كثفت روسيا القصف على العاصمة الأوكرانية كييف أمس الأحد، بعد يوم من سقوط مدينة رئيسية في شرق البلاد في أيدي القوات الموالية لموسكو، في انتكاسة كبيرة لأوكرانيا، وفي الوقت الذي اجتمع فيه زعماء العالم في أوروبا، لمناقشة فرض مزيد من العقوبات على موسكو. ومع دخول أكبر معارك برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية شهرها الخامس، بدأ التحالف الغربي الذي يدعم "كييف" في إظهار علامات على الإجهاد والتعب. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: إن المدفعية الروسية أصابت حي شيفتشينكي فسكي بوسط كييف، مما أدى إلى تدمير مبنى سكني من تسعة طوابق، وتسبب في اندلاع حريق. وأضاف كليتشكو: "هناك أناس كثير تحت الأنقاض " وكانت قد سقطت مؤخراً مدينة سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا، في أيدي القوات الموالية لروسيا، بعد انسحاب القوات الأوكرانية، قائلة إنه لم يعد هناك أي شيء للدفاع عنه في المدينة المدمرة، بعد قتال عنيف على مدى شهور. ويعد سقوط سيفيرودونيتسك هزيمة كبيرة لكييف، بينما تسعى للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية، وهي هدف عسكري رئيسي للكرملين. الى ذلك حذرت الأممالمتحدة من أن حربا طويلة الأمد في أوكرانيا، وهي إحدى الدول الرئيسية المصدرة للحبوب في العالم، تهدد بإشعال أزمة جوع عالمية. وسعيا إلى المزيد من تضييق الخناق على روسيا، أعلنت دول مجموعة السبع حظر واردات الذهب من روسيا، وذلك في قمتها التي عقدت في بافاريا بألمانية. من جانبه قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، قبل اجتماع زعماء مجموعة السبع: إن بريطانيا مستعدة لضمان قروض أخرى من البنك الدولي لأوكرانيا، قيمتها 525 مليون دولار، في وقت لاحق من العام الجاري، الأمر الذي يرفع إجمالي الدعم المالي هذا العام إلى 1.5 مليار دولار. وقال جونسون: "تستطيع أوكرانيا أن تنتصر، وسوف تنتصر. لكنهم يحتاجون إلى مساندتنا من أجل أن يفعلوا ذلك. ليس الآن وقت التخلي عن أوكرانيا". ويرى مراقبون، أن سقوط سيفيرودونيتسك، التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف شخص قبل الحرب، غير مسار المعركة في شرق أوكرانيا، بعد أسابيع من القتال العنيف. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد تعهد في خطاب مصور، بأن تستعيد بلاده المدن التي خسرتها، بما فيها سيفيرودونيتسك، لكنه قال: "لا نعلم إلى متى ستستمر الحرب، وكم ضربة أخرى سنتلقاها، وكم هي خسارتنا، وما لجهود التي سنحتاجها قبل أن يلوح النصر في الأفق؟" كما أكد كيريلو بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية: أن أوكرانيا تنفذ إعادة تنظيم تكتيكي، من خلال سحب قواتها من سيفيرودونيتسك. وأضاف: "القوات الروسية تستخدم أساليب تكتيكية، استخدمتها في ماريوبول، وهو محو المدينة من على وجه الأرض". وقال: نظرا للوضع الحالي، فإن التمسك بالدفاع عن الأنقاض والحقول المفتوحة لم يعد ممكنا، لذا تغادر القوات الأوكرانية إلى أرض أعلى، لتواصل عمليات الدفاع. وفي ذات الشأن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية: "أنه نتيجة للعمليات الهجومية الناجحة، تمكنت القوات الروسية من السيطرة بالكامل على سيفيرودونيتسك، وبلدة بوريفسكي المجاورة." وقال أوليكسي أريستوفيش، مستشار الرئيس الأوكراني: إن بعض القوات الخاصة الأوكرانية ما زالت الأن في سيفيرودونيتسك، توجه نيران المدفعية صوب القوات الروسية، لكنه لم يشر إلى أن هذه القوات تقوم بأي مقاومة تذكر. بدورها، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية، عن ممثل للمقاتلين الانفصاليين المؤيدين لروسيا، قوله: إن القوات الروسية والقوات الموالية لها، دخلت ليسيتشانسك عبر النهر، ويقاتلون الأن في المناطق الحضرية هناك. وقال سيرهي غايداي، حاكم منطقة لوجانسك: إن القوات الروسية استهدفت مصنع آزوت للكيماويات في سيفيرودونيتسك، وقصفت أيضا قريتي بافلوغارد وسينتسكي. وأضاف غايداي: "إن الضربات الجوية انهالت على المدينة من عدة جهات، كما عم الدمار منطقة بيلا جورا، وليسيتشانسك". وفي سياق متصل، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأحد، قبل بدء قمة مجموعة السبع، بتكاتف دول الغرب، ضد الحرب الروسية في أوكرانيا. وعلى هامش اللقاء الثنائي بين الزعيمين، أكد شولتس أنه يجب مواصلة التكاتف والتعاون، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يكن يتوقع هذا التكاتف بين دول أوروبا. كما أعرب بايدن، عن امتنانه لشولتس على الدور المهم الذي قام به، في تحقيق هذا التفاهم، وقال الرئيس الأميركي: "يتعين علينا البقاء سويا"، وأشار إلى أن بوتين توقع حدوث انقسام بين مجموعة السبع، وحلف شمال الأطلسي، وأضاف: أن ذلك لم يحدث ولن يحدث. وبخصوص الضربات الصاروخية الروسية على العاصمة الأوكرانية صباح أمس الأحد, قال بايدن: "هي مثال آخر على الهمجية الروسية".