ارتفعت أسعار النفط بنحو دولار واحد في تعاملات متقلبة يوم أمس الثلاثاء حيث طغى شح الإمدادات العالمية على المخاوف من تأثر الطلب على الوقود بفعل ركود محتمل وقيود جديدة لكوفيد -19 في الصين. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.05 دولار أو 0.9 بالمئة إلى 123.32 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 96 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 121.89 دولار للبرميل في الساعة 0634 بتوقيت جرينتش بينما ارتفعت. وتفاقم شح الإمدادات العالمية بسبب انخفاض الصادرات من ليبيا وسط أزمة سياسية أضرت بالإنتاج والموانئ، بينما يكافح المنتجون الآخرون في أوبك + للوفاء بحصص إنتاجهم وتواجه روسيا حظرا على نفطها بسبب الحرب في أوكرانيا. وإضافة إلى الدعم للسوق الضيقة بالفعل، أعلنت ليبيا، إحدى أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط، عن موجة جديدة من الإغلاق. ونقل محللو أبحاث ايه ان زد، عن وزير النفط الليبي محمد عون قوله إن الإنتاج في البلاد انخفض إلى 100 ألف برميل يوميا من 1.2 مليون برميل يوميا العام الماضي. وأدت أزمة سياسية إلى إغلاق الموانئ والحقول ونقل عن عون قوله "تم إغلاق جميع أنشطة النفط والغاز في شرق ليبيا تقريبًا". وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في اواندا: "إن الضغط المستمر على المنتجات المكررة على مستوى العالم، فضلاً عن نقص الاستثمار لجلب المزيد من الإمدادات للسوق من أعضاء أوبك، أو مصادر أخرى، يعني أن الإنتاج الروسي المفقود لا يمكن تغطيته من قبل الأسواق العالمية". وسينتظر السوق بيانات المخزون الأمريكية الأسبوعية من معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء لمعرفة مدى استمرار شح إمدادات النفط الخام والوقود. وتوقع المحللين تراجع مخزونات الخام الأمريكية 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثالث من يونيو، بينما توقعوا أن مخزونات البنزين ارتفعت بنحو 800 ألف برميل وأن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، لم تتغير. على جانب الطلب، أثار تفشي كوفيد الأخير في الصين الذي تم تتبعه إلى حد كبير في بكين، المخاوف من مرحلة جديدة من عمليات الإغلاق في الوقت الذي تم فيه تخفيف القيود في البلاد وكان من المتوقع أن يزداد الطلب على الوقود. وبدأت منطقة تشاويانغ، أكثر أحياء العاصمة الصينية اكتظاظًا بالسكان، حملة اختبار جماعي استمرت ثلاثة أيام بين سكانها البالغ عددهم حوالي 3.5 مليون نسمة يوم الاثنين. وقالت المحللة تينا تنغ، في أسواق سي ام سي، إنه بالنظر إلى المستقبل، قد تواجه أسعار النفط ضغوطًا إذا فاجأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسواق برفع أسعار الفائدة أعلى من المتوقع. وأضافت: "خلاف ذلك، سيعود تركيز التجار إلى قيود الصين بشأن كوفيد، حيث يمكننا أن نرى الأسعار تتبع توقعات الطلب لثاني أكبر اقتصاد في العالم". من جهتها قالت قلوبال بلاتس، استقرت العقود الآجلة للنفط الخام على ارتفاع في منتصف الصباح من التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء 14 يونيو حيث انتعشت الأسعار بفعل أزمة الإمدادات العالمية وسط عمليات بيع عبر الأسواق المالية الأوسع. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في أواخر 13 يونيو أن نفقات الاستكشاف والتطوير في عام 2021 من قبل 119 شركة بلغت 244 مليار دولار، أي أقل بنسبة 28٪ من متوسط الخمس سنوات السابقة للوباء. وضخت الأخبار موجة من الدعم الصعودي في الأسعار من خلال كونها بمثابة تذكير بالضيق المستمر في السوق. وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في اواندا في مذكرة بتاريخ 14 يونيو: "حتى مخاطر زيادة المعروض من السعودية لن تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد." ومع استمرار أوبك في كفاحها لزيادة الإنتاج بسبب نقص الاستثمار، تستمر المخزونات في الانخفاض في معظم الدول المستهلكة الرئيسية. وقال وارن باترسون، ووينيو ياو، محللو آي إن جي، في مذكرة يوم الثلاثاء، 14 يونيو: "من غير المرجح أن تتلاشى هذه المخاوف بشأن شح العرض في أي وقت قريب، بالنظر إلى عدم اليقين بشأن كيفية تطور إمدادات النفط الروسية، والقدرة المحدودة لأوبك على زيادة الإنتاج بشكل كبير، وسوق المنتجات المكررة الضيقة مع اقترابنا أعمق من الصيف". وكانت مقايضات خام دبي وفروق الأسعار بين الأشهر أعلى في الغالب في منتصف التعاملات الصباحية في آسيا يوم 14 يونيو من الإغلاق السابق. وتم ربط سعر مقايضة دبي في أغسطس عند 110.27 دولارًا للبرميل في الساعة 10 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0200 بتوقيت جرينتش)، بارتفاع 2.23 دولار للبرميل (2.06٪) عن إغلاق السوق الآسيوية في 13 يونيو. وتم ربط فرق السعر بين شهري يوليو وأغسطس ب 3.36 دولار للبرميل في الساعة 10 صباحًا، بانخفاض 3 سنتات للبرميل على مدار الفترة نفسها، وتم ربط فارق السعر بين شهري أغسطس وسبتمبر عند 2.50 دولارًا للبرميل، بزيادة 6 سنتات للبرميل. وكان سعر صرف برنت/ دبي لشهر أغسطس مربوطًا عند 11.75 دولار للبرميل، بارتفاع 17 سنتًا للبرميل.