بدأ معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى حياته العملية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وحصل على شهادة البكالوريوس منها، وحصل على شهادة الماجستير في الدراسات القضائية المقارنة من المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام وأتم دراسته فيها، حيث حصل على شهادة الدكتوراة من نفس المعهد بمرتبة الشرف الأولى . معالي الشيخ العيسى، واصل البحث العلمي في القانون الإداري والدستوري، وذلك لتعزيز الجانب العلمي والتطبيقي من واقع القضاء الاداري للمملكة، حيث شارك في العديد من الدورات التدريبية والورش العلمية التي تخص الجانب القضائي والحقوقي. عمل معاليه في هيئة تدريس الدراسات العليا في جامعة الإمام ثم في جامعة الملك سعود - كلية الحقوق والعلوم السياسية، وعمل قاضي محكمة التمييز وفي ديوان المظالم، وفي عام 2009 م تم تعيينه وزيرًا للعدل، وفي عام 2012 م رئيسًا لمجلس القضاء الأعلى في المملكة وتقلد مناصب أخرى. تبنى معالي الشيخ العيسى فكرة الحوار بين الأديان والتسامح الديني بين الناس وإشاعة ثقافة الحوار والتسامح الديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان والمذاهب الأخرى المأخوذة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وانطلاقاً من رؤية 2030 عمل معالي الشيخ العيسى على تجديد الفكر الإسلامي وإشاعة ثقافة الحوار واحترام حقوق الإنسانية بكل أطيافها وما يؤمنون به. أخذ دور معاليه يتوسع على مستوى العالم الإسلامي في قيادته لرابطة العالم الإسلامي كونه أمينها العام الذي تبنى من خلالها ثقافة الحوار بين الشعوب والقوميات والأديان والطوائف الدينية المختلفة من خلال إشاعة التعالي على الجراح وتقديم المساعدات والدعم من خلال الإغاثة الإنسانية منطلقًا من العمل بالضد للذين ينشرون الكراهية والحقد بين المجتمعات وفي مواجهة كل تيارات العنف والتطرف بكل اشكاله. يرى الشيخ الدكتور محمد العيسى أن الأديان السماوية الثلاثة قد خرجت من فضاء فكري واحد هو التوحيد لله رب العالمين وحث الناس على الفضائل والقيم الإنسانية العليا التي تنهى عن ارتكاب المعاصي والذنوب والموبقات التي تعكر صفو الحياة الإنسانية. أخذت فكرة حوار الأديان التي تبناها معاليه دورها وتتوسع بين الشعوب، وهي كبيرة بمعانيها الذاتية التي تدعو إلى القيم المشتركة ونبذ العنف والتعصب الديني وفرض حقيقة التعايش السلمي وحسن الجوار، بالإضافة إلى إشاعة ثقافة المحبة والسلام والتآخي وأن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين التسامح، إذ قال رسولنا الكريم صلَى الله عليه وسلم: (بعثت بالحنفية السمحة)، وهذا ما يدل على أن التسامح قيمة كبرى في الإسلام، ومنها انطلق فكر ومنهج معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى إلى أرجاء المعمورة، لتُبشر بالخير للعالم أجمع. أكاديمي ومؤرخ*