غيب الموت الفنان السعودي الكبير يوسف عثمان الشغدلي - رحمه الله - إثر أزمة قلبية مفاجئة، والذي يعد من الذين أثروا الفنون التشكيلية بالمملكة، من خلال أسلوبه الخاص الذي تميز فيه، ويعد الفقيد فنانا تشكيليا استثنائيا استمر علي مدار أربعين عاما من رحلة الإبداع والاهتمام والأخذ في دعم أيادي الفنانين والفنانات، ما رسخ اسمه في مسيرة مختلف وأشكال الفن ليكون مبدعاً في تنفيذ المبادرات وداعم حقيقي للفن التشكيلي. وسبق للفقيد الكبير أن ساهم بأعماله في إثراء الحركة التشكيلية؛ والذي شارك في عدة معارض داخلية وخارجية، وإن كان أهمها إشرافه على بيت حائل في الجنادرية على مدى ثلاثين عاما وكان من مؤسسي وداعمي جمعية ثقافة وفنون حائل، حيث شكل رائداً من رواد الفن التشكيلي في المملكة بشكل عام، ومنطقة حائل على وجه الخصوص؛ منذ أكثر من 40 عاماً، وهذا الفنان حمل مشاعل الفن التشكيلي، وسار بها في دجى الأيام وقدّم مختلف تجاربه التشكيلية لمعلمي التربية الفنية ولطلاب التعليم العام جيلاً بعد جيل، وحضرت أعماله - الكبيرة بالتراث والحداثة معاً - بقوة في المشهد التشكيلي السعودي والعربي. ويعد الفنان الشغدلي من روّاد مهرجان الجنادرية الوطني السنوي، حيث دعم سنوات طويلة في هذا المهرجان مواكباً وزائراً ومتابعاً ، ومساهماً ورافداً رئيساً لبيت حائل في الجنادرية برؤاه الفنية المبدعة، حيث أسهم في تقديم صورة حائل بطبيعتها وتنوع بيئاتها، تلك الصورة التي تمتزج فيها الحياة المعاصرة والتاريخ القديم معاً، بنقوش صخورها وملامح هويتها المعمارية الغائرة في التاريخ. هذا ونعي الفنانون والمهتمون في مختلف التواصل رحيل عملاق ورائد من رواد الفن التشكيلي الذي يندر تكراره في هذا المشهد يرحمه الله.