مُنذُ القِدم ونحنُ نستمع لِمقولة «كُل الطُرق تؤدي إلى رُوما»، وذلك لِزعامة الإمبراطورية القديمة التي تمتعت بها روما حينذاك، حيثُ كانت تُعرف ب(مُثلث الحياة)، كما امتازت بأنها من أبرز العواصم عالمياً لِتفرُع الطُرق التي تؤدي إليها، والتي كانت ما يُقارب على نحو 19 طريقاً لِتصل إلى العاصمة الإيطالية من كافة الاتجاهات. فكان لموقعها الاستراتيجي وجُغرافيتها قدرٌ كبير لِقيام مُستقبل هذه المدينة، ولِما امتازت به في الماضي من السيطرة على كثير من المناطق كحوض البحر الأبيض المُتوسط، والبلقان، والجنوب الغربي والشرقي لأوروبا، والتي جميعها انضمت بعد الغزو. أما في عام الرؤية 2022 فقد تحولت المقولة المشهورة بعد ما كانت الزعامة والإمبراطورية لروما إلى العاصمة (الرياض)، فكانت أول مقولة أطلقها الباحث السياسي سلمان الأنصاري في لِقائه مع القناة الفرنسية بعد إطلاق قرار زيارة الرئيس بايدن للمملكة: «كُل الطُرق تؤدي إلى الرياض»، وجميعُنا مُدرك مكانة العاصمة الرياض المحلية والعالمية، وهي محط أنظار القمم. والقِمّة السعودية - الأميركية هي القِمة المنتظرة للعالم أجمع التي من خِلالها يتضح مكانة المملكة العربية السعودية المرموقة بين قادة الدول فهي (القائد خليجياً، وعالمياً) لِما تتمتع به من حِكمة سياسية، واقتصاد قوي، وحِنكة دبلوماسية. والتاريخ في العالم يُعيد نفسه، حيثُ في العام 1974 لخص ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المُتحدة السابع والثلاثون في كلمة ترحيبية للملك فيصل رحمة الله عليه وقال: «أنا أعلم أن كثيراً من الأشخاص على الأقل كما هو مُتوقع يأتون للسعودية للحصول على النفط، أما نحن فنحتاج لما هو أثمن من النفط، وهو الحكمة السعودية». ولِرحلة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة الأثر الكبير في تعزيز أواصر العِلاقات ما بين دول الأعضاء، فزيارته لدولة مصر الشقيقة كانت بهدف تحقيق الأمن والسلام، والتنمية، والاستقرار تحت رؤية موحدة بين الدولتين. والرحلة الأخوية نحو العاصمة الأردنية الهاشمية والتي زخرت بدلالة قوية على مكانة المملكة، وحصول سمو ولي العهد على قلادة الحسين بن علي ما هو إلا إحدى الدلالات على عُمق العِلاقة الأخوية بين الدولتين، واُختتمت الجولة بدولة تُركيا تحديداً في العاصمة أنقرة بهدف مُناقشة المشروعات المُستقبلية في مجال الطاقة، وتطوير العلاقات التاريخية بين الدولتين. وكانت لمقولة سمو ولي العهد في سن استراتيجية العاصمة الرياض الأثر الكبير في دعم عجلة هذه الاستراتيجية عِندما قال: «نُعلن عن عزمنا لتحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المُدن استدامة عالمياً»، وهي فُرصة كبيرة جداً لخلق نمو اقتصادي فخم في المملكة. الرحلة العالمية لسمو ولي العهد ظهرت على شكل فُرص عظيمة، وليست تحديات عالمية، والعُظماء هم من يصنعون من التحديات عظيم الفُرص، والتي كانت هدفها الأساسي هي دعوة قادة العالم إلى هذه العاصمة، والنظر في التوجهات المقبلة، فهي مُستقبل العالم المقبل.