افتتحت قطر إستاد لوسيل، أكبر الملاعب الثمانية لمونديال 2022 في كرة القدم ومضيف المباراة النهائية في 18 كانون الأول/ديسمبر، الجمعة، بمباراة حاشدة على "كأس سوبر لوسيل" بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية. وامتلأت مدرجات الملعب الذي يتسع لثمانين ألف متفرّج، باستثناء الطابق الأول من المدرج الشرقي حيث أقيم حفل غنائي سبق المباراة. وقد اشتُق اسم المدينة من "الوسل" وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي. وقال ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم: "باقٍ 70 يوماً لبداية كأس العالم، هذه (المباراة) محطة مهمة لنا ونحن راضون عن الحدث، الجمهور كبير، سنعالج المشكلات التي ظهرت من ناحية الدخول إلى الملعب وغيرها". وإستاد لوسيل المجهّز بأنظمة تبريد، هو آخر الملاعب السبعة المبنية حديثاً. ويحتضن الملعب الضخم في المدينة الحديثة عشر مباريات خلال المونديال هي الأرجنتين-السعودية، البرازيل-صربيا، الأرجنتين-المكسيك، البرتغال-الأوروغواي، السعودية-المكسيك، الكاميرون-البرازيل في دور المجموعات، بالإضافة إلى مباراة في كل من دور ال16، ربع النهائي، نصف النهائي والنهائي.وتقام المباريات ال64 للمونديال على ثمانية ملاعب، سبعة منها جديدة هي: لوسيل، البيت، أحمد بن علي، 974، الثمامة، الجنوب، المدينة التعليمية، بالإضافة إلى تطوير إستاد خليفة الدولي، وقد اختبرتها في بطولات مختلفة مثل كأس العالم للأندية وكأس العرب ومسابقات محلية. وتستضيف قطر بدءاً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر كأس العالم على مشارف الشتاء، نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة صيفاً (بلغت 34 درجة مئوية مساء الجمعة وقت المباراة)، في النسخة الأكثر تقارباً في التاريخ الحديث للبطولة، حيث لا تتجاوز أطول مسافة بين اثنين من إستادات المونديال 75 كيلومتراً. دخل عدد كبير من الجماهير السعودية والمصرية عبر منفذ أبو سمرة الحدودي الذي يبعد 110 كلم عن الدوحة و450 كلم عن العاصمة السعودية الرياض. قال المشجع السعودي سعود الدوسري لوكالة فرانس برس "دخول سهل جداً جداً، أشكر قطر على تنظيم هذا الحدث ولم يكن هناك أي عوائق، هذه تجربة جديدة واختبار لحضور اليوم الواحد في كأس العالم". وأضاف المشجع المصري محمد مجاهد "فعّلت التذاكر من خلال بطاقة هيّا، دخلنا فقط بالجواز وكان الاندماج جيداً". وملعب لوسيل الذي يبعد 16 كلم من شمال وسط العاصمة الدوحة، استوحي تصميمه من تداخل الضوء والظلّ الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وُجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة، روعي في أعمال تصميمه وتشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها السقف المصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل بما يسهم في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في الإستاد، وبحسب المنظمين، سيتحوّل إستاد لوسيل الذي يمكن التدفق إليه عبر المترو إلى محطة تبعد 600 متر عن البوابات الأمنية، إلى وجهة مجتمعية: "مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية، وعيادات صحية".