لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن أحترم رأيا ولا صاحب الرأي الذي يقول إنَّ كأس سوبر لوسيل التي حققها الهلال أمام الزمالك المصري هي بطولة ودية، وهو يؤكد في الوقت ذاته بأنَّ النصر لديه 45 بطولة رسمية؛ فالرأيان لا يستقيمان، والتناقض يظهر هنا في أقبح صُوَرِه، والأقبح حين تتبنى هذا الطرح برامج وقنوات رسمية وحكومية يُفترض أن تكون على أعلى قدر من المهنية والمسؤولية والأمانة العلمية والإعلامية!. من يحتسب بطولات تنشيطية وصيفية وسياحية ورمضانية مثل بطولة دمشق وبني ياس والبقاع والشهداء والوحدة وتركي بن ناصر وتصفيات المناطق كبطولات رسمية للنصر ليس أمامه إلا أن يبارك للهلال البطولة رقم 105 بتحقيقة كأس سوبر لوسيل في افتتاح الملعب الذي سيحتضن نهائي كأس العالم المقبلة في قطر، في حدث كان محط أنظار العالم، ووسط تغطية إعلامية عالمية، وبحضور أكثر من 77 ألف مشجع، وتحت مظلة الفيفا، وبتتويج وكأس، وكلها معطيات تجعل حتى مقارنة هذه البطولة بالبطولات السياحية أعلاه أمرًا مجحفًا، أما احتساب تلك البطولات كبطولات رسمية واحتساب كأس لوسيل كبطولة ودية فهو بلا شك أمر معيب ومخجل!. إمَّا أن يبارك الجميع للهلال بطولته الرسمية "105" أسوة بالمعايير التي احتسبت من خلالها 45 بطولة رسمية للنصر، أو أن يُحكِّم الإعلام بجميع أشكاله وألوانه ونوافذه العقل والمنطق ويلتزم بالمعايير العالمية في احتساب البطولات الرسمية ويواجه النصر والنصراويين بحقيقة أن بطولات النصر الرسمية هي 26 بطولة مقابل 65 بطولة للهلال، وأعلم أنهما حلَّان أحلاهما مرٌّ على إعلام النصر المتغلغل في البرامج والمسيطر على القنوات الفضائية، لذلك يلجأ لحل ثالث شاطح لا يحترم العقل ولا المنطق ولا أمانة الكلمة ومهنية الإعلام وهو احتساب كل شيء للنصر بلا معيار ولا مقياس ولا حياء ولا خجل ولا احترام للمتابع، مقابل ضبط بطولات الهلال بالمعيار العالمي الدقيق، لذلك سترى اليوم في كل برامجهم وقنواتهم كيف يقاتلون للتأكيد على أن كأس لوسيل ودية يجب أن تحذف من سجلات التاريخ وذاكرته، فيما يتعاملون مع بطولة البقاع ودمشق وبني ياس وتركي بن ناصر كبطولات رسمية لها في سجلات التاريخ ذات الرقم الذي يعطى لبطولات دوري أبطال آسيا الأربع المسجلة في قائمة بطولات الهلال!. قصف * احتفالية الجمعة كانت بروفة رائعة وناجحة ومطمئنة قبل المونديال، باستثناء التحكيم والفار القطري الذي وقع في كثير من الأخطاء المؤثرة، وحرم الهلال من ضربة جزاء صريحة للنيجيري إيغالو!. * إعجابي بدياز وإيماني بقدراته لا يمنعني من انتقاده في مجاملة سالم وسلمان وتأخره أحيانًا في تغيير اللاعبين الأقل حضورًا، وعدم منح فرصة أكبر لميشايل ومصعب الجوير!. * كان الزمالك محظوظًا بوصول المباراة لركلات الترجيح، ولو كان سلمان الفرج وسالم الدوسري والتحكيم في أحسن حالاتهم لكانت نتيجة كبيرة تعكس نسبة الاستحواذ والسيطرة الزرقاء طيلة دقائق اللقاء!. ارجع.. حس يا سالم!. * الوهج والبريق والقيمة التي بات يمثلها الهلال على المستوى الإقليمي والقاري بل والعالمي بات فخرًا لهذا الوطن العظيم وقوة ناعمة وداعمة له، هذا ليس رأيًا؛ بل هي معلومة وحقيقة يعرفها ويدركها الكبار.. الكبار فقط!.