دعا رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، القوى المعنية بعملية الحوار المباشر للمبادرة والاستجابة، محذرا من أن عدم التوافق بات يهدد أمن وسلامة البلاد. وقرر ائتلاف الحرية والتغيير وحزب الأمة مقاطعة الحوار المباشر، المقرر في إطار العملية السياسية التي تُيسرها الآلية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد. وقال البرهان، في خطاب إلى الشعب السوداني، ليل الثلاثاء؛ إنه يرجو ويطلب من المكونات المختلفة المعنية بالحوار أن تبادر بالاستجابة وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي. وشدد على أن البلاد وشعبها ووحدتها وأمنها يستحقا التسامي فوق الخلافات والمطلوبات الحزبية والجهوية والشخصية، معتبرًا الحوار المرتقب بمثابة فرصة تاريخية لإكمال المرحلة الانتقالية. وأكد البرهان موافقة ودعم قادة الجيش للعملية السياسية التي تيسرها الآلية الثلاثية، وقال إنهم على استعداد لتقديم التسهيلات اللازمة لتهيئة البيئة المواتية للحوار. وأفاد بأن المنظومة العسكرية والأمنية ستعمل على إنفاذ مخرجات الحوار، إضافة إلى نأي الجيش عن المعترك السياسي فور حدوث التوافق الوطني الذي تيسره الآلية الثلاثية أو الانتخابات. وترفض لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات ضد الحكم العسكري، المشاركة في أي عملية سياسية تضم قادة الجيش وتقول إنها تسعى لإسقاط حكمهم وتأسيس سلطة مدنية. ويناقش الحوار المباشر الذي لم تستجب له القوى المناهضة للحكم العسكري قضايا الترتيبات الدستورية وآلية اختيار رئيس الوزراء وبرنامج عمل الحكومة، علاوة على الترتيب لإجراء انتخابات في نهاية فترة الانتقال. وتجد الآلية الثلاثية دعما دوليا حيث وصلت الأحد إلى البلاد مساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي فيي في زيارة تستمر حتى نهاية الأسبوع، لتأكيد الدعم للعملية السياسية. من جهة أخرى التقت اللجنة العسكرية الثلاثية، برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضوية عضوي المجلس، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق بحري إبراهيم جابر، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية السفيرة، مولي في، والوفد المرافق لها، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان، السفير علي بن حسن جعفر. وبحث اللقاء آخر الترتيبات لعملية الحوار السوداني المباشر، الذي تيسره الآلية الثلاثية التي تضم كل من الأممالمتحدة، الاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد، الذي انطلق بالخرطوم الأربعاء. وأكدت اللجنة العسكرية الثلاثية خلال اللقاء، دعمها الكامل لجهود الآلية الثلاثية الميسرة للحوار بين الأطراف السودانية والعمل على إنجاحه. وأوضح السفير كمال بشير مدير إدارة أميركا الشمالية بوزارة الخارجية أن اللقاء أمن على دعم عمل الآلية الثلاثية الميسرة للحوار السوداني في تعزيز التقارب بين الأطراف السودانية لإنجاح الفترة الانتقالية، والتوصل إلى توافق يفضي الى تكوين حكومة مدنية. وأضاف أن اللقاء والذي وصفه بالمهم، تطرق لعدد من التفاصيل المتعلقة بانطلاق الحوار المباشر بين الأطراف الوطنية السودانية. من ناحية أخرى، أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، محمد الأمين ترك استقالته من رئاسة المجلس. وجاء في نص الاستقالة التي نشرت على الصفحة الرسمية لإعلام المجلس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وفقا لموقع باج نيوز: "أعلن لكم استقالتي من منصب رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة مع تأكيدي التام للدفاع عن قضية شرق السودان والبجا وفقا لمقررات سنكات جنديا وفيا واتمني للاخوة في المجلس التوفيق والسداد وسأكون لهم سندا وعضدا من اجل هذه القضية". كان مجلس نظارات البجا في شرق السودان قد دعا أواخر الشهر الماضي، إلى عصيان عام في ولاية البحر الأحمر، وحذر من أن إقصاء مناطق الشرق في أية تسوية سياسية ستكون له "عواقب وخيمة على البلاد". وأضاف المجلس في البيان: "لن نسمح للنخب بأن ينفذوا خططهم التي كانوا ينفذونها منذ الاستقلال باستغلال الموارد وتهميش إنسان الشرق".