اتهم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو جهات -لم يسمها- بالعمل على إفشال اتفاق السلام الموقع في جوبا والعمل على عودة الحرب مرة أخرى لإقليم دارفور. وقال دقلو الذي كان يخاطب حفل تخريج الدفعة الأولى من مجندي الحركات المسلحة بمدينة الفاشر " إن الأيادي المرتجفة تسعى إلى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال إشعال الحرائق عبر استخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع". وأشار إلى أن هذه الأطراف استغلت تراخي الدولة وانشغالها بقضايا أخرى متوعدا بملاحقتهم والتصدي لهم وحسمهم عن طريق القانون. ونوه إلى أن أعداء السلام يحاولون إفشاله وعرقلة تطبيقه. وأضاف "نعلم أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود وأن الحواجز ستكون كثيرة وعزيمتنا قوية لتحقيق السلام حتى لو اضطررنا إلى أن نحارب من أجله". وأكد جدية الدولة في الوصول إلى سلام حقيقي ينعكس إيجاباً على الاستقرار. وتعهد باستكمال بنوده وإلحاق ما الرافضين لإنهاء الدائرة الخبيثة وتوديع الحرب بلا رجعة. وتحدث دقلو عن أن الصراعات القبلية في الإقليم خلقت واقعاً مأساوياً يحتاج وقفة حقيقية من أجل إعادة الأمور لنصابها بدراسة الأسباب ووضع الحلول المستدامة كاشفاً عن تفشي العنصرية وسط المجتمعات السكانية. وأوضح بأن الدولة لن تتهاون في الفوضى الأمنية بدارفور وأشار إلى أنها ستفرض هيبتها وتلاحق المجرمين منوهاً إلى وجود جهات تتكسب من دماء الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية وأجندة داخلية وخارجية تعمل على تفكيك وحدة السودان. وطالب قوات حماية المدنيين بالتخلي عن قبائلهم وتنظيماتهم المسلحة التي قدموا منها والعمل على حسم الفوضى والتعاون مع القوات النظامية الأخرى لتحقيق الأمن وحماية المدنيين وفرض هيبة الدولة والمساعدة على العودة الطوعية وتأمين الموسم الزراعي وفتح المسارات للرُحَّل وتقوية النسيج الاجتماعي. وتلقى نحو 2000 من عناصر الحركات المسلحة تدريبات تحت إشراف الجيش في معسكر "جديد السيل" بمدينة الفاشر كأول دفعة تتبع للفصائل المسلحة مهمتها حفظ الأمن وحماية المدنيين. وأثنى دقلو على المصالحات التي رعاها مؤخراً بولاية غرب دارفور مؤكداً بأنها لن تكون حبراً على ورق لأن التوقيع عليها كان من المتضررين بإرادتهم. وتحدث عن عدم وفاء المجتمع الدولي بتعهداته تجاه عملية السلام بالرغم من علمه بالظروف التي تمر بها البلاد. ودعا أشقاء وأصدقاء السودان في المحيطين الإقليمي والدولي لتقديم المساعدة إلى الشعب السوداني. وحذر من انهيار البلاد في حال عدم التوصل لاتفاق ينهي الأزمة السياسية ودعا الشباب إلى الجلوس في طاولة الحوار لمناقشة القضايا الوطنية بكل صدق وشفافية بعيداً عن الأطماع الحزبية الضيقة للوصول إلى مشروع وطني يحقق الاستقرار.