تعرضت قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق لهجوم بطائرتين مسيرتين مفخختين صباح الجمعة، لم يوقع ضحايا، كما أفاد مصدر محلي وكالة فرانس برس، بعد يومين على تعرض منتجع سياحي لقصف حمَّلت بغداد الجيش التركي مسؤوليته. تقيم تركيا نحو 40 نقطة وقاعدة عسكرية في شمال العراق بالقرب من حدودها حيث تطارد منذ أكثر من 25 عاماً مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية". ويخوض حزب العمال الكردستاني تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتخذ من مناطق جبلية في شمال العراق، قواعد خلفية له. قال مدير ناحية بامرني في إقليم كردستان، حيث وقع الهجوم، ميران اسماعيل لفرانس برس "هاجمت طائرتان مسيرتان صباح اليوم (الجمعة) قاعدة عسكرية تركية في ناحية بامرني وتم إسقاطهما دون حدوث خسائر". وفيما لم يتم تبني الهجوم، قالت قناة على تلغرام مؤيدة لفصائل مسلحة شيعية موالية لإيران إن "المقاومة العراقية" نفذت الهجوم. يأتي الهجوم عقب تعرض منتجع سياحي في قضاء زاخو في الإقليم لقصف مدفعي حمّلت بغداد الجيش التركي مسؤوليته، وأدى الى مقتل تسعة مدنيين بينهم نساء وأطفال واصابة 23 آخرين بجروح. واستدعت بغداد على إثره القائم بأعمالها من أنقرة، وطالبت بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية. من جانبها، نفت تركيا مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت الخارجية التركية إنّ "مثل هذه الهجمات" تقوم بتنفيذها "منظمات إرهابية"، داعية في بيان العراق "ألّا يقوم بإعلانات تحت تأثير البروباغندا الإرهابية". قوبل هجوم الأربعاء بتنديد شعبي وسياسي واسع في العراق، فيما وصفه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ب"الانتهاك الصريح والسافر للسيادة العراقية". وأعلن الخميس يوم حداد وطني. كما تظاهر المئات الخميس أمام مركز لمنح تأشيرات دخول إلى تركيا، وسط اجراءات أمنية مشددة، مطالبين بطرد السفير التركي من العراق. وغالباً ما تستهدف هجمات بالطائرات المسيّرة المفخخة والصواريخ المصالح الأميركية في العراق وفي إقليم كردستان. ولا يتمّ تبني هذه الهجمات عادةً. وشهدت البلاد مطلع العام تصاعداً في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة تزامناً مع الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بضربة أميركية في مطار بغداد. وغالباً ما تُنسب هذه الهجمات إلى فصائل عراقية موالية لإيران. كما تصاعدت في الآونة الأخيرة الهجمات على مصالح نفطية في الإقليم كان آخرها أواخر يونيو، دون أن تتبناها أي جهة.