يعاود عملاق الطاقة في العالم، شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» تحقيق أعلى الأرقام القياسية في كافة أصعدتها التشغيلية والإنتاجية والتسويقية والتقنية والبيئية، إذ أعلنت في نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2022، عن تحقيق ارتفاع في صافي الدخل بنسبة 90 % على أساس سنوي، وأعلنت عن توزيعات أرباح قدرها 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار أميركي) وذلك عن الربع الثاني من عام 2022، من المقرر دفعها خلال الربع الثالث. وبهذه النتائج تسجّل الشركة رقمًا قياسيًا جديدًا في الأرباح الربع السنوية منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي في عام 2019، ويُعزى هذا الارتفاع في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، وزيادة الكميات المباعة، وارتفاع هوامش أرباح قطاع التكرير. وأدت ظروف السوق القوية خلال الربع الثاني إلى ارتفاع صافي الدخل بنسبة 22.7 % عن الربع الأول من عام 2022، إذ بلغ صافي الدخل 181.6 مليار ريال سعودي (48.4 مليار دولار) للربع الثاني، بينما بلغ صافي دخل النصف الأول 329.7 مليار ريال سعودي (87.9 مليار دولار). وكذلك الحال من حصد الأرقام القياسية لأكبر منتج للطاقة في العالم، حققت شركة أرامكو صافي النقد الناتج من أنشطة التشغيل عند 164.9 مليار ريال (44.0 مليار دولار) للربع الثاني، و308.2 مليارات ريال (82.2 مليار دولار) للنصف الأول. وبلغت التدفقات النقدية الحرة 129.8 مليار ريال (34.6 مليار دولار) للربع الثاني، و44.7 مليار ريال (65.2 مليار دولار) للنصف الأول. وكانت نسبة المديونية 7.9 % في 30 يونيو 2022 مقارنة مع 14.2 % في نهاية 2021. ودفعت الشركة في الربع الثاني توزيعات أرباح قدرها 70.3 مليار ريال (18.8 مليار دولار) وذلك عن الربع الأول من عام 2022، وستدفع في الربع الثالث من هذا العام توزيعات أرباح قدرها 70.3 مليار ريال (18.8 مليار دولار) وذلك عن الربع الثاني من عام 2022. وسلطت الشركة الضوء على استمرار وتيرة التوسّع في أعمال النفط والغاز فضلًا عن تطوير حلول الطاقة منخفضة الكربون، ملفتة لتقرير الاستدامة الأول الذي يحدد طرق تخطيط الشركة لتحقيق طموحها بالوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات في أعمالها التشغيلية. وتعليقًا على هذه النتائج، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين بن حسن الناصر: «تعكس نتائجنا القياسية للربع الثاني زيادة الطلب على منتجاتنا، خاصة وأننا مورّد منخفض التكلفة ومن بين الأقل في كثافة الانبعاثات الكربونية بأعمال التنقيب والإنتاج في قطاع الطاقة». وقال الناصر «رغم استمرار تقلبات الأسواق العالمية، وحالة عدم اليقين القائمة، تؤكد الأحداث التي شهدها النصف الأول من هذا العام نظرتنا بأن مواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة ضرورية من أجل المساعدة في ضمان استمرارية إمداد الأسواق بشكلٍ جيد، وتسهيل عملية التحوّل المنظم للطاقة». ونتوقع أن يستمر نمو الطلب على النفط لبقية العقد الجاري، رغم الضغوط الاقتصادية السلبية على التوقعات العالمية في المدى القصير، وفي حين أن هناك حاجة حقيقية في الوقت الراهن لضمان أمن إمدادات الطاقة، فإن الأهداف المناخية تبقى ذات أهمية بالغة، وذلك ما دعا أرامكو السعودية للعمل على زيادة الإنتاج من مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط الخام والغاز، ومصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق. ونبه الناصر «نعمل على تطوير أكبر برنامج رأسمالي في تاريخنا، ونهجنا هو الاستثمار في الطاقة الموثوقة والبتروكيميائيات اللتين يحتاجهما العالم، بالإضافة إلى تطوير حلول منخفضة الانبعاثات الكربونية، تساعد في عملية تحوّل الطاقة على نطاق أوسع». وفي أهم المعلومات المالية، حققت أرامكو السعودية صافي دخل ربع سنوي ونصف سنوي قياسي، بلغ 181.6 مليار ريال سعودي (48.4 مليار دولار أميركي) في الربع الثاني و329.7 مليار ريال سعودي (87.9 مليار دولار أميركي) في النصف الأول من عام 2022، مقابل 95.5 مليار ريال سعودي (25.5 مليار دولار أميركي) و176.9 مليار ريال سعودي (47.2 مليار دولار أميركي)، على التوالي لنفس الفترتين من عام 2021. وجاءت هذه الزيادة في هاتين الفترتين في المقام الأول نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام، والكميات المبيعة، إلى جانب هوامش الأرباح القوية لقطاع التكرير في الربع الثاني وارتفاع هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في النصف الأول من العام 2022. وشهدت التدفقات النقدية الحرة زيادة نسبتها 53 % لتصل إلى 129.8 مليار ريال سعودي (34.6 مليار دولار أميركي) في الربع الثاني، وبلغت 244.7 مليار ريال سعودي (65.2 مليار دولار أميركي) في النصف الأول من عام 2022، مقابل 84.7 مليار ريال سعودي (22.6 مليار دولار أميركي) و153.2 مليار ريال سعودي (40.9 مليار دولار أميركي)، على التوالي لنفس الفترتين من عام 2021، وتُعزى هذه الزيادة بشكلٍ رئيس إلى ارتفاع السيولة النقدية من الأنشطة التشغيلية. كما بلغ العائد على متوسط رأس المال المستثمر 31.3 % خلال فترتي الربع الثاني والنصف الأول المنتهيتين في 30 يونيو 2022، مقارنة مع 16.7 % لنفس الفترتين من عام 2021، مما عكس ذلك ارتفاع أسعار النفط الخام والكميات المبيعة، وتحسّن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق. وتواصل الشركة تعزيز مركزها المالي للمحافظة على تصنيف ائتماني عالٍ للاستثمار في مختلف دورات السوق. وقد انخفضت المديونية إلى 7.9 % في 30 يونيو 2022، مقارنة مع 14.2 % في 31 ديسمبر 2021، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع التدفقات النقدية التشغيلية، وذلك بسبب الأرباح القوية وتحسّن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق. وتواصل الشركة تحسين تكاليف التمويل حيث تم سداد دفعة مقدمة جزئية إلى صندوق الاستثمارات العامة من الديون الخاصة بصفقة الاستحواذ على حصة 70 % في (سابك) في عام 2020. وقد أدّى ذلك إلى خفض المبالغ الأصلية لسندات الأمر المستحقة بمقدار 45 مليار ريال سعودي (12 مليار دولار أميركي)، بالإضافة إلى التخفيض البالغ 30 مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار أميركي) في الربع الأول من عام 2022. وأعلنت أرامكو السعودية عن توزيعات أرباح بلغت 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار أميركي) عن الربع الثاني من المقرر دفعها خلال الربع الثالث من عام 2022، وذلك إلى جانب ما تم الإفصاح عنه سابقًا في التقرير السنوي لعام 2021، حيث وزّعت الشركة منحة أسهم مجانية على المساهمين خلال الربع الثاني من عام 2022، بمعدل سهم مجاني واحد لكل عشرة أسهم مملوكة، وتهدف الشركة إلى المحافظة على توزيعات أرباح مستدامة ومتزايدة، بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية والنتائج المالية الأساسية. وارتفعت النفقات الرأسمالية بنسبة 25 % إلى 35.1 مليار ريال سعودي (9.4 مليارات دولار أميركي) في الربع الثاني، وبنسبة 8 % إلى 63.5 مليار ريال سعودي (16.9 مليار دولار أميركي) في النصف الأول من عام 2022، مقارنة مع الفترات نفسها في عام 2021، وتستمر أرامكو السعودية في استكشاف استثمارات لاغتنام فرص النمو، وإحراز تقدم في التكامل الإستراتيجي لقطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وتوسيع أعمالها في مجال الكيميائيات، وتطوير الفرص المتاحة في الأعمال منخفضة الكربون. وفي أهم المعلومات التشغيلية، قدمت الشركة أيضًا أداءً موثوقًا في مجال التنقيب والإنتاج، حيث بلغ متوسط إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم خلال الربع الثاني من عام 2022. وتواصل الشركة العمل على زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى المستدامة من النفط الخام من 12 مليون برميل في اليوم إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027. كما حافظت أرامكو السعودية على سجلّها القوي في موثوقية الإمدادات، حيث بلغت نسبة موثوقية تسليم شحنات النفط الخام والمنتجات الأخرى 99.8 % في الربع الثاني من عام 2022. وتواصل الشركة إحراز التقدّم في برنامج توسعة شبكة الغاز بهدف زيادة الإنتاج، مع استمرار أعمال الإنشاءات والتصاميم الأولية لمعمل غاز الجافورة، وتبلغ طاقة المعالجة المقررة للمرفق 3.1 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام، ومن المتوقع أن يتم تطوير أعمال الإنشاءات في المعمل على مرحلتين حتى عام 2027، ويُتوقع أن يبدأ حقل الجافورة الإنتاج في عام 2025، وستزيد شحنات الغاز الطبيعي تدريجيًا لتصل إلى معدل مستدام يبلغ 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا بحلول عام 2030، مما سيوفر اللقيم اللازم لإنتاج الهيدروجين والأمونيا، ويساعد في تلبية الطلب المحلي المتزايد المتوقع على الطاقة. ومن جهة أخرى، بلغت الشركة مراحل متقدمة من الأعمال الإنشائية لمشروع تخزين الغاز في مكمن الحويةعنيزة، مع اقتراب مرحلة الحقن من الاكتمال. ومن المتوقع أن يوفّر سعة تخزينية عند اكتماله تصل إلى 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي ليتم ضخها في شبكة الغاز الرئيسة بحلول عام 2024. وهو أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي في باطن الأرض، مما يساعد على إدارة التغيرات الموسمية في الطلب، وبالتالي تحسين استخدام الأصول، وخفض التكاليف. كما أطلقت أرامكو السعودية بنجاح حاسوب الغوار العملاق - 1 لمحاكاة المكامن، وهو ثاني أكبر حاسوب عملاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن يزيد عدد عمليات المحاكاة المكتملة، مما يمكّن الشركة من استكشاف المزيد من الفرص في نطاق مواردها الحالية. ومؤخرًا، وقّعت أرامكو السعودية اتفاقية شراء للاستحواذ على حقوق ملكية فالفولين للمنتجات العالمية (فالفولين غلوبال برودكتس) بقيمة 9.94 مليارات ريال سعودي (2.65 مليار دولارأميركي). وسيُتم هذا الاستحواذ الإستراتيجي الطريق الذي تنتهجه أرامكو السعودية فيما يتعلق بزيوت التشحيم حيث ستضيف قيمة لإنتاج الشركة من زيوت الأساس حول العالم، وكذلك ستطوّر قدرتها في البحث والتطوير بهذا المجال، وأيضًا ستمكّن الشركة من الانتفاع بعلاقاتها مع شركات تصنيع المعدات الأصلية، وتخضع هذه الصفقه لشروط الإقفال المعمول بها، بما في ذلك الموافقات النظامية. كما تمضي أعمال التكامل بين سابك ومجموعة أرامكو السعودية قبل الموعد المحدد لذلك، وتواصل الشركة تحقيق فرص تعاون في العديد من المجالات، تشمل المشتريات وتكامل المنتجات وتحسين اللقيم وأعمال الصيانة، وغيرها، كما أكملت الشركة نقل حقوق شراء منتجات بريفكيم من البوليمرات وجلايكول الإيثلين الأحادي إلى سابك. في مايو، بدأت مشاريع التكرير والبتروكيميائيات المشتركة بين أرامكو السعودية وشركة بتروناس الماليزية، المعروفة مجتمعة باسم «بريفكيم»، عملياتها وستصل إلى طاقتها الكاملة التي تبلغ 300 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية العام، ويوفر استثمار أرامكو السعودية في بريفكيم فرصة توسع في سوق مهمة وسريعة النمو، ما يمكّنها من التوسع في مناطق جغرافية جديدة لبيع إنتاجها من النفط الخام. وفي 15 يونيو، نشرت أرامكو السعودية تقرير الاستدامة الأول، الذي يحدد طرق تخطيط الشركة لتحقيق الحياد الصفري للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050. وتشمل الأهداف الموضحة في التقرير استخلاص واستخدام وتخزين 11 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة التي تهدف إلى توليد 12 غيغاواط كهرباء سنويًا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030، وخفض أو تخفيف أكثر من 50 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، والحدّ من كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 15 % على الأقل بحلول عام 2035 مقارنة بخط الأساس لعام 2018. إضافة إلى هدف الشركة لإنتاج 11 مليون طن متري سنويًا من الأمونيا الزرقاء، الناقلة للهيدروجين الأزرق، بحلول عام 2030. ولتسريع وتيرة تطوير الحلول منخفضة الكربون في قطاع الطاقة، افتتحت أرامكو السعودية في 27 يونيو مركز أبحاث أرامكو في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهو مركز يستخدم الذكاء الاصطناعي، والتعلّم الآلي لتطوير طرق مبتكرة لتحقيق اقتصاد قائم على تدوير الكربون. وأعلنت أرامكو السعودية كذلك عن توسّع كبير في برنامجها للاستثمارات الصناعية (نماءات أرامكو) من خلال 55 اتفاقية ومذكرة تفاهم سارية الآن في قطاعات الاستدامة، والرقمنة، والخدمات الصناعية، والتصنيع، والابتكار الاجتماعي، بهدف خلق فرص العمل، وتوسيع نطاق سلاسل القيمة في مجال الطاقة والكيميائيات بالمملكة، وتسعى الشركة من خلال برنامج «نماءات» إلى توطين سلسلة التوريد الخاصة بها، وضمان ريادتها على صعيد التكلفة والإنتاجية، والاستدامة، والمرونة على المدى البعيد. أمين الناصر