لا يشك أحد أنني لن أهون من خطر إسرائيل، فإسرائيل عدو مشترك للعرب والمسلمين لا جدال، ولكن إسرائيل عندما تريد هدم منزل المواطن العربي تشعره ليخرج منه حيًا، ولا تدعو أحد للدخول في ديانتها، فهي تعتبر الديانة اليهودية شرفًا لا يستحقه غير اليهودي. بينما تقف إيران من هذه القضية على النقيض، فهي عندما تقرر الانتقام من شخص سني تهدم بيته فوقه وجعله قبرًا له أو تحرقه، ولا ترضى عمن لا يدع دينه ويعتنق التشيع، أو تكفره وتستحل دمه وماله وعرضه، فهي إذن تتبنى فرض معتقد ولاية الفقيه على الآخرين، ديانة وثنية مستنسخة من الفارسية والزرادشتية، ونظام ولاية الفقيه الكهنُوتي، الذي يقتل ويكفّر من يخالفه من المسلمين، ولهذه الأسباب تكون إيران أشد خطرًا من إسرائيل، فإيران كيان يعيش في الجوار العربي، ويحتل أكثر من دولة عربية، وقد أصبحت بعضها تُدار من طهران بواسطة زبانيتها، الذين يتولى قيادته الإيراني الذي تتلقى أوامرها من الحرس الثوري وولاية الفقيه، وأصبحت بعض الحكومات مرتهنة للنظام الإيراني تدار من الولي الفقيه، إذ تسعى إيران إلى استنساخ حزب الله في الدول التي سيطرت عليها وجردتها من سلطة وهيبة الدولة، لتظل ممزقة تحكمها مليشياً تحت مرجعية ولاية الفقيه، ولم يبقَ من الوقت ما يسعفنا فالغفلة مزقت الأمة العربية ونحن نناقش الحلول ونخرج دون قرارات رادعة لهذا الجسم السرطاني الذي يقطع أوصال الأمة، فلا يظنن أحد أن أحداً سيكون بجانبنا حين يكون موقفنا ضعيفًا، فإلى متى تبقى هذه الأمة ممزقة يسهل استباحتها؟!