ذكر مصدر أمني مصري الأحد أن وسطاء مصريين اقترحوا هدنة في غزة تدخل حيز التنفيذ الساعة العاشرة مساء يوم الأحد، مضيفا أن إسرائيل وافقت بينما لا تزال القاهرة تسعى للحصول على رد الفلسطينيين. ولم يصدر بعد تأكيد من إسرائيل أو الفلسطينيين، ويتبادل الطرفان إطلاق النار عبر حدود غزة منذ يوم الجمعة. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع دخوله اليوم الثالث، إلى 32 شهيدًا وأكثر من 217 جريحًا، منهم حالات خطرة. وأكدت أحدث تحديثات صادرة عن وزارة الصحة، ووزارة الداخلية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 32 شهيدًا على الأقل، بعد انتشال ثمانية شهداء من تحت أنقاض منزل قصفته على رؤوس قاطنيه في حي الشعوت في رفح جنوب قطاع غزة. ووفق هذه التحديثات، فإن بين الشهداء ثلاث نساء منهن مسنة، وما لا يقل عن ثمانية أطفال. أما حصيلة الجرحى فقد ارتفعت حسب وزارة الصحة، إلى 217 جريحا، منهم 96 طفلًا و30 سيدة و12 مسنًا. وواصلت قوات الاحتلال شن غارات على أرجاء القطاع، وقصفت العديد من المنازل والأراضي والمواقع، في حين لا يتوقف الطيران الحربي عن التحليق في سماء القطاع. الارتفاع الكبير في عدد الشهداء جاء بعد اقترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرتين؛ الأولى في مخيم جباليا، نجم عنها ستة شهداء، منهم خمسة أطفال، وأكثر من 20 إصابة، والثانية في رفح وأدت إلى ارتقاء ثمانية شهداء وأكثر من 40 إصابة. وكشفت الساعات الأولى لفجر أمس الأحد، عن مجزرة مروعة في رفح، حيث انتشلت طواقم الإنقاذ ثمانية شهداء، أبرزهم قائد المنطقة الجنوبية في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خالد منصور. وأعلنت وزارة الداخلية انتهاء أعمال فرق الإنقاذ والطواقم المساندة لها من إخلاء جميع من كان في المنزل الذي دمرته طائرات الاحتلال على رؤوس ساكنيه الليلة الماضية في حي الشعوث بمخيم رفح. ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذراعها العسكري "سرايا القدس"، كوكبة الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في عدوان اسرائيلي غاشم استهدف منطقة سكنية في مخيم يبنا بمدينة رفح وعلى رأسهم القائد خالد سعيد منصور "أبو الراغب" عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس، والشهيد زياد أحمد المدلل، والشهيد رأفت صالح شيخ العيد. وأضافت "كما ارتقى في هذا العدوان الغادر خمسة مواطنين مدنيين من أبناء شعبنا في رفح بينهم طفلة وثلاث سيدات جرى انتشالهم من تحت أنقاض الركام". وفي وقت سابق أفاد مصدر محلي، أن طائرات الاحتلال قصفت بعدة صواريخ منزلا في مخيم الشعوت في رفح المكتظ بالسكان، ما أدى لتدمير واسع في المنطقة وارتقاء عدد كبير من الشهداء والجرحى. أما بخصوص مجزرة مخيم جباليا؛ فقد أفاد شهود عيان أن طائرات الاحتلال قصفت بطائرات مسيّرة سيارة، وتمكن من بداخلها من الإفلات منها فأطلقت الطائرات الإسرائيلية تجاهه وتجاه المنطقة المكتظة بالسكان قرب أحد المساجد عددا من الصواريخ ما أدى إلى اقتراف مجزرة ووقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى. من جهة ثانية، اقتحمت مجموعات من المستوطنين صباح الأحد، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم. ومنذ ساعات الفجر توافد الآلاف من المستوطنين في ساحة البراق، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة من أجل اقتحام الأقصى، وذلك تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات جماعية لساحات الحرم. وشرع المستوطنون عند الساعة السابعة صباحا باقتحام ساحات الحرم القدسي الشريف على شكل مجموعات متتالية، حيث تقدم أولى المجموعات التي اقتحمت الأقصى الحاخام يهودا غليك. وعمدت شرطة الاحتلال على نشر عناصر الوحدات الخاصة في ساحات الحرم لتوفير الحراسة للمقتحمين، وكذلك لإبعاد الفلسطينيين عن مسار الاقتحامات ومنع تنقلهم خلال الجولات الاستفزازية للمستوطنين في ساحات الحرم. وجاءت اقتحامات الأقصى على شكل مجموعات، تضم كل مجموعة ما يقارب 50 مستوطنا، قاموا بتنظيم جولات استفزازية في ساحات الحرم وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، ومنهم من قام بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب المغاربة. وكان رئيس الحكومة الانتقالية، يائير لبيد، قرر، مساء السبت، عدم منع المستوطنين بمن فيهم أعضاء الكنيست من اقتحام المسجد الأقصى الأحد. وقالت شرطة الاحتلال إنها ستسمح لأعضاء الكنيست بمن فيهم باقتحام المسجد الأقصى، ولن تمنع المستوطنين كذلك، كما ستسمح شرطة الاحتلال بكل الفعاليات المقررة في القدس القديمة. وفي فجر الأحد، أدت مجموعات من المستوطنين طقوسا تلمودية في البلدة القديمة وعند إحدى بوابات المسجد الأقصى إحياء لما تسمى ذكرى "خراب الهيكل". وشارك عضو الكنيست إيتمار بن غفير في تلك الطقوس التي انطلقت بمسيرة استفزازية للمستوطنين باتجاه باب العامود وأزقة البلدة القديمة حاملين الأعلام الإسرائيلية بحراسة شرطة الاحتلال. إلى ذلك، منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الاقصى، الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن ال50 من الدخول الى الأقصى لأداء صلاة الفجر، لتأمين اقتحامات المستوطنين الى الأقصى. وانتشرت شرطة الاحتلال على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى وطرقاته خاصة الأبواب المفتوحة باب السلسلة، باب حطة وباب المجلس، ونصبت السواتر الحديدية، وحررت هويات الوافدين إليه، ومنعت الشبان والذين تقل أعمارهم عن ال50 عاما من الدخول، كذلك منعت دخول النساء. واحتجزت شرطة الاحتلال هويات الوافدين إلى الأقصى قبل أن تسمح لهم بالدخول إليه.