يترقب المصدرون والمستوردون الصناعيون الأتراك زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن كثب اليوم الأربعاء لتدشن عهداً جديداً من الشراكة الاستراتيجية الاقتصادية الإنتاجية الاستثمارية التجارية التسويقية لاسيما في الصناعات البتروكيميائية والتي تتصدرها الشحنات السعودية بأكبر الطاقات في السوق التركي، في وقت ينظر كبار المنتجين السعوديين للكيميائيات لتركيا باعتبارها بوابة أوروبا والنفاذ والتوغل في قلب السوق الأوروبي. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغريدات إنه يرحب بولي العهد السعودي في أنقرة في 22 يونيو بأمل أن تقدم تلك المرحلة من الجولة دفعة للاقتصاد التركي المتدهور. وقال الرئيس أردوغان إنه سيلتقي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المجمع الرئاسي يوم الأربعاء، وأن الخطوات التي تهدف إلى زيادة تعزيز العلاقات التركية السعودية ستكون تمت مناقشته خلال المحادثات التي ستعقد في إطار هذه الزيارة الرسمية. يعمل أردوغان على تحسين العلاقات مع الرياض وعواصم إقليمية أخرى حيث يهدف إلى تعزيز التجارة وجذب الاستثمار بعد أن ارتفع التضخم التركي إلى أكثر من 70 ٪. ورداً على سؤال بخصوص زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا، قال أردوغان للصحفيين تعكس الزيارة إرادتنا المشتركة لبدء حقبة جديدة من التعاون باعتبارهما البلدين الشقيقين اللذين يتمتعان بعلاقات تاريخية وثقافية وإنسانية، وقال الرئيس أردوغان: "يعيش حوالي 40 ألف مواطن في المملكة العربية السعودية والمساهمة في اقتصاد المملكة من خلال الأعمال التجارية التي أنشأوها". وقال سنبذل جهوداً لدفع العلاقات المعززة بين بلدينا في جميع النواحي وتحتل المملكة العربية السعودية مكانة خاصة لتركيا من حيث التجارة والاستثمارات بالإضافة إلى المشاريع الكبيرة التي ينفذها مقاولونا. تبلغ القيمة الإجمالية للمشاريع التي قام بها مقاولونا في المملكة العربية السعودية 24 مليار دولار. والطبيعة التكميلية لاقتصاداتنا هي العامل الأساسي الذي يجذب المستثمرين السعوديين إلى البيئة الديناميكية في تركيا. وشدد الرئيس أردوغان على عمق الشراكة وقال "أرى وأعتقد أنه من مصلحتنا المشتركة تعزيز تعاوننا مع المملكة العربية السعودية في مجالات شتى وأبرزها السياحية. وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا قد زادت حجم صادراتها العالمية إلى 243 مليار دولار على أساس 12 شهرًا"، وقال: "الأهم من ذلك، أن حجم صادراتنا يزداد ليس فقط من حيث الكمية، ولكن أيضًا من حيث قيمة الوحدة. تشير هذه الأرقام إلى أننا نقترب تدريجياً من هدفنا المتمثل في تصدير سلع ذات قيمة مضافة عالية. ما يقرب من نصف نمو تركيا في الربع الأول من عام 2022 كان على عاتق صادراتنا. كما أنه دليل على أننا نسير بخطوات حازمة نحو هدفنا المتمثل في تنمية بلدنا على أساس الاستثمار والتوظيف والإنتاج والتصدير وميزان الحساب الجاري". في وقت يسعى كبار المنتجين السعوديين للكيميائيات لتنمية مبيعاتهم في تركيا وبأمل رفع بعض المعوقات التي تعيق تدفق الاستثمارات وما يخص الضرائب على منتجات البتروكيميائيات السعودية لتركيا والتي تدفع 6-6.5 % ضرائب، وهذه الزيارة تساهم في محو مشكلات الإغراق وتحفز التجارة البينية بين الدولتين وفتح منافذ استراتيجية جديدة، وإقامة صناعات كيميائية مشتركة وخاصة في تركيا التي تعد دولة مستهلكة بحجم كبير جداً وتعتبر المحطة الأساسية من ناحية الإمدادات التجارية والاقتصادية لأوروبا. وحافظت السعودية على مكانتها كأكبر مورد للبوليمرات لتركيا في الربع الأول 2022، بإجمالي 428.516 طنًا. تليها كوريا الجنوبية (140,037 طناً) وروسيا (102,524 طناً). وفي الربع الأول، كانت المملكة العربية السعودية المورد الأول لتركيا لمنتجات البولي بروبلين والبولي إيثيلين بنوعيه منخفض الكثافة، ومنخفض الكثافة الخطي. وارتفعت واردات البولي بروبلين بنسبة 8 ٪ تقريبًا في الربع الأول، بينما ارتفعت واردات البوليمر المشترك بنسبة 3 ٪. وتصدرت المملكة أيضا قائمة كبار موردي البولي بروبيلين لتركيا العام الماضي بطاقة بلغت 1,5 مليون طن، بحسب كيم اوربس، والتي أشارت إلى أن الواردات الإجمالية من المملكة العربية السعودية، وهي المورد الرئيسي للبوليمر إلى حد بعيد، ارتفعت بنسبة 35 ٪ في العام الماضي. والموردون الرئيسيون الخمسة لتركيا هم السعودية (1450617 طنًا) وكوريا الجنوبية (473.691 طنًا) وإيران (460.224 طنًا) وروسيا (358192 طنًا) والولاياتالمتحدةالأمريكية (323821 طنًا) العام الماضي. كما ارتفعت واردات البولي بروبيلين المتجانس بنسبة 3 ٪ على مدار العام لتصل إلى أعلى مستوى لها في 9 سنوات عند 364,220 طنًا. وتفوقت المملكة العربية السعودية على كوريا الجنوبية لتصبح أكبر مورد لتركيا ب 100361 طن، تليها كوريا الجنوبية (84939 طنًا) والإمارات العربية المتحدة (34488 طنًا) في عام 2021 بأكمله. كما تصدرت المملكة قائمة كبار مصدري البولي إيثيلين منخفض الكثافة لتركيا بطاقة (67866 طنًا)، تلتها إيران (59587 طنًا)، وبلجيكا (32513 طنًا)، حيث ارتفع إجمالي واردات البولي إيثيلين لتركيا بنسبة 9٪ إلى ما يقرب من 2 مليون طن في عام 2021. وتشير البيانات إلى أن واردات البولي إيثيلين التراكمية لتركيا حطمت جميع السجلات، حيث بلغت 1.943.074 طنًا في عام 2021. وتصدرت المملكة أيضاً قائمة أكبر الموردين للبولي إيثيلين مرتفع الكثافة لتركيا بطاقة (182.271 طن)، تلتها إيران (142.183 طن) وأوزبكستان (79302 طن). فيما وصل اجمالي واردات تركيا إلى 742 ألف طن وشكلت زيادة بنسبة 2.7 ٪ على أساس سنوي. كما حلت المملكة العربية السعودية محل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأصبحت أكبر مورد للبولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي لتركيا ب 247153 طنًا. تلتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ب 179.540 طنًا، فيما جاءت إيران في المرتبة الثالثة ب 103991 طنًا. وارتفع اجمالي واردات تركيا لنفس المنتج بنسبة 12٪ في عام 2021 عن العام السابق واستقرت عند مستوى قياسي جديد بلغ 721,800 طن. وتسيطر المملكة العربية السعودية على صناعة البولي بروبيلين في العالم بالمرتبة الثالثة بطاقات إنتاجية تقدر بأكثر من 8 ملايين طن متري سنويا عبر مجمعات صناعية ضخمة في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورابغ معززة موقفها التنافسي إقليميا وعالمياً. في وقت يقدر حجم الطاقات الإنتاجية العالمية للبولي بروبلين سنويا بحوالي 70 مليون طن تقريبا والتوقعات تشير إلى ارتفاع بحوالي 75 مليون طن في عام 2022. وتشير المصادر ووفقاً للارتباط الوثيق بين النفط والكيميائيات إلى ارتفاع الطلب على البولي بروبلين في 2021، في وقت يعتمد حوالي 30٪ من الطلب العالمي على البولي بروبيلين المستخدم في تطبيقات التغليف، التي تشهد الطلب على العبوات ذات الاستخدام الفردي التي أحدثت طفرة الطلب خلال الجائحة. كما تتصدر المملكة انتاج البولي إيثيلين في الشرق الأوسط بطاقات أكثر من 10 مليون طن متري سنوياً، فيما تعد عملاقة البتروكيميائيات في العالم "سابك" ثالث أكبر منتج في العالم بطاقة أكثر من ثمانية مليون طن متري سنوياً تنتجها في شركاتها التابعة كيميا، وبتروكيميا، وشرق، والمتحدة، وينبت، وينساب وكيان السعودية، بخلاف مصانعها الدولية في أوروبا والصين وأمريكا الشمالية بأكثر من مليوني طن. تتزعم المملكة إنتاج سلسلة مواد كيميائية بأكبر الطاقات الإنتاجية للسوق التركية