يحمل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - هما عالميا يتمثل في مواجهة مخاطر محدقة بكوكب الأرض جراء التغير المناخي المتصاعد المهدد باختلال توازن الطبيعة من تلوث للهواء، وموجات شديدة من الجفاف وأضرار صحية بالغة، وانعدام للأمن الغذائي، تؤكد ذلك التقارير الصادرة عن الائتلافات المناخية، وتحذيرات قمم العمل المناخي التي تدفع نحو الحد السريع من الانبعاثات، وفي المقابل عدم اكتراث دولي لبلدان قوامها الصناعات التي تلحق أضرارا بالغة بالبيئة. يقرأ سمو ولي العهد - أيده الله - بفكر استشرافي للمستقبل، ويحدق بنظر بعيد المدى، متكئا على معرفة موسوعية، ودراية فريدة، واستباق لسيناريوهات قاتمة، فكانت مشروعاته الفريدة طوق نجاة للعالم بأسره، ويشيد ناشطون ومهتمون بيئيون محليا ودوليا بانحياز ولي العهد للبيئة وينوهون بمبادراته غير المسبوقة التي تعنى بهذا الملف الجدلي، والتي تتجلى بمبادرة السعودية الخضراء والتي تضع المملكة في موقع الصدارة على الساحة الدولية للتصدي للتحديات المناخية، من موقعها كأحد أكبر منتجي النفط في العالم، عبر عدد من البرامج المعنية بمشروعات الطاقة المتجددة الموفرة للإنتاج الكهربائي، ومشروعات التقنيات الهيدروجينية النظيفة، من خلال أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، في مدينة نيوم، وكذلك مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، المعنية بمساعدة دول المنطقة انطلاقا من خبراتها وتجاربها في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط. وتتنوع مبادرات الأمير محمد بن سلمان رجل البيئة الأول من خلال ما يعلنه من مشروعات صديقة للبيئة، وما يعزم على تنفيذه كتحويل مدن المملكة بدءا بالعاصمة الرياض إلى مدن مستدامة، والانضمام إلى الاتحاد العالمي للمحيطات، وإلى تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، وإلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، بالإضافة إلى تأسيس مركز عالمي للاستدامة السياحية، وتأسيس مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات، وما يضخه سموه من خطط ومبادرات ومشروعات لتنمية الاقتصاد الأخضر وخلق فرص عمل نوعية واستثمارية ضخمة. ويأتي إعلان سموه - حفظه الله - مساء الاثنين الخامس والعشرين من يوليو 2022م عن تصاميم مدينة «ذا لاين» كحل مستلهم من الطبيعة قائم عليها، صفري الانبعاثات، مستديم للطاقة، معزز للتكيف مع تغير المناخ ومواجه لآثاره المخيفة المترتبة عليه، هذا الإعلان الذي يخلص إلى مستهدفات واضحة في سياق عناية سموه بالبيئة تقوم على حلول جديدة ومبتكرة تقدم للعالم المنهمك في صناعاته والمنشغل في تنمية اقتصادياته أنموذجا جديدا لما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل، وتوجد حلولا لأزمات قادمة إن لم تتداركها الدول بذات الفكر المتقد لسموه، اندماج مع الطبيعة دون الإضرار بها، البناء إلى البناء إلى أعلى وفق أحدث عمليات التشييد والتصنيع ومعالجة إشكالية المدن المنبسطة، التركيز على مفهوم انعدام الجاذبية من خلال حرية التحرك في الجهات الثلاث العلوية والسفلية والجانبية، الرقمنة الكاملة، خلق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ويؤكد ولي العهد ومهندس المستقبل أنه لا يمكن تجاهل أزمة البيئة وأزمة طريقة الحياة اللتين تواجهان مدن العالم، وأن نيوم ستكون في طليعة من يقدمون حلولاً جديدة ومبتكرة، التزاما راسخا بتقديم مشروع إلى العالم أجمع. تخوض المملكة غمار معارك متعددة وتحديات متنوعة ومنها معركة حماية البيئة ومواردها وثرواتها إثر النمو السكاني والعمراني السريع والتطور الاقتصادي وزيادة الطلب على المياه والطاقة، وتدهور الأراضي والتصحر، فكانت جهودها على قدر التحديات فهي صاحبة أكبر مشروع إعمار بيئي في التاريخ «إصلاحات ما بعد أزمة الخليج» كلفها قرابة 4 بلايين ريال، كما أن إسهاماتها واضحة وجلية في الحماية الفطرية والحياة البرية والثروة الحيوانية وكذلك المناطق المحمية، إضافة للحياة تحت الماء والثروة السمكية التي اعتمدت لها استراتيجيات وسياسات تحد من العبث أو التهاون في منظومتها، لضمان المحافظة على التنوع الأحيائي وتنميته، كما أن للمملكة اهتمامات بالغة في مجال البيئة الزراعية وإعادة تدوير النفايات والتعامل مع الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة. وترمي سياسات المملكة البيئية إلى الحد من مسببات التغير المناخي، والاستفادة من مصادر الطاقة المتجدد «طاقة الرياح والطاقة الشمسية»، وتشجيع الاقتصاد الدائري للكربون، وخفض تدهور الأراضي وتنمية المحميات الطبيعية، ومقاومة ظاهرة التصحر، وإطلاق مبادرات التشجير، والحد من تلوث الهواء والمياه والتربة وتدوير النفايات، والرقابة على الالتزام البيئي، واستحداث الأنظمة والتشريعات البيئية. ذا لاين حلول جديدة ومبتكرة مدينة المستقبل خلق التوازن بين العمل والحياة الشخصية