استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأحد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، وميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وجيورجي بوريسينكو السفير الروسي بالقاهرة. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان نشره عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، بأن لافروف نقل للرئيس المصري رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضمنت الإعراب عن التقدير والتحية، كما تناولت بعض موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين، والإعراب عن الأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر في إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجاري تنفيذها حالياً. ووفق المتحدث، تضمنت الرسالة أيضا الإعراب عن التقدير تجاه مبادرة مصر لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية في إطار جامعة الدول العربية سعياً لتسوية الأزمة الأوكرانية وما تم خلالها من زيارة للعاصمة الروسية موسكو من قبل السادة وزراء الخارجية المعنيين. من جانبه، طلب السيسي نقل تحياته إلى الرئيس بوتين، مثمناً مسيرة التعاون الثنائي المتمثلة في المشروعات الروسية في مصر في إطار العلاقات المصرية الروسية، وفي مقدمتها إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس وغيرها من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين في كافة القطاعات. وأضاف المتحدث أن لافروف أطلع الرئيس المصري على آخر تطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الروسية في هذا الإطار على المستوى الدولي. وفي هذا السياق، شدد الرئيس المصري على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة، مؤكداً دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار الدوليين، مع استعداد مصر لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها الدولية مع جميع القوى الفاعلة سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف. وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول كذلك بعض الموضوعات الثنائية في إطار علاقات التعاون المتميزة والتاريخية التي تجمع بين مصر وروسيا في مختلف المجالات خاصة التعاون في مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز في ضوء الأزمة الراهنة في تلك القطاعات. وكان لافروف وصل إلى القاهرة السبت في إطار جولة أفريقية تستغرق خمسة أيام يزور خلالها الكونغو وأوغندا وإثيوبيا. وفي ذات السياق أكد وزيرا خارجية مصر ورسيا سامح شكري وسيرجي لافروف الأحد على توافق الرؤى بين مصر وروسيا في العديد من القضايا، وشددا على عمق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وقال الوزيران، خلال مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة امس، إن هناك اتفاقا في الرؤي بين مصر وروسيا فى عدة قضايا، وأن علاقة الصداقة بين مصر وروسيا تتطور بشكل كبير. بدوره، كشف الوزير لافروف عن أنه تم زيادة التبادل التجاري بين مصر وموسكو بنسبة 5%، مشيرا إلى أن مصر وروسيا عازمتان على زيادة التبادل التجارى فيما بينهما. ولفت إلى أن مباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسامح شكري، وزير الخارجية، تناولت العملية العسكرية في أوكرانيا. وأضاف أن المباحثات شددت على أهمية الحل السياسي للأزمة، منوهًا إلى أن الولاياتالمتحدة تحاول الهيمنة على العالم، وفرض نظام ذي قطب واحد. وأكد أن «واردات القمح الروسي تخضع لعقوبات، ونحن لا نقوم بأية استفزازات فيما يخص المواد الغذائية وعلى الغرب أن يتوقف عن ممارساته في مواجهة أزمة الغذاء». وقال الوزير لافروف إنه لا يستطيع التعليق على القلق الأميركي حول التعاون بين روسيا والدول الإفريقية، موضحا أن «أكثر ما يثير القلق الأميركي أنهم ينصبون أنفسهم زعماء للعالم». وشدد لافروف على ضرورة إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط والعمل على حل القضية الفلسطينية بوساطة مصرية، مؤكدا ضرورة إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. وأكد ضرورة دعم الأممالمتحدة لتسوية الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى أهمية دعم البعثة الأممية في ليبيا، وأن تتم تلك المساعي أمام المظلة الدولية ويجب أن تدعى كافة الأطراف للمشاركة في الحل. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أهمية حق الشعب السوري في إقرار مصيره واحترام سيادة سوريا، لافتا إلى الاجتماعات التي جرت مؤخرا لبحث تسوية الأزمة السورية، مشددا أهمية أن يدعم المجتمع الدولي الحل في سوريا والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد، داعية لضرورة أن يكون هناك دور عربي لحل أزمة سوريا. بدوره، قال الوزير شكري إن مباحثاته مع نظيره الروسي تناولت القضايا الدولية وفي مقدمتها الأزمة الأوكرانية، مضيفا أنه أكد خلال المباحثات حرص مصر على التوصل إلى حل دبلوماسي، يرتكز إلى الحكمة والحوار؛ لإنهاء الأعمال العسكرية والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية. وذكر الوزير شكري أن «الأزمة مست مصر فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والاقتصادات العالمية وتأثرها بالتضخم وسلاسل الإمداد وانقطاعها» . وأوضح أن المباحثات شهدت إسهابًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن حل الدولتين أساس لإنهاء الصراع، واستمرار العمل المشترك لتحقيق الهدف والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار شكري إلى تناول الأوضاع الإقليمية في ليبيا وسوريا والعراق والعمل على تحقيق الاستقرار والأمن في كل مواضع التوتر بالمنطقة العربية، وعلى مستوى العلاقات الدولية كذلك، وأطر التنسيق في الأممالمتحدة حول القضايا العديدة التي تصب في مصلحة البلدين.