تلقيت دعوة كريمة من اللجنة المنظمة لزيارة فعاليات فلفل شقراء والذي بدأ بتاريخ 1443/12/22ه في قاعة البلدية للاحتفالات بمحافظة شقراء. كان في تصوري ان هذه الفعاليات تقتصر على عرض منتجات الفلفل الأحمر او ما يسمى بحبحر شقراء، والذي تميزت به مزارعها على مدى سنوات عدة لكني وجدت ان هذه الفعاليات بمثابة مهرجان سياحي متكامل حيث كان الموقع باتساع مساحته الكبيرة يضم في جنباته العديد من الانشطة السياحية ومنها الحرف والصناعات اليدوية واجنحة متعددة للأسر المنتجة وأماكن للترفيه العائلي وخيمة كبيرة أضيفت الى جانب القاعة تحتضن معروضات ومنتجات المزارعين في تلك المحافظة والتي تشرف عليها وزارة البيئة والزراعة. إن تكاتف الجهود بين القطاعات في هذه المناسبات لهو دليل على تحمل المسؤولية من قبل تلك الجهات التي ترجمت هذا التكاتف بالأعمال المنظمة في جميع المجالات التي ينشدها الزائر. فهناك حرف يدوية من مناطق شاركت مع أبناء المحافظة من الاحساء والمنطقة الغربية وكذلك منطقة القصيم والتي ادخلت السرور على المرتادين من خلال تنظيم العرضه السعودية والسامري. لم تغفل الجهات المنظمة أهمية تلطيف الأجواء الحارة لتهيئتها للزائرين من خلال وضع الرذاذ المائي والمراوح في الاماكن الخارجية مع وضع جلسات مريحة تكون قريبة من عربات تقديم الوجبات الخفيفة التي شارك بها كثير من الشباب السعودي الذين استطاعوا استغلال هذا الوقت لتقديم تلك المأكولات بأسعار في متناول الجميع. لم تمنع حرارة الجو مرتادي هذا المهرجان من عدم الحضور بل توافدوا باعداد كبيرة افراد وعائلات من داخل محافظة شقراء ومن خارجها فالطفل يجد له متنفسا من خلال الألعاب التي تم تجهيزها له لهذا الغرض والعائلات يستمتعون باستمتاع ابنائهم في هذه الاجواء الترفيهية التي تعد من وسائل الجذب السياحي. نعم لقد نجح هذا المهرجان في المجال السياحي بكل اقتدار. كما برز في هذا المهرجان التطوع والمشاركة المجتمعية من قبل الشباب والشابات والّذين تم تسجيلهم وحصرهم حسب الحاجة قبل انطلاق هذا المهرجان بتنظيم رائع وملابس تميزهم عن الأشخاص الآخرين. الرسالة المجتمعية التي يحملها كل فرد في هذا المكان هي بمثابة ابداع وتطور في مثل تلك المشاركات الوطنية. لم يكن ليتم هذا العمل المنظم الا ان يكون خلفه رجال يقومون بمتابعة جميع الخطوات التنظيمية وتنفيذ الاعمال وعلى رأسهم سعادة محافظ شقراء الاستاذ عادل بن عبدالله البواردي وعضوية كل من بلدية محافظة شقراء (شريك استراتيجي) ومكتب البيئة والمياه والزراعة بشقراء واعضاء لجنة التنمية السياحية بالمحافظة وعدد من المتطوعين والجهات الامنية. ونظرًا لنجاح هذا المهرجان المتميز فقد تم تمديد الفعاليات المصاحبة لتكون 21 يوما. إني أرى مستقبلا مشرقا لهذه المحافظة بسبب موقعها الجغرافي بين مدينة الرياض واقليم سدير واتصالها بالعديد من المزارع في جميع الاتجاهات وخاصة المنطقة الواقعة غرب شقراء والتي تتميز بخصوبة ارضها ووفرة مياهها مما يجعلها واحة وبيئة زراعية وسلة للأمن الغذائي في المستقبل القريب. التنافس الزراعي بين المزارعين هو ما يشجع على تنظيم مثل تلك المهرجانات ولعله في السنوات القادمة يصبح اعلاما متميزًا يشار اليه عبر جميع القنوات المحلية والعربية والدولية وخاصة بعد نجاح كثير من المنتجات الزراعية التي لم تعرف من قبل مثل التين والفراولة والحمضيات وهذا ما نطمح له جميعا من خلال دعم المزارعين من قبل الجهات المعنية لتصبح مزارا سياحيا من جميع المناطق القريبة والبعيدة من منطقة شقراء. الدافع القوي والمعنوي لأبناء هذه المحافظة هو الداعم الرئيس لاستمرار تلك المهرجانات التي تتنوع بتنوع المنتجات والمناسبات التي يبحث عنها الجميع. هكذا رُسمت هذه اللوحة بألوانها الزاهية وببراعتها وبرونقها لتصبح ضياء ومستقبلا مشرقا لابناء هذا الوطن العزيز.