تصيب جرثومة المعدة نصف سكان العالم تقريباً فهي جرثومة حلزونية (Helicobacter Pylori) من نوع البكتيريا العصوية ذات الشكل الحلزوني، تصيب جدار المعدة وتسبب أكثر من 80 % من قرح المعدة و90 % من قرح الاثنى عشر. تنتشر الإصابة بهذه الجرثومة في المجتمعات الفقيرة التي تعاني من الفقر والجهل وقلة الموارد وكثرة الأمراض. يعيش هذا النوع من البكتيريا بالعادة في معدة واثنى عشر الإنسان، وفي بعض الحيوانات مثل القطط والكلاب، بحيث تتأقلم وتعيش في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، فهي تملك القدرة على مقاومة تأثير حامض وعصارة المعدة القوية عن طريق إفراز إنزيم خاص. تخرج الجرثومة مع فضلات الإنسان ومن المحتمل أن تصل إلى الفم أثناء ارتجاع الطعام أو السوائل من المعدة إلى الفم، وهو ما يحدث كثيراً مع تقدم العمر، كما تم اكتشاف الجرثومة في الترسبات الجيرية بالأسنان في 30 % من المصابين بالتهابات في المعدة. وأما عن طرق العدوى فتحدث عن طريق الفم بابتلاع الغذاء أو الماء الملوث بالجرثومة أو عن طريق اللعاب. على الرغم من أن العدوى بهذا الميكروب الحلزوني لا تسبب مشاكل لمعظم الناس إلا أنها من الممكن أن تؤدي إلى الالتهاب المعدي والقرحة - قرحة المعدة وقرحة الاثنى عشر -، وفي حالة نادرة يمكن أن تؤدي إلى نوع من الليمفوما التي تصيب بطانة المعدة، ومن المرجح أيضاً أنها مسؤولة عن حدوث الكثير من حالات سرطان المعدة. وللوقاية من هذه الجرثومة فيجب اتباع القواعد الصحية العامة التالية: غسل الخضراوات والفواكه الطازجة جيداً بالماء الجاري. غسل الأيدي جيداً بعد الخروج من المرحاض. التصريف الصحي للفضلات الآدمية. مقاومة الحشرات والتخلص منها. الابتعاد عن مداعبة الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب قدر الإمكان وإن كان لا بد فإني أنصح بالتأكد من أنها خالية من الأمراض وذلك بعرضها على طبيب بيطري وبشكل دوري. الامتناع عن استخدام القبلات للترحيب بالآخرين أو عند مداعبة الأطفال. تشخيصها يتم بواسطة تحليل الدم، لمعرفة وجود مضادات لها في الدم، أو بواسطة أخذ عينة من جدار المعدة بالمنظار المعوي وفحصه مجهرياً وزرعه وعلاجها يتم بواسطة مضادات حيوية لمدة 10 إلى 14 يوماً.