شهد المؤتمر السعودي الدولي الثاني لصناعة الحديد المنعقد بالعاصمة الرياض توقيع 4 اتفاقيات تجارية بقيمة 200 مليون ريال بين الشركة الهندية إيسار وشركات سعودية هي سبائك وحراريات وسعودي دولومايت وروكوم، وذلك لتوريد الخدمات لمصنع الشركة الهندية الجديد في رأس الخير والمقرر تشغيله مطلع العام 2024. وكشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، أنه سيتم الإعلان عن حجم الفرص الاستثمارية مع إطلاق استراتيجية الحديد والصلب، والمتوقع إطلاقها خلال العام الجاري. وتابع الخريف، نعمل على متابعة تطوير عدد من الفرص الاستثمارية من خلال منظومة الصناعة والثروة المعدنية في قطاع الحديد والصلب في المملكة مع مستثمرين محليين ودوليين تضمنت 3 مشاريع في طور التطوير بقيمة تقارب 35 مليار ريال، وبطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 6.2 ملايين طن، منها: إنشاء مجمع متكامل لإنتاج صفائح الحديد تقدر طاقته الإنتاجية ب 1.2 مليون طن سنويًا، يستهدف بناء السفن وأنابيب ومنصات النفط وخزانات النفط الضخمة. وقال الخريف، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثاني للحديد والصلب، إن من بين المشاريع مناقشات مع مستثمرين دوليين لإنشاء مجمع متكامل لإنتاج مسطحات الحديد، تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 4 ملايين طن من الحديد المدرفل على الساخن ومليون طن من الحديد المدرفل على البارد، إضافة إلى 200 ألف طن من صفائح الحديد المقصدر وغيرها، ويستهدف المجمع خدمة قطاعات صناعة السيارات وتعليب الأغذية وصناعة الأجهزة المنزلية وأنابيب نقل المياه، إضافة إلى إنشاء مصنع لإنتاج كتل الحديد الدائرية، بطاقة إنتاجية تُقدر بمليون طن سنويًا، التي تعد المدخل الرئيس لصناعة الأنابيب الحديدية غير الملحومة المستخدمة في قطاع النفط والغاز. وأكد الخريف، أن الخطة الوطنية لهيكلة قطاع الحديد والصلب تتضمن 41 توصية لتمكين القطاع واستدامته، منها: مراجعة وإقرار 16 سياسة وتشريع، كما يجري العمل بمشاركة القطاع الخاص على عدد من الحلول المستدامة مثل: تطوير أكاديمية للحديد ومركز للبحث والتطوير لرفع كفاءة التشغيل في المصانع، ودعم زيادة التوظيف للسعوديين بكفاءة عالية، وذلك لمواجهة التغيرات العالمية والمحلية التي تضمن استدامة القطاع والتأقلم مع المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية. وبين الخريف، أن توجهات المملكة تركز على توطين منتجات الصلب بأنواعها مثل: صفائح الحديد الثقيلة لقطاع النفط والغاز، وقطاعات الدفاع والبناء، والصفائح المقصدرة لقطاع الأطعمة المعلبة والصفائح المسطحة لقطاع السيارات وأنابيب المياه وغيرها، إضافة إلى تخفيض الواردات بنسبة 50 %، مع التأكيد على الحفاظ على قطاع مستدام ماليًا وتشغيليًا، وضمان توفر سلاسل الإمداد المهمة مثل خام الحديد، وبين أن الجهود التي تبذل لنهضة قطاع الحديد تأتي من إيمان المملكة بأهمية الاستثمار في هذا القطاع الذي يضمن مواصلة النمو في قطاعات استراتيجية، من خلال إيجاد الأنظمة والتشريعات المحفزة والجاذبة التي تتميز بالشفافية والعدالة وحوكمة الإجراءات وتيسيرها. من جهته تحدث وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، حول ما يشهده العالم من تقلبات حادة شملت قطاعات عدة، والقلق من التغير المناخي الذي أدى بدوره إلى انقطاع بعض سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يجبر المصنعين في كل أنحاء العالم، وفي كل القطاعات، على إعادة التفكير في الأساليب التقليدية التي يتبعونها في أعمالهم، مثل التحّوط في سلاسل الإمداد، والموازنة بين قيادة السوق عبر خفض التكلفة من جهة، وبين ضمان الاستدامة البيئية والاجتماعية والشفافية، مشيدًا بما توليه الحكومة الرشيدة من دعم في تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة. وبين الفالح، أن قطاع الحديد والصلب تأثر من هذه التقلبات سواء على مستوى العرض والطلب، وزاد الأمور تعقيداً، تحدي توفر الطاقة، إذ ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي 6 أضعاف، وبالتالي ارتفعت تكاليف الكهرباء في أوروبا على سبيل المثال 3 أضعاف خلال العام الماضي، وبالنظر إلى أن الطاقة تمثل ما يصل إلى 40 ٪ من تكلفة الإنتاج الإجمالية للحديد والصلب، فقد أجبرت أسعار الطاقة المتزايدة صانعي الصلب على خفض الإنتاج، وأدت بالتالي إلى ارتفاع الأسعار. وأكد الفالح، من أسرع اقتصادات العالم تعافيا من آثار جائحة كورونا، وأقدرها على استعادة نشاطه وحيويته، ومن المتوقع أن يكون اقتصاد المملكة الأسرع نمواً في العالم بنسبة 7,6٪ هذا العام، إضافة إلى أن المملكة شهدت زيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمقدار أربعة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية. وأبان، أن مصانع الحديد والصلب في المملكة تنتج انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أقل من المتوسط العالمي بنسبة 60٪؛ وذلك بسبب استخدام الغاز الطبيعي والكهرباء بدلا من الفحم في عمليات التصنيع، عبر تقنيات الاختزال المباشر، وأفران القوس الكهربائي التي تستخدمها المملكة بنسبة 100٪، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 28٪، كما أن المملكة باتت في وضٍع يهيئها لتسريع التحّول إلى إنتاج الحديد الأخضر، وذلك بالاستفادة من عناصر مبادرة «السعودية الخضراء التي تستهدف تنويع مزيج الطاقة المستخدم في إنتاج الكهرباء، بحيث تشكل مصادر الطاقة المتجددة 50٪ منه بحلول عام 2030م. بالإضافة إلى أن المبادرة تشمل تنفيذ خطٍط لإنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين، بحلول عام 2030م، 25٪ منها هيدروجين أخضر، سيمكن لصّناع الحديد في السعودية استخدامه في عمليات الاخت ازل المباشربديلاّ عن الغاز الطبيعي. وكشف الفالح، أن تكلفة إنتاج الصلب في المملكة، في الوقت الراهن منافسة جدا مقارنة بالتكلفة العالمية، بسبب توفر الغاز الطبيعي والكهرباء منخفضي التكلفة، وفي المستقبل، سترتفع القدرة التنافسية لمصنعي الصلب في المملكة، من حيث التكلفة، بسبب التوسع في استخدام التقنيات منخفضة الكربون، التي تستفيد من التكاليف المنخفضة للطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، في مقابل زيادة تكلفة خفض الكربون، مبينًا أن لدى المملكة بنية تحتية من الأفضل عالميا، وهناك شبكة واسعة تضم أكثر من 40. مدينة صناعية، بعضها مخصص للصناعات الثقيلة كثيفة الاستخدام للطاقة، وهناك خطط جارية لإطلاق 4 مناطق اقتصادية خاصة، بالإضافة إلى بنية تحتية لوجستية متطورة؛ تتكون من حوالي 5500 كيلومتر من السكك الحديدية، و10 موانئ، و28 مطاراً، وحوالي 232 ألف كيلومتر من الطرق. من جانب آخر أوضح رئيس اللجنة الوطنية للحديد رئيس المؤتمر المهندس رائد العجاجي، يسعى المتحدثون من خلال المؤتمر الإجابة على التساؤلات ذات العلاقة بفترة دامت لسنتين ونصف، وبخاصة بعد أن شهد العالم أحداثاً فارقة مثل جائحة كورونا، وانخفاض أسعار النفط إلى مستويات متدنية، ومن ثم ارتفاعها إلى مستويات قياسية زادت بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وتحول جمهورية الصين الشعبية التي تشكل حوالي 53 % من إجمالي الإنتاج العالمي للحديد والصلب لأول مرة ولفترة من مُصدّرٍ إلى مستورد، وكذلك الارتفاع غير المسبوق في تكاليف الشحن البحري. من جانبه، أوضح رئيس اتحاد الغرف السعودية عبدالعزيز بن عجلان العجلان أن صناعة الحديد والصلب بالمملكة تعد من الصناعات الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م، لما تحققه من تنويع لمصادر الدخل وتطوير الصناعات التحويلية المرتبطة، وتعزيز المحتوى المحلي خاصة في ظل احتواء المملكة على احتياطي من خام الحديد الذي يقدر بنحو 780 مليون طن، وتتبوأ المملكة المركز العشرين عالميًا من حيث الطاقة الإنتاجية للحديد والصلب. وبين العجلان أن المملكة صُنِّفت في المركز الرابع بقائمة أكبر منتجي الصلب باستخدام عملية الاختزال المباشر الصديقة للبيئة، في حين يبلغ حجم سوق الصلب في المملكة حوالي 12 مليون طن، وبلغ عدد مصانع إنتاج الصلب في السعودية 41 مصنعاً تبلغ طاقتها الإنتاجية 18 مليون طن، ويعمل بها 15 ألف موظف مباشر. الفالح والخريف في أولى جلسات مؤتمر الحديد والصلب