لم تكن الإعاقة يوماً حاجزاً أمام إنجازات المرء بل وإن العديد ممن أصيبوا بها اتخذوها مُنطلقاً للقوة والمثابرة، فالإعاقة البدنية لم تكن يوماً محطة للاستسلام لمن أراد شق طريقه نحو النجاح، والإرادة والصبر هما الصفتان اللتان تحلى بها رجل الأعمال المُلقب بستيفن هوكينغ العرب سلطان العذل «رحمه الله»، وبإرادته استطاع أن ينقش اسمه وسط عالم رجال الأعمال وبرغبته وطموحه للنجاح استطاع تجاوز مرض التصلب العضلي الجانبي (ALS) والذي يُعرف أيضاً بالتصلب اللويحي العضلي الجانبي، فعلى الرغم من أنه لم يمتلك سوى حاسة السمع والبصر إلا أن مقدرته على إدارة عدة شركات في مجالات مختلفة كانت أكبر مما هو متوقع، وبذلك استطاع تمكين أكثر من عشرة آلاف موظف وموظفة. وبذلك فلقد تم اعتباره أحد أهم رجال الأعمال البارزين في المملكة واتخاذه مثالاً للأمل لفئة الشباب من حول العالم، واُعتبر إحدى أهم الشخصيات التي يشار إليها بالبنان وذلك لتخطيه كافة الصعاب واعتماده على حاستي السمع والبصر وإجادته لريادة الأعمال مهما بلغت صعوبة المعوقات، ولقد عُرف بكونه مثالاً للتحلي بالصبر وعدم الاستسلام للمرض، فإن إصابته هذه أفقدته القدرة الكاملة على الحركة والنطق باستثناء حركة العينين والشفتين، ولم تقتصر صعوبات حياته على إعاقته فحسب بل وإنه كان يتنفس من خلال أنبوب تغذية يصل إلى المعدة من خلال فتحة. ابتدأ مسيرته الدراسية في معهد العاصمة النموذجي حتى أتم المرحلة الثانوية ثم انتقل لدراسة المرحلة الجامعية في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون بجامعة بورتلاند تحديداً في تخصص الهندسة الكهربائية، وكانت رسالته الجامعية عن المفاعلات الذرية التي حصل فيها على تقدير امتياز، ولم تتوقف طموحاته عند مجال الأعمال فقط بل وأنه استطاع توظيف حاسة البصر التي كان لا يزال يتمتع بها في تأليف الكتب، وعلى الرغم من صعوبتها إلا أنه استطاع من خلال جهاز صُمم خصيصاً للمصابين بهذه الأمراض، وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بكتابة مقدمة هذا الكتاب والاهتمام بإخراجه.