مما لا شك فيه أنه مع دخول شهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة يلجأ الإنسان إلى استخدام مكيفات الهواء سواء داخل المنزل أو العمل أو أثناء قيادته للسيارة. كما يعتبر الجهاز التنفسي من أكثر الأجهزة في جسم الإنسان ملامسة مع الجو الخارجي، لذلك فهو يتأثر بكل المتغيرات الخارجية المتعلقة بالهواء أثناء استنشاقه داخل الرئتين، ويقسم الجهاز التنفسي إلى قسمين، الأول علوي كالأنف والجيوب الأنفية والحنجرة، والقسم الثاني سفلي ويشمل الشعب الهوائية والرئتين. كما أن المكيفات تؤثر على الجهاز التنفسي بشكل مباشر حيث التباين الملحوظ في درجات الحرارة أثناء استنشاق الهواء، ومن أهم الأعراض التي تنتج عند استخدام المكيفات هي: 1- إحداث نوع من التحسس والتهيج في الجهاز التنفسي العلوي، قد يكون على شكل زكام أو عطاس أو إلتهاب فيروسي أو صداع أو حكة في الأنف. 2- زيادة التعرض لهواء المكيفات يمكن أن يسبب نوبات ربوية أو يزيد من حدة المرض عند الأشخاص الذين يعانون منه. 3- علماً بأن المكيفات نفسها ومع التغيرات الحاصلة بدرجة الحرارة يمكن أن تؤدي لنمو فطريات معينة فيها، لها دورها هي الأخرى في إصابة الجهاز التنفسي بالتحسس لأشخاص غير مصابين من قبل بهذا المرض. من المعروف علميًا أن زيادة ردة فعل الجهاز التنفسي وحساسيته مرتبطة بدرجة برودة المكيف، وبالقرب المكاني من جهاز التكييف، خصوصًا في السيارة لقرب المسافة بين المكيف والشخص الجالس، ولأن هواءه يصبح في وضع مواز تماماً لمنطقة الصدر. وتتلخص طرق تأثير المكيفات على الجهاز التنفسي في ثلاث طرق رئيسة: أولا: اختلاف درجات الحرارة، بحيث يعجز الجهاز التنفسي عن تدفئة الهواء القادم من المكيف بدرجة برودة عالية حتى تتكيف مع درجة حرارة الجسم مسبباً أمرين: ردة فعل في القصبات الهوائية، أو ردة فعل في الأغشية المخاطية في الأنف (سيلان أنفي)، فإمّا أن يسبب زكاماً شديداً، أو نوبة ربوية (انتكاسة في حجم القصبات وتضيّق قطرها). ثانيا: التيّار البارد قد يؤدّي إلى فايروس الجهاز التنفسي (الرشح أو الإنفلونزا)، لأن مناعة الجسم تقل وبالتالي يصبح الجهاز التفسي أكثر عرضة للفايروس أو البكتيريا، وهذا الفايروس يؤدّي إلى اشتداد النوبات الربوية. ثالثا: تنمو في بعض المكيّفات بعض أنواع الفطريات، وفي حالات قليلة تسبب لبعض الأشخاص الربو القصبي، لكن مع تطوّر التكنولوجيا قلّ هذا النوع من الإصابات. وقد استندت الدراسات المحذرة إلى أن الصدمة الجسمية الناجمة عن الجلوس في السيارة المكيفة يمكن أن تتسبب في سلسلة من الأعراض، بدءاً من أوجاع العضلات وآلام الجسم ونوبات البرد الشديدة والتهاب في الحنجرة، وحتى الالتهاب الرئوي. وللحد من المشكلات المنتشرة التي يسببها المكيّف، ننصح بالتالي: * تجنب التعرض للتيار الهوائي البارد مباشرة. * عدم المبالغة في رفع درجة الحرارة إلى أبرد درجة، بل إلى درجة مقبولة ومعتدلة. * التدرّج في الانتقال من الجو الدافئ إلى البارد أو العكس. * المراوح لا تقل تأثيراً عن المكيّفات في تسبب حساسية الجهاز التنفسي، عند تسليطها مباشرة. عادات سيئة يقوم بها السائقون أثناء ارتفاع درجات الحرارة بالصيف، وهي: * الناس يميلون خلال الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى دخول السيارة ويشغلون المكيفات بأقصى طاقتها وهذا خطأ فادح. * وإضافة إلى ذلك فإن السائقين يضبطون مكيفاتهم بدرجة تركز الهواء البارد عليهم مما يسبب لهم آلاماً في الرقبة. ويمكن التغلب على ذلك بتشغيل المروحة على الدرجة الأقل ثم ضبط درجة الحرارة لتكون أقل بدرجتين فقط عن درجة حرارة الهواء الخارجي. * عند بدء تشغيل المكيف يتعين أن تظل نوافذ السيارة مفتوحة قليلاً خلال هذه الفترة الانتقالية لكي تسمح بإخراج الهواء الساخن من السيارة. بمرور الوقت يمكن ضبط درجة الحرارة لكي تنخفض تدريجياً. ولا يتعين تحت أي ظرف من الظروف أن تنخفض درجة الحرارة داخل السيارة بأقل من ست درجات عن الهواء الخارجي وإلا فستكون صدمة الخروج من السيارة أشد من أن يتكيف معها الجسم.