العالم يتطور ويتغير، وهذا التغير قد طال جذور مجال المكتبات، فمجال المكتبات يحاكي التغير العالمي، وعلى الرغم من أن قواعد الفهرسة الأنجلو-أميركية مستخدمة على نطاق عالمي ومترجمة إلى 24 لغة وهي المصدر الرئيس لوصف محتويات ملايين من المواد التي تتداول إلكترونياً حول العالم، كما أن لها سمات وخصائص جعلتها أكثر المعايير جاذبية للاستخدام إلا أن استخدام قواعد جديدة، جاءت من وجهة نظر البعض، لتعيد الحياة إلى قواعد الفهرسة الأنجلوا-أميركية، وتم التعامل معها على أنها عمل يحمل ملامح خاصة، ويستجيب لتحديات من نوع آخر. وأحد أهم عيوب قواعد الفهرسة الأنجلو-أميركية هي عدم التفاعلية مع الأحداث والتغيرات التي طرأت، ففي نهاية القرن العشرين ظهرت أشكال جديدة ومختلفة من المواد بطرق وأساليب نشر جديدة ومبتكرة. وقواعد AACR2 لم تستطع استيعاب هذه التغيرات بشكل منطقي مع قواعدها، وهي غير قابلة للتوسع. وفي النهاية كانت هناك حقيقة واحدة وهي "إذا كان لا بد من التغيير فلا بد من التغيير الكلي وبشكل منطقي متناسق". الاسم الشائع RDA اعتمد كدلالة وعلامة على التغيير والتحول إلى إعادة العمل لصياغة معيار دقيق، الهدف منه أن يكون أوسع نطاقاً في التطبيق ولكنه لا يعني أنه ألغى (AACR2) بل أنه سيضيف إليها وهو في الأساس مبني عليها ولكنه يأخذ نهجاً مختلفاً تماماً في وصف الموارد. إن البدء في تطبيق قواعد RDA له تأثير حاسم في تحسين اكتشاف مصادر المعلومات نتيجة لتوفير العديد من الإمكانات الجديدة في عملية الوصف والربط بين المصادر ذات العلاقة مما ينعكس بشكل إيجابي وفعال على خدمات المكتبات والمستفيدين لذا أصبح الانتقال إلى القواعد الجديدة أمرا ضروريا لكافة المكتبات. ما هي RDA؟ هي عبارة عن معيار خاص، بعملية الفهرسة الوصفية لموارد المعلومات المختلفة، والذي صدر عام 2010، لتوفير الإرشادات والمبادئ التوجيهية بشأن صياغة البيانات الببليوجرافية، المعدة للاستخدام من قبل المكتبات والمؤسسات الثقافية ذات الصلة، مثل المتاحف والمحفوظات، مع التركيز على أجزاء المعلومات التي من المحتمل يريد المستفيد أن يعرفها. كما أنها تشجع على العلاقات الوصفية بين الموارد المرتبطة والمصادر والأشخاص أو الهيئات التي ساهمت في إنشاء هذا المصدر، وتتجاوزُ قواعد RDA للفهرسة القواعد السابقةِ AACR2 بمرونتها وتوافقها مع المبادىء والمعايير الدولية الجديدة للفهرسة الوصفية والموضوعية والنشر على الإنترنت، ويمكن استخدامها في مجتمع المكتبات والبيئات الثقافية المختلفة مثل المتاحف والمعارض ومكتبات الأفلام، كذلك تستعمل في الأرشيف، وقطاعات النشر، والمزودين. إن من أهم المكتبات التي اعتمدت قواعد RDA مكتبة الملك فهد الوطنية وذلك من خلال انطلاق مشروعها الفهرس السعودي الموحد (فهارس)، وهذا المشروع يلتزم بمجموعة من معايير العمل وأدوات الضبط والجودة فهو يعتمد قواعد وصف وإتاحة المصادر RDA كقواعد للوصف الببليوجرافي، أيضاً يعتمدها في بناء التسجيلة الاستنادية. ويهدف الفهرس السعودي (فهارس) إلى تحري الريادة في إدارة وتنفيذ أعمال الضبط الببليوجرافي والاستنادي في مكتبات المملكة، وهو يعمل على جمع وإنشاء وتنظيم ومعالجة وإتاحة التسجيلات الببليوجرافية لمقتنيات المكتبات السعودية وفقاً للمعايير العالمية وتوفير خدمة معرفية للمستفيدين داخل المملكة وخارجها، كما تعكس ثراء الحركة الثقافية في المملكة، وهو مشروع يعد لبنة في دعم النظام الوطني للمعلومات وبناء مجتمع المعرفة. *مكتبة الملك فهد الوطنية