منذُ ما يقارب منتصف الموسم الجاري، لملم ذو ال(22) ربيعًا موهبته من العاصمة الرياض متجهًا بها نحو عاصمة النخيل، ومدركًا أن هذه الموهبة تحتاج إلى من يتذوقها (رطبًا شَهِيًّا) هناك حيث الساحل الشرقي باتجاه ذي الصبغة النموذجية عملًا وتعاملًا نادي (الفتح). حيث يؤمن مُسيّروه بأن البذرة تحتاج إلى صبر ورعاية، وقبل ذلك حماية، لا يحجب عنها ضوء الشمس، حتى تُمعن الموهبة في الأرض، لتُقدم نفسها من جديد، وبعيدًا عن الضجيج، ومفعمةً بالمهابة. لم يلتفت هذا الشاب إلى رياح أصوات النشاز، وأعاصير صيحات الاستهجان، من مدرجات يحركها ثلة من الدخلاء على تفاصيل علم المستديرة (الفني) ونقاد آفة التدمير والبؤس! فراس البريكان كان وما زال يدرك في قرارة نفسه أن سَاقَيه النحيلتين، تملك أعظم من المألوف، وأدهش من المقدور، وأن موهبته نبات الزهر التي لا يحيطها الصبار، منطلقًا بها إلى آفاق أرحب وأوسع وأبعد من زاوية صخب عالمهم الضيق والمُحبط، والتي ترمي بشرر جهلها الفني تجاه بداية لمعان نجم قادم. وهو ما آمن به ودعم موهبته، ابن مدينة (لو مان الفرنسية) وسابر أغوار مواهب الأدغال الإفريقية السيد (هيرفي رينارد) ليقدم لنا نظرة فنية رائعة وإيجابية وجليّه تجاهه ويشد على أوتاره، ويضعه على المحك، في مباريات جماهيرية وقوية للمنتخب السعودي، ليعزف "البريكان" بطريقته بعد كل هدف للمنتخب، حتى يُسمع كل من شكك في قدراته. وهو إيمان ممتد بامتداد نظرة المدرب الوطني سعد الشهري، وكل من أشرف على تدريبه من الفنيين في الفئات السنية، ليساهم بجهده ومثابرته وعطائه ودماثة خُلقه برفع راية وطنه خفاقة، من خلال الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 وتحقيق كأس آسيا للمنتخب الأولمبي. وما زال هناك متسع لتحقيق مزيد من المجد، فهنيئًا لنادي الفتح بهذا النجم ولا عزاء لمن هُزمت أصواتهم وآراؤهم. حمود الفالح