سبحان الله! هناك أندية كما يقول المثل: "لا يعجبها العجب، ولا الصيام في رجب". فالحكم الوحيد المتميز هو حين يفوز فريقها فقط، سواء كان محلياً أو أجنبياً، وسواء كان من النخبة أو من ضعيفي القدرات، أما ما عدا ذلك فهو سيئ وعليه من الملاحظات ما الله به عليم! ولا يشفع له كونه من حكام النخبة وممن يدير النهائيات العالمية، ومن طرائف عجائبهم أنهم أحياناً يعترفون أنه فعلاً من النخبة، فإذا أتى عندنا وهزم فريقهم أصبح أسوأ من السيئ. فدائماً ما ترجع هذه الأندية أسباب خسائرها إلى الحكم لامتصاص غضب جماهيرها الذين يعدونهم في بداية كل موسم (بالتكويش) على جميع البطولات المحلية والخارجية، فلا يجدوا لهم حيلة إذا ما خرجوا من جميع البطولات بموسم صفري إلا العزف على هذا الوتر الذي لا يملون ولا يكلون من ترديده منذ 50 سنة، وهو بداية إدراكي لعالم الكرة. وعندما شعرت هذه الأندية بأن جماهيرها بدت تشك في كون هذه الإخفاقات بسبب التحكيم، لجأت إلى الصوت المرتفع لدى لجنة الحكام، لكي تثبت صحة زعمها أمام جماهيرها، فأخذت اللجنة النخوة والشهامة العربية، فحاولت البحث عن أي خطأ في المباريات التي هزم فيها فريقهم، حتى لو كانت أخطاء عادية، أو محل اختلاف بين المحللين، ومن فرط الفزعة ركزوا على جميع الأخطاء التي حدثت ضد الأندية المنافسة لهم، والتي أغلبها إن لم يكن كلها محل اختلاف كما سبق أن ذكرنا، وقد برعوا أيضاً في حسبة النقاط، بحيث لو تم تلافي هذه الأخطاء لأصبح هذا النادي هو المتصدر، ولحصل على بطولة جميع المسابقات التي فيها خروج المغلوب، وفي الوقت نفسه تجاهلت أغلب الأخطاء التي استفادوا منها، وأشهر هذه الأخطاء ما حدث للنادي الجنوبي المغلوب على أمره من أخطاء كوارثية كانت محل إجماع واستياء من جميع محبي كرة القدم، ولكن رب ضارة نافعة، فكأن اللجنة ترسل رسالة، وتقول: افهموها واعذروني، فأنا مغلوبة على أمري، وأخشى أن يقيلوني كما أقالوا سلفي. لذا أقترح على لجنة الحكام أن تبحث لهذه الأندية عن حكام من كوكب المريخ، أو المشتري! لعلهم يقنعوا، فإن لم يقنعوا فاستقيلوا قبل أن يقيلوكم فإني لكم من الناصحين، فقد عرفوا نقطة ضعفكم، ولن يتوقفوا حتى يجعلوكم محل تندر وسخرية لكل شامت ومتشفٍ إن استمررتم على نهجكم هذا. عباس العصيمي