أكد مسؤولون في سريلانكا أن الرئيس جوتابايا راجاباكسا أبلغ رسميا أمس الاثنين رئيس الوزراء رانيل ويكريمسينجه بقراره التنحي عن منصبه، في وقت يصر فيه المحتجون على استقالته بشكل فوري. وتتواصل الاحتجاجات في البلاد، وتعهد المتظاهرون بالاستمرار في احتلال مقار الرئيس ورئيس الوزراء ومكاتبهما حتى إعلان استقالة الرئيس. وأمضى المتظاهرون ليلة ثانية في مقر الرئيس، حيث أقاموا حفلات موسيقية واستخدموا المرافق بما في ذلك الصالة الرياضية وحوض السباحة، دون قيام قوات الأمن بأي محاولة لاستعادة المقار. كما يطالب المتظاهرون والأحزاب السياسية المعارضة باستقالة رئيس الحكومة، وهددوا بالدعوة لإضراب عام بحلول يوم الخميس المقبل إذا لم يستقل الرئيس ورئيس الوزراء قبل ذلك الوقت. وأبلغ راجاباكسا رئيس الوزراء أن استقالته ستكون غداً الأربعاء. ودعا رئيس البرلمان إلى اجتماع مع قادة الأحزاب للبحث عن خليفتين لشغل المنصبين. وتصاعدت الاحتجاجات في سريلانكا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على خلفية النقص الحاد في الوقود والأدوية والأغذية. وتأتي التطورات بينما يجري صندوق النقد الدولي مراجعة لطلب مقدم من سريلانكا للحصول على حزمة إنقاذ. في السياق سلّم متظاهرون في سريلانكا الاثنين محكمة ملايين الروبيات التي تركها الرئيس عندما فر من مقر إقامته، وفق ما أعلنت الشرطة، في وقت بدأت معركة تسمية خليفة له. وبعد اقتحام القصر الرئاسي السبت، اكتشف المتظاهرون أوراقا نقدية بدا أنها طُبعت حديثا تبلغ قيمتها 17,85 مليون روبية (نحو 50 ألف دولار) وسلّموها إلى الشرطة. وذكرت مصادر رسمية بأنه تم العثور على حقيبة مليئة بالوثائق في المنزل الفخم. وهرب الرئيس البالغ 73 عاما من باب خلفي برفقة عناصر من سلاح البحرية وتم اصطحابه على متن قارب ليتوجّه إلى شمال شرق الجزيرة، وفق ما أفادت مصادر. وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا. لكن ويكرمسينغ أعلن بنفسه عن رغبته في التنحي إذا تم التوصل إلى توافق على تشكيل حكومة وحدة. ويمكن لعملية تسمية خليفة له أن تستمر لفترة تتراوح بين ثلاثة أيام (وهو أقل مدة ممكنة لالتئام البرلمان) و30 يوما كحدّ أقصى يسمح بها بموجب النظام الأساسي. ويجري حزب المعارضة الرئيس "سماغي جانا بالاويغايا" (SJB) محادثات مع مجموعات سياسية أصغر الاثنين لضمان الدعم لزعيمه ساجيت بريماداسا. وقال مسؤول في الحزب إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع منشقين من حزب راجابكسا (SLPP) لدعم بريماداسا (55 عاما)، وهو نجل رئيس سابق، لتولي الرئاسة وتعيين عضو في SLPP رئيسا للوزراء. ومن بين المشرّحين أيضا لتولي رئاسة الوزراء وزير الإعلام السابق دولاس ألاهابيروما (63 عاما) والذي كان مواليا لراجابكسا، وفق ما أفاد نائب في حزب SJB يشارك في المحادثات. واستقال خمسة وزراء نهاية الأسبوع بينما أفاد مكتب ويكرمسينغ بأن الحكومة اتفقت الاثنين على الاستقالة جماعيا فور التوصل إلى اتفاق على "حكومة من كافة الأحزاب". تواصل الاعتصامات وينظّم المتظاهرون اعتصامات خارج مكتب الرئيس منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالته على خلفية الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد. ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية. وتولى ويكرمسينغ، وهو نائب معارض، رئاسة الوزراء في مايو في محاولة لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لتكون هذه سادس مرة يعيّن فيها في المنصب. وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في أبريل وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة. واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية للتخفيف من حركة السير وتوفير الوقود.