تعاملت المملكة مع تصريحات المتحدثة باسم حزب بهارتيا جانتا الهندي الحاكم المتعلقة بالإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ بما يتماشى مع مواقفها الثابتة والرافضة للمساس برموز الدين الإسلامي، وفي نفي الوقت رفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافّة فضلا عن حثها الداعم لتضافر جهود المجتمع الدولي في نشر قيم الاعتدال والتسامح والحوار بين الأديان والحضارات والتصدي للأفكار المتشددة المغذية للفتن والكراهية الدينية أو الطائفية أو العنصرية. المملكة في بيانها الذي صدر من خلال وزارة الخارجية السعودية شجبت واستنكرت بشدة للتصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم حزب بهارتيا الهندي، من إساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، مرحبة بالإجراء المتخذ من حزب بهاراتيا جانات بإيقاف المتحدثة عن العمل. قلق عالمي وليس هناك رأيان أن خطابات التعصب والتمييز على أساس الدين أو المعتقد، تسبب ضررا كبيرا في نفوس المجتمعات خصوصا أن حرية الرأي والتعبير حيال المعتقد تنطوي عليها مسؤوليات وواجبات في التصدي لجميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين ضمن إطار الاحترام المتبادل والتسامح والوسطية، وهناك قلق كبير حيال ظهور بين الفترة والأخرى تجاه ازدراء الأديان والمساس بالرموز في الدين الإسلامي أو غيره من الأديان والتنميط السلبي داخل بعض الأوساط المتطرفة التي تستهدف الرموز على أساس دينهم ومعتقدهم وربط الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومظاهره كون الإرهاب الظلامي لا دين أو جنسية أو حضارة، ويجب أخذ الدروس المستفادة من حالة الإساءة للرسول عليه السلام من قبل الحزب الهندوسي الهندي لتعزيز مسار العمل الديني المتسامح المشترك، حيث تجتمع الأديان المتنوعة لتجسّد اتفاقها في القيم الكونية، قيم السلام والتضامن والأخوة إلى جانب تفهُّم الخصوصيات الدينية لكل دين أو مذهب، والتعامل معها بصفتها تُمَثِّلُ التنوعَ البشري المشمول بحِكمة الخالق في الاختلاف، وعكس موقف المملكة كونها الدولة القائدة للامة الإسلامية متماشيا مع كل المعطيات وفق مسؤولياتها الإسلامية. موقف واحد المؤسسات والهيئات الإسلامية في المملكة سارعت بالاستنكار والتنديد بالتصريحات وكانت على مسافة واحدة في موقفها حيال عدم المساس بالرموز الإسلامية، فيما أعربت الدول الإسلامية عن استنكارها للتصريحات المسيئة للرسول مرحبة بالخطوات الهندية لمعالجة الأزمة مطالبين باعتذار علني"على تلك التصريحات المعادية، والتي سيشكّل الاستمرار فيها دون إجراء رادع أو عقاب إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض لعناصر الاعتدال. أعداء الحوار إنّ ما يلجأ إليه بعض السياسيين من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة، وهو أمر لا يصدر إلا من دعاة التطرف وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة، ولن يسمح العالم المتحضر لأمثال هؤلاء المتاجرين بالأديان والمقامرين بالقيم الإنسانية العليا في بورصة الانتخابات والسياسة. والعالم اليوم متجه ناحية التسامح الكراهية ويجب على الجميع التناغم مع العالم الوسطي والقبول بثقافة الآخر، وما حصل في الهند حتما هو جرس إنذار، خصوصاً أن المسلمين نحو 13 % من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة، والأكيد أنّ يكون الصدام الحضاري ومحاولات فرض الهيمنة الدينية والثقافية خطر يجب وقفه؛ كون "الكراهية" و"العنصرية" باعتبارهما أكبر مُحَرِّض على العنف والإرهاب والانقسام.