يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتعزيز موقفه من خلال طرح مجموعة من السياسات الجديدة لكبار الوزراء بعد أن نجا من تصويت على الثقة كشف حجم التهديد الذي يواجهه في منصبه. وفاز جونسون في التصويت في وقت متأخر من أمس الاثنين بأغلبية 211 صوتا مقابل 148- وهو ما يكفي لتجنب الاضطرار إلى الاستقالة على الفور، لكن تمردا أكبر مما كان متوقعا داخل حزبه يتركه في حالة معاناة سياسية ويكافح لاستعادة ثقة زملائه والعامة. وسيكون التحدي الأول أمامه هو إقناع كبار حلفائه، الذين كان من المحتمل أن يترشح بعضهم مكانه إذا ما اضطر للتنحي، بأنه سيكون قادرا على الانتقال من مرحلة الشكوك التي تحيط بقيادته. وأصدر مكتب جونسون بيانا قال فيه إنه سيعمد خلال الاجتماع إلى تحديد رؤيته للأسابيع المقبلة، بما في ذلك سياسات جديدة لتقليل تكلفة رعاية الأطفال ومساعدة المزيد من الناس على شراء منازلهم. وقال جونسون في البيان "هذه حكومة تقدم أكثر ما يهم شعب هذا البلد". وأضاف "نقف إلى جانب الشعب البريطاني الذي يعمل بجد وسنواصل العمل". وكان نواب في حزب جونسون المحافظين دعوا إلى التصويت على الثقة بعد أشهر من فضيحة إقامة حفلات في مقر الحكومة أثناء الإغلاق فضلا عن انتقادات لطريقة تعامله مع ارتفاع تكاليف المعيشة بسبب التضخم. وتعني قواعد حزب المحافظين أنه في مأمن من اقتراع ثقة آخر للأشهر الاثني عشر المقبلة، لكن هذه القواعد يمكن تغييرها من الناحية الفنية إذا كانت هناك إرادة سياسية كافية للقيام بذلك. وأعلن جونسون خلال اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء أن حكومته باتت أخيرا قادرة على "إنهاء" الجدل وهدفها الآن هو "دفع البلاد قدما" مستندة الى اجراءات تفيد البريطانيين في أوج أزمة القدرة الشرائية. وسيؤكد بحسب مكتبه أنها "حكومة تحقق أكثر ما يهم شعب هذا البلد" قائلا "نحن الى جانب البريطانيين الذين يعملون بجد وسنبدأ العمل". ورغم أنه رحب بنتيجة تصويت "مقنعة" في ختام الاقتراع، إلا ان أكثر من أربعة نواب من أصل عشرة من معسكره (148 من أصل 359 اقترعوا) قالوا إنهم لا يثقون به، ما يعكس حجم الاستياء إزاءه. على سبيل المقارنة، أفلتت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في 2018 من مذكرة لحجب الثقة مع هامش أكبر، قبل أن تضطر للاستقالة بعد أشهر. في حال الهزيمة، كان الحزب سيدعى لاختيار زعيم جديد يصبح رئيسا للحكومة. لكن في حين تم التداول ببعض الأسماء، إلا ان احدا لم يبرز من بينهم، الأمر الذي يستفيد منه بوريس جونسون.