عقد مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ورشة عمل لمناقشة سبل تعزيز الاقتصاد الدائري للكربون في المملكة، وحضر الورشة التي عقدت في مقر المركز نخبة من الخبراء والمهتمين المحليين والعالميين في مجالي البيئة والمناخ. وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ذكر فهد العجلان - رئيس كابسارك - أن استضافة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) و(COP28) يتطلب العمل الجاد المشترك وتعزيز سبل التعاون في الابتكار والتقنية لتسريع التحول إلى الاقتصاد الدائري للكربون. تسريع التحول من جهته أكد رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) البروفيسور توني تشان خلال كلمته الافتتاحية الدور الذي لعبته المملكة في السياق الدولي، حيث تبنت مع مجموعة العشرين منهج الاقتصاد الدائري للكربون، لتسريع وتيرة التحول في خريطة طريق نظام الطاقة العالمي. وقدم قادة الخبراء والمتخصصون في كلتا المؤسستين عروضًا حول أهمية العلوم التطبيقية والبحوث المتطورة في الاقتصاد الدائري للكربون في المملكة، فناقش مدير تخطيط البحوث والشراكات في كاوست الدكتور مانوس وارد المحاور الرئيسة المتعلقة بالاقتصاد الدائري للكربون في الجامعة، منها احتجاز ثاني أكسيد الكربون، والحلول القائمة على الطبيعة، والحلول الجيولوجية، والوقود الإلكتروني، والدمج الشامل لمصادر الطاقة المتجددة. وسلط الضوء على التقدم في إنتاج الهيدروجين الأزرق والمواد الكربونية المتقدمة في برنامج البحوث المشترك لمركز التحفيز الكيميائي أرامكو - كاوست، وكذلك إطلاق تحالف (فليت) الذي يركز على تحسين القدرة التنافسية الاقتصادية والبيئية للوقود ومحركات الاحتراق، ومبادرة كاوست للمناخ وقابلية العيش. مؤشرات وطنية في حين قدم نائب الرئيس للبحوث في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) الدكتور فهد التركي ملخصًا للتقدم الذي أحرزه المركز في مبادرات الاقتصاد الدائري للكربون، قائلًا إن المركز طور سيناريوهات إطار عمل الاقتصاد الدائري للكربون ليتوافق مع مستهدفات المناخ العالمية وأهداف اتفاقية باريس، وتطرق في كلمته إلى العوامل المحركة للاقتصاد في أسطول المركبات الجديد في المملكة، والدور الذي تلعبه سياسات جانب الطلب كأسعار الوقود والمركبات. واختتم د. فهد التركي كلمته خلال ورشة العمل باستعراض مجموعة من الأدوات والبيانات البحثية الجديدة التي طورها كابسارك، مشيرًا إلى مؤشرات القياس الوطنية الجديدة، التي تعمل على قياس الأبعاد المختلفة للكربون مثل إمكانات تخزين ثاني أكسيد الكربون، وإمكانات عزل ثاني أكسيد الكربون القائمة على الطبيعة، وتقنيات الدوران. نهج متكامل وعقدت بعد ذلك حلقة نقاش شارك فيها عدد كبير من المسؤولين والمتخصصين، يتقدمهم مستشار صاحب السمو الملكي وزير الطاقة وكبير المفاوضين لاتفاقات تغير المناخ الأستاذ خالد أبو الليف، ورئيس البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون في وزارة الطاقة الدكتور زيد الغريب، وكبير الإداريين التقنيين في أرامكو المهندس أحمد الخويطر، والأستاذ الباحث المميز في كاوست والرئيس التنفيذي لشركة "ماكدونو إنوفيشن" ويليام ماكدونو، ومدير برنامج المناخ والاستدامة في كابسارك الدكتور محمد حجازي. وقد أوضح الأستاذ خالد أبو الليف "أن الواقع يقول إن الاقتصاد الدائري للكربون يمثل النهج المتكامل الوحيد المتواجد عالميًا في هذه المرحلة". وخلال النقاش عرض رئيس البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون في وزارة الطاقة الدكتور زيد الغريب الإستراتيجية الوطنية التي صيغت مؤخرًا، ونوه إلى أن البرنامج بدأ في تنفيذ مبادرات على أرض الواقع بالفعل، قائلًا إنه توجد عشرون مبادرة لإستراتيجية الكربون، منها بناء مركز جديد لاحتجاز الكربون وتخزينه سيكون عاملًا رئيسًا للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما يحتوي البرنامج على إحدى عشرة مبادرة لإستراتيجية الهيدروجين، منها ثماني مذكرات تفاهم موقّعة مؤخرًا في قطاع النقل. أهمية البيانات وتناول رائد الاقتصاد الدائري للكربون ويليام ماكدونو موضوعات من بحثه الرائد عالميًا، الذي يوضح فيه مفهومه الخاص عن الكربون، وأهمية البحث عن طرق إيجابية للاستفادة منه، لأنه ليس عدوًا بل هو المادة والوقود. كما بيّن د. محمد حجازي أهمية البيانات لدعم السياسات، وأنه مع مرور الوقت ستلعب البيانات والنماذج دورًا مهمًا في اتخاذ القرار، ومن الضروري ألا نركز على زاوية واحدة عند دراسة تغير المناخ بل أن نأخذ في الاعتبار عوامل أخرى منها الأهداف المجتمعية. من جهته أشاد كبير الإداريين التقنيين في أرامكو المهندس أحمد الخويطر بدور المملكة في دعم الاقتصاد الدائري للكربون، وذلك بقوله: "لقد حان الوقت الآن للاعتراف بريادة المملكة في الالتزام بتبني خيارات الاقتصاد الدائري للكربون".