأتي كل شيء، فسقف الطموح لا يحده إلا أنت وطموحك وما أنت تنوي أن تصل إليه ويتحقق. فمن هذه اللحظة لا تتأسف على نفسك وتنظر إلى غيرك وتقول ليتني كنت مثله وأملك ما يملكه بل أنت تملكه في الحقيقة وتستطيع أن تحققه، توقف تماماً عن نبذ حظك وتعثره وكذلك التقليل من شأنك وقدراتك فموقعها داخلك، انهض الآن وأخرجها ولا تنتظر الغد.