يُعد مشروع الرياض الخضراء من أهم المشاريع البيئية المتميزة، هذا المشروع واحد من أكبر مشاريع التشجير في العالم، ينظر علماء البيئة والمتخصصين إلى هذا المشروع من زاوية فريدة من نوعها وذلك من ناحية بيئة خالصة. حيثُ يُعد هذا المشروع من الناحية البيئية ذا أهمية بالغة في الحفاظ على التنوع البيئي وبالتالي الحفاظ على نحل العسل وغيرها من أنواع النحل التي تساهم بإثراء النظام البيئي وتعزيز التنوع النباتي، وتعتبر الأشجار والنباتات هي رئة العالم التي تتنفس الأرض من خلالها، حيث سيساعد هذا المشروع المهم في خلق موائل جديدة للنحل تتمثل في زيادة المساحة الخضراء التي تمثل مورد غذاء ومسكناً للنحل، كما سيحافظ على التنوع النحلي والنباتي في نفس الوقت، ويعمل على خفض درجة الحرارة في بيئة الأشجار والنباتات المزروعة، ويحافظ على أنواع النحل. وماذا يعني المحافظة على أنواع النحل؟ يعني ذلك زيادة أعداد النحل، المحافظة على سلالة النحل المحلي المنتجة للعسل، يعني زيادة إنتاج العسل، يعني زيادة تلقيح النباتات وزيادة التنوع النباتي وزيادة المحاصيل وزيادة الجودة. يعني هذا ضمان استمرار وجود الأزهار، والتي لا تقتصر أهميتها على جمالها فقط، بل تتعدّى ذلك لتشمل دورها المتمثّل في توفير موائل جذّابة للكثير من الطيور والحشرات، تعزيز مقاومة النباتات للآفات. تعزيز الأمن الغذائي، إذ يساهم التلقيح بإنتاج 90 % من الغذاء في العالم، كما يساهم النحل وحده بتوفير ثُلث الغذاء المنتج عالمياً، تحسين جودة المنتجات الزراعية، توفير مصدر دخل للسكان، إذ تقدّم النباتات المزروعة التي تعتمد في نموّها على التلقيح العديد من الوظائف للمزارعين. يُساهم النحل من خلال دوره في التلقيح وإنتاج الغذاء في حماية النظم البيئية، والحفاظ على التوازن البيئي، والتنوّع الجيني والحيوي، وذلك من خلال الإبقاء على الأنواع الحيوانية والنباتية المختلفة، كما أنّ وجود وانتشار النحل يعمل كمؤشّر للحالة البيئية، إذ يمكن من خلال مراقبة تطوّر وصحّة النحل، التنبّؤ بحدوث تغيّرات في البيئة، واتّخاذ التدابير الوقائية اللّازمة بناءً على ذلك في الوقت المناسب. * كلية علوم الأغذية والزراعة جامعة الملك سعود