أكّد رئيس جامعة جدة الدكتور عدنان الحميدان على أنّ قطاع التعليم على وجه الخصوص أهم هذه المجالات التي شهدت نقله نوعية كبيرة وقفزة ملحوظة سواء فيما يتعلق بتحديث المناهج وتجويد المخرجات وصولاً إلى التصنيف العالمي للجامعات، وهو ما يقودنا إلى القاعدة الأساسية التي استندت إليها هذه التشريعات والتي انطلقت من الرؤية الاستراتيجية للتعليم في رؤية 2030 لإتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون تمييز. وقال في حواره ل"الرياض" إنّ الجامعة أطلقت مبادرة الجيل الرابع من التعليم الذي يعد أحد مبادرات برنامج كفاءة الهيئة التعليمية ومنظومة التعليم والموجه لطلاب وطالبات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، ويرتكز على توظيف الأنماط التعليمية الثلاثة؛ التعليم الاعتيادي، والتعليم المدمج، والتعليم عن بعد، لتحقيق أقصى مرونة ممكنة في العملية التعليمية وجعلها قادرة على مواجهة كافة التغيرات المحتملة، ونعتقد أن هذا هو المستقبل في التعليم إذ يساهم في رفع مستوى مخرجات الجامعة وقدراتها التنافسية، وسيكون أثره كبيراً في رفع كفاءة وجودة التعليم الإلكتروني وتمكين الطلاب من تحصيل علمي عالٍ وساعات تواجد أقل في الجامعة تصل إلى "3 أيام في الأسبوع"، وفيما يلي نص الحوار: الفصول الثلاثة * تباينت الآراء حول نظام الفصول الثلاثة، كيف تنظرون في جامعة جدة لهذا التحول في النظام التعليمي؟ * عند الحديث عن نظام الفصول الدراسية الثلاثة يجب أن لا نغفل أن هذا القرار يأتي في إطار منظومة متكاملة من القرارات والتنظيمات الجديدة التي قادت من خلالها وزارة التعليم مسيرة التحديث والتطوير النوعي لقطاع التعليم، فالمملكة أصبحت بفضل الله تعالى ثم بحكمة ورؤية قيادتها الرشيدة، رائدة في مجال التطوير والتحديث في مختلف المجالات، ولعل قطاع التعليم على وجه الخصوص أهم هذه المجالات التي شهدت نقله نوعية كبيرة وقفزة ملحوظة سواء فيما يتعلق بتحديث المناهج وتجويد المخرجات وصولاً إلى التصنيف العالمي للجامعات، وهو ما يقودنا إلى القاعدة الأساسية التي استندت إليها هذه التشريعات والتي انطلقت من الرؤية الاستراتيجية للتعليم في رؤية 2030 لإتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون تمييز. ومن هنا يمكننا فهم آلية اعتماد نظام الفصول الدراسية الثلاثة الذي يتيح مرونة عالية لجميع أطراف العملية التعليمية بداية من الجامعات والمجتمع وانتهاء بالطلاب. التصنيفات العالمية * أصبحت الجامعات السعودية مدرجة ضمن التصنيفات العالمية، أنتم في جامعة جدة، ما خطتكم لتضمين اسم الجامعة في قائمة التصنيفات؟ * جامعة جدة هي أحدث الجامعات الحكومية أنشئت في العام 1435ه، ورغم حداثة إنشائها فقد تمكنت من الدخول ضمن تصنيف التايمز البريطاني للعام 2022م وحصلت على الترتيب "1001 - 1200" على مستوى جامعات العالم والترتيب 101+ على مستوى الجامعات العربية كما دخلت لأول مرة في تصنيف التايمز للاقتصاديات الناشئة للعام 2022 وحصلت على المركز 301-350، وكل ذلك يأتي تحت مظلة برنامج التميز المؤسسي الذي يعد أحد برامج رؤية الجامعة السعودية الحديثة الإثني عشر، وهو برنامج يستهدف تميز الجامعة في كافة المجالات وضمنها التصنيفات الدولية. وحصدت الجامعة المركز الأول في برنامج ركائز استدامة كفاءة الإنفاق المقدمة من هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية. التعاملات الورقية * ورثتم فروع عديدة للجامعة، ما خطتكم المستقبلية للتعامل مع هذه الفروع كجامعة ناشئة؟ * الجامعة تدار من خلال مقرها الرئيس في عسفان وتدير فروعها المنتشرة في أحياء جدة ومحافظتي الكامل وعسفان من خلال آلية إدارية عالية الاحترافية تشكل التقنية العصب الرئيس فيها وتحوي قيادات واعدة على درجة عالية من الخبرات الإدارية والأكاديمية التي تسير أعمال الفروع. وقد أطلقت الجامعة برامج شملت توحيد البرامج الأكاديمية التي يتم تدريسها من حيث القبول والتسكين والاختبارات بين الفروع، وتسعى الجامعة لافتتاح كلية تطبيقية في كافة الفروع بما تحويه من تخصصات نوعية تلبي حاجة سوق العمل وذلك للتسهيل على الأهالي والمجتمع في تلك المواقع، كما أطلقت الجامعة مشروع إعادة الهيكلة، واستطعنا من خلاله تخفيض عدد الكليات من 21 كلية إلى 15 كلية، وتخفيض عدد الوحدات الإدارية والأكاديمية من 1191 إلى 763 وحدة، وبالتزامن مع ذلك أطلقت مبادرة للتحول الكامل نحو التقنية والاعتماد على الخدمات والمنصات الرقمية، حتى تم إلغاء التعاملات الورقية في الجامعة نهائيًا حسب ما رفع مؤشر قياس الخدمات الإلكترونية "مرصد" الذي يرصد نضج الخدمات الإلكترونية في الجامعات السعودية، وتعد الجامعة أول قطاع حكومي يلغي وحدات الاتصالات الإدارية استنادًا إلى نضج الخدمات الإلكترونية فيها، حيث أطلقت أكثر من 150 خدمة إلكترونيه جديدة وتحولت بشكل كامل للمعاملات والخدمات الإلكترونية. تحديث المباني * مباني الجامعة الحديثة والقديمة ماذا تقولون عنها وبماذا تعدون أبنائكم الطلاب؟ * فيما يتعلق بالمباني القديمة فقد أطلق مشروع لإعادة تأهيلها وصيانتها بشكل كامل بحسب إمكانياتها وركزت على جودة عمليات الصيانة وإعادة التأهيل، والجامعة تسير نحو استكمال كافة مشاريعها بعد تصنيفها من حيث الأهمية والأولوية، والتي تشمل القاعات الدراسية والمعامل ومرافق العملية التعليمية وتحرص أشد الحرص على توفير أجواء دراسية تليق بأبنائها الطلاب في مختلف الفروع، ونحن نقر بأن هناك حاجة فعلية لإنشاءات جديدة ومشاريع تتوافق مع متطلبات رؤية الجامعة نسعى بالتنسيق مع وزارة التعليم لاستكمالها خلال الفترة القريبة القادمة. كما أن الجامعة انتهت من إنشاء واستكمال عدد من المشاريع الإنشائية الهامة في مختلف فروعها، وتم نقل عدد من الكليات والأقسام العلمية إلى المباني الحديثة كما تم إنشاء مركز ضخم للمؤتمرات والاحتفالات في مقرها في حي الفيصلية. سيارات الطالبات * الطالبات أصبحن يمتلكن سياراتهن الخاصة، هل سيعاد تصميم مبانيهن لاستيعاب عدد السيارات المتزايد؟ * منذ صدور الأمر السامي الكريم باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية - بما فيها إصدار رخص القيادة -، شرعت الجامعة في تهيئة الميادين والساحات أمام الكليات وإعادة تهيئة بعض المواقع غير المستغلة في فرع الجامعة للطالبات، لتكون بمثابة مواقف خاصة لسيارات الهيئة الإدارية والتعليمية والطالبات، وتستوعب هذه المواقع أعداد كبيرة من السيارات، كما وجهت الجامعة أفراد الأمن والسلامة بالتجاوب السريع والمباشر معهن وخدمتهن، وبفضل الله لم نرصد أي ملاحظات أو عوائق. وكنّ جميعهن على قدر عالي من المسؤولية في الاحترام والالتزام بالأنظمة والتعليمات في هذا الشأن. تخصصات جديدة * جامعة جدة مبادرة في شأن التخصصات الجديدة، ما الجديد المتوقع خلال السنوات القادمة؟ * من المناسب في هذا الجانب الحديث عن التخصصات التي تراعي الحاجة الفعلية لسوق العمل والتخصصات المتوافقة مع توجهات رؤية المملكة المستقبلية، وهو ما بنت عليه الجامعة توجهها عند إطلاقها لرؤية الجامعة السعودية الحديثة الذي تضمن مشروع إعادة الهيكلة الشاملة للأقسام العلمية، فقد نتج عنه استحداث كليات جديدة بما تضمنه من أقسام ك كلية القانون والدراسات القضائية وكلية الاتصال والإعلام وكلية العلوم الاجتماعية، كلية اللغات والترجمة إضافة إلى كلية علوم الرياضة بما تشمله من أقسام كالصحة الرياضية والإدارة الرياضية والنشاط البدني. كما تم إعادة هيكلة كلية الهندسة وكلية علوم وهندسة الحاسب، كلية الأعمال، كلية التربية، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية الدراسات التطبيقية، كلية التصاميم إضافة إلى كلية الطب. وتفردت الجامعة بإطلاق عدة برامج نوعية وحديثة حظيت بمباركة واعتراف وزارة التعليم والمركز الوطني للقياس والجهات ذات العلاقة، منها برنامج استقطاب ورعاية الموهوبين، برنامج التخصيص المباشر، والذي يعد نقلة نوعية في آليات القبول الأكاديمي لخريجي المرحلة الثانوية، إضافة إلى برنامج التسريع الأكاديمي والذي يهدف إلى تسريع المسار التعليمي للطالب الجامعي باجتياز السنة التحضيرية ودراسة السنة الأولى مباشرة في الكلية المختارة. كما عملت الجامعة على رفع كفاءة كوادرها التعليمية والأكاديمية والإدارية وأطلقت توجهها العام باستقطاب خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي للعمل في الجامعة كأعضاء هيئة تدريس وإتاحة الفرصة للشباب السعودي من الجنسين وإعطائهم الأولوية لخدمة وطنهم والاستفادة من خبراتهم. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن جامعة جدة أطلقت برنامج مجال التركيز في تقديم الأنشطة المرتبطة بقطاع اللوجستيات في مجالات التعليم والبحث والابتكار والتطوير، وفي إطار استثمار الجامعة لموقعها الاستراتيجي في قلب مدينة جدة ذات الأهمية الاقتصادية، ولما يمثله هذا القطاع من أهمية بالغة للتنافسية والإنتاجية في جميع النواحي الاقتصادية، كما يتسق البرنامج مع توجه رؤية المملكة 2030 لتعزيز تنافسية مختلف القطاعات. التعليم المدمج * التعليم المدمج، كيف تقيمونه، وما مستقبل هذا النوع من التعليم؟ * بفضل الله تعالى جامعة جدة كانت ولا تزال رائدة في تبني الأساليب التعليمية الحديثة وقد اعتمدت هذا الأسلوب الحديث في التعليم منذ العام 2020 لكن الجامعة رأت ضمن رؤيتها الجامعة السعودية الحديثة ضرورة دمج هذا النمط من التعليم مع الأنماط الأخرى في إطار أكثر شمولية ومرونة، فأطلقت مبادرة الجيل الرابع من التعليم الذي يعد أحد مبادرات برنامج كفاءة الهيئة التعليمية ومنظومة التعليم والموجه لطلاب وطالبات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، ويرتكز على توظيف الأنماط التعليمية الثلاثة؛ التعليم الاعتيادي، والتعليم المدمج، والتعليم عن بعد، لتحقيق أقصى مرونة ممكنة في العملية التعليمية وجعلها قادرة على مواجهة كافة التغيرات المحتملة، ونعتقد أن هذا هو المستقبل في التعليم إذ يساهم في رفع مستوى مخرجات الجامعة وقدراتها التنافسية، وسيكون أثره كبيراً في رفع كفاءة وجودة التعليم الإلكتروني وتمكين الطلاب من تحصيل علمي عالي وساعات تواجد أقل في الجامعة تصل إلى "3 أيام في الأسبوع" وكذلك فيما يقدمه من حلول لأعضاء هيئة التدريس في خفض كثافة الهيئة التعليمية في التخصصات التقليدية. رئيس الجامعة خلال جولة ميدانية