لا يخفى الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان "حفظهما الله"، وموقفها الداعي لاحترام المعتقدات والأديان في تعزيز الحوار بينها والتعايش السلمي ومناهضة أشكال العنصرية والتعصب كافة. إن مكونات خطابات الكراهية وإرهاصاتها القصوى لهما تأثيرات كبرى تهدد تماسك الشعوب والمجتمعات وسيادة القانون، وحيث إنه لا مبرر لإعلاء خطاب الكراهية على اعتباره شكلاً متطرفاً من أشكال التعصب الذي يرفع معدلات جرائم الكراهية لأن كل الشرائع السماوية والحضارات الإنسانية والثقافات المتعددة ترسي مبدأ الاحترام والحوار بين الأديان وترسخ مفهوم التعايش بين الثقافات المختلفة، فقد أعربت المملكة عن شجبها واستنكارها التصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جانات الهندي، من إساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، مؤكدة رفضها الدائم المساس برموز الدين الإسلامي، كما ترفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة. فإذاً، النهج الفعال لمعالجة خطاب الكراهية المتفشي اليوم في كل مكان ما هو إلا استحداث تنظيمي في مكافحة المفاهيم والمعلومات الخاطئة التي تشكل أساس النزاعات في خطاب الكراهية المؤجج، فقد برزت اليوم حملة واسعة توالت بين كثير من الدول العربية والمراكز الإسلامية حول العالم على إثر الإدانة والشجب والاستنكار، حيث دانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة التصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جانات الهندي، المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. لأجل هذا تسويغ الكراهية والمساس بالمعتقدات الدينية والرموز الدينية وما طال الاستهجان للإساءة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث دفع هذا الفعل كل المشاعر الدينية لدى المسلمين أن تنتفض؛ كونه من مقتضيات الإيمان، فالعمل على احترام جميع الأديان، والإدانة بشدة تجاه أي إهانة تطال أي رمز من الرموز الدينية لأي دين هما مسار الحوار الحقيقي وقمع فوهة الجدال التي يؤججها خطاب الكراهية المعلن تجاه المعتقدات الدينية. لكن تظل مسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للأبد ورسالته الخالدة، ونبقى جميعنا في نصرته وفي حمى الدين.