وصف جيه ميرشايمر، الباحث وأستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، الحرب في أوكرانيا بأنها كارثة متعددة الأبعاد، من المرجح أن تزداد سوءاً في المستقبل القريب. وقال: إنه عندما تكلل أي حرب بالنجاح، لا يهتم أحد كثيرا بأسبابها، ولكن عندما تكون نتيجتها كارثية، يصبح فهم كيف حدثت؟ أمرا مهما للغاية، ويود الجميع معرفة كيف تم الوصول إلى هذا الموقف المروع. ويرى ميرشايمر: أنه فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، تعتبر الولاياتالمتحدة مسؤولة أساسا في التسبب في هذه الأزمة. ولا يعني هذا إنكار أن بوتين بدأ الحرب، وأنه مسؤول عن مسلك روسيا في الحرب، كما لا يعني هذ إنكار أن حلفاء أميركا يتحملون بعض المسؤولية، لكنهم بدرجة كبيرة يحذون حذو واشنطن بالنسبة لأوكرانيا. ويمكن القول إن الولاياتالمتحدة دفعت بسياسات تجاه أوكرانيا، يعتبرها بوتين وغيره من القادة الروس تهديدا وجوديا، وخاصة هوس أميركا بضم أوكرانيا إلى الناتو، وجعلها حصنا غربيا على الحدود الروسية. ولم يكن لدى إدارة بايدن أي استعداد لإنهاء هذا التهديد بالطرق الدبلوماسية، وأعادت التزامها في عام 2021 بضم أوكرانيا إلى الناتو، ورد بوتين على ذلك بغزو أوكرانيا في ال24 من فبراير الماضي. واتسم رد فعل إدارة بايدن على اندلاع الحرب، بزيادة الضغط على روسيا. فواشنطن وحلفاؤها الغربيون ملتزمون بإصرار بهزيمة روسيا في أوكرانيا، واستخدام العقوبات الشاملة لإضعاف القوة الروسية بدرجة كبيرة، والولاياتالمتحدة ليست مهتمة جديا بإيجاد حل دبلوماسي للحرب، وهو ما يعني أن الحرب يمكن أن تستمر شهورا إن لم يكن سنين. ولا شك أن أوكرانيا التي عانت بالفعل بصورة خطيرة، سوف تشهد المزيد من الأضرار خلال الحرب. وهناك خطر يتمثل في تصعيد الحرب، حيث من المرجح جر الناتو إلى القتال، ومن المحتمل استخدام الأسلحة النووية، ويمكن القول إننا نعيش أوقاتا محفوفة بالمخاطر. ومن المحتمل أن تسفر الحرب عن تداعيات كارثية، وعلى سبيل المثال، هناك ما يدعو إلى الاعتقاد أن الحرب سوف تؤدي إلى أزمة غذاء عالمية، من شأنها أن تسفر عن وفاة ملايين من البشر. وقال ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي: إنه إذا استمرت حرب أوكرانيا، سوف نواجه أزمة غذاء عالمية تعد "كارثة إنسانية".