مدخل: كذا بسهولة مثل ما نشرب المي جتني تقول أرجوك.. تحضر زواجي ... يقول المثل: (ما محبة إلا من بعد عداوة) ولكن العشاق لا يؤمنون بهذه المقولة البتة؛ بل على العكس من ذلك فالعداوة لديهم لا تأتي إلا بعد محبة وأي عداوة بل قل أي كره يتولّد في القلب بعد ذلك وكأن الذي كان لم يعد يساوي جناح بعوضة فتحول الحب كرهاً وبغضاً لا حدود له. وربما يجبر العاشق على الرحيل عن الوطن لينقلب أيضاً المثل الذي يقول: (لأجل عين تكرم مدينة) إلى (لأجل عين تكره مدينة) لينادي القلب: برحل مدام اللي حصل شي مقسوم وحلفت ما تذرف لفرقاك دمعه دامك لغيري حسب عادات وسلوم الله ولا حبٍ لتشويه سمعه أو كما قال الشاعر عبدالرزاق الهذيل: أببعد عنك في ديرة بعيده ابرحل واترك الديرة لأهلها ابنسى وابتدي صفحة جديدة وأصلّح حالتي وارفع خللها ومن جانب آخر فقد قال الشاعر الكويتي: عطشان المحار بعد أن فقد الأمل بعودة المحبوبة: عسى رجلها يضربه صدام وإلا يطلّقها وخلاها أو تندعم وهي بصف الجام وتنكسر بالحال يمناها كما أن الشاعر: جاسر بن غضيان الشراري من الشعراء الذين صوّروا ألم وصدمة فقد الحبيبه فقال: واعذابي كان مدعوج الحجاج صاب قلبه مثل قلبي وانجرح واعذابي كان راحت بانحراج واستراح اللي اخذها وانشرح واعسى عقله يجي فيه ارتجاج من سعى بالعرس أو فيه اقترح وعلى هذا السياق قال الشاعر: عبدالله خميس النواق: عشقتي.. أبوهم زوجوها واحدن ما ارقب لها رجم المحسه هكذا كانت حياة الشعراء بعد أن يفقدوا الأمل في لقاء المحبوبة فيتحول الحب إلى جنون بل إلى غضب لا يسلم منه أحد، ولا يسع الشاعر في هذه المواقف إلا أن يردد ما قاله الشاعر علي القحطاني من قبل: إن جيت عرسه خايف أبكي وأنا ضيف ثم انهبل وأقوم واشق أنا الجيب وان غبت قالوا مات مقهور يا حيف وإن القضية كلها عيب في عيب خاتمة: ياليت ما للحظ قسمه وتحليل وياليتني ماشفتهم عند أبوها أو ليتهم ما سمعوا القال والقيل أو ليتهم في عرسها شاوروها يا ليت وإلا الليت زادت بي الويل ول اريد أكرر سالفة من عطوها هرجاً طويل وزبدته مثل ماقيل (يا.. عشقتي زوجوها) عبدالرزاق الهذيل النواق علي القحطاني محمد حلوان الشراري