اختلفت توقعات محللي الطاقة حول ما سيفضي إليه اجتماع تحالف أوبك + اليوم الخميس والذي سيقرر خطط إنتاج يوليو، منهم من يرى استمرارية زيادة الإنتاج الحالية البالغة 432 ألف برميل في اليوم، فيما يرى آخرون إعفاء إمدادات روسيا من التحالف لشدة ضيقها وتعويضها بزيادة إنتاج الدول الأخرى ذات الطاقات المرتفعة والفائضة، على الرغم من أن أمين عام منظمة أوبك محمد باركيندو استصعب القدرة على تعويض فقدان البراميل الروسية وقال مؤخراً في مؤتمر صناعي "لا توجد طاقة في العالم في الوقت الحالي يمكنها أن تحل محل سبعة ملايين برميل من الصادرات النفطية الروسية للعالم"، إلا أن خبراء نفط آخرين يستبعدون إقصاء الإمداد الروسي من أوبك + وهي تشكل نحو 10 في المئة من الإنتاج العالمي، الأمر الذي يثير مخاوف أمن الطاقة العالمي. وأبلغت منظمة البلدان المصدرة للبترول، أوبك الاتحاد الأوروبي أن العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا قد تخلق واحدة من أسوأ صدمات المعروض النفطي على الإطلاق وأنه سيكون من المستحيل تعويض تلك الكميات، وأشارت إلى أنها لن تضخ أكثر، وفي اجتماع مع أوبك، قال الاتحاد الأوروبي إن أوبك قد توفر مزيدا من الإنتاج من طاقتها الفائضة، ومع ذلك، قال باركيندو إن السوق الحالية شديدة التقلب كانت نتيجة "عوامل غير أساسية" خارج سيطرة أوبك، في إشارة إلى أن المجموعة لن تضخ المزيد. وسترفع أوبك +، التي تتكون من أوبك ومنتجين آخرين بما في ذلك روسيا، الإنتاج بنحو 432 ألف برميل يوميًا في يوليو، متوقع كجزء من التراجع التدريجي لتخفيضات الإنتاج التي تم إجراؤها خلال أسوأ حالات جائحة كوفيد -19. إن استبدال الكميات الهائلة من الوقود والنفط الروسي في السوق تثير مخاوف بشأن المعروض من تجار النفط، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وقال إن اس راماسوامي، رئيس السلع في فنشرا سيكورتز "إن حظر صادرات النفط الروسية نحو 7 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات النفطية هو سبب كبير لارتفاع آخر متوقع في أسعار النفط، وحتى ذلك الحين، سيكون 125 دولارًا إلى 130 دولارًا نطاقًا متقلبًا". إلا أن تحالف أوبك + نجح في ضبط خطوط الأساس للإنتاج المرجعي للدول، وفقًا لجدول يظهر إعادة خط الأساس المرجعي لخمسة دول بدءا من مايو 2022، بدلا من التاريخ السابق لخطوط الأساس المرجعية المقيّدة التي تنتهي بنهاية إبريل 2022، ويتزعم الدول الخمسة المعدل خطوط أساسها، المملكة وروسيا من 11.000 مليون برميل في اليوم إلى 11.500 مليون برميل في اليوم، والعراق من 4.653 ملايين إلى 4.803 ملايين برميل، والكويت من 2.809 مليون إلى 2.959 مليون برميل في اليوم، والإمارات من 3.168 ملايين برميل إلى 3.500 ملايين برميل في اليوم. وبذلك ارتفع إجمالي إنتاج النفط الخام لدول تحالف أوبك+ الى 45.485 مليون برميل في اليوم كسقف إنتاجي مرجعي بدءا من تاريخ مايو 2022، من 43.853 مليون برميل في اليوم لخط الأساس السابق. وهذا ما يقارب نصف الإنتاج العالمي مما يمنح التحالف قوة في ضبط توازن إمدادات براميل النفط للسوق العالمي، مع تمتع التحالف بقوة المبادرات السعودية بعطائها السخي بإعادة الاستقرار لأسواق النفط والاقتصاد العالمي. ودعمت أوبك + السوق بالمزيد من الاستقرار وكانت تلك التخفيضات الهائلة لبلايين البراميل، ودورها في تغيير مشهد الطاقة العالمي نحو استقرار اقتصادي عالمي مستدام، رغم الحرب الأوروبية حيث يواصل تحالف أوبك+ محافظته على إمدادات نفطية متوازنة مواكبة لمتغيرات الأسواق والحرب في أوروبا في وقت ارتكزت اتفاقية أوبك+ على أن تكون عنصراً قوياً في دعم استقرار الأسواق البترولية العالمية وتحقيق التوازن فيها ومنع حدوث هزات عنيفةٍ فيها عند الأزمات للإسهام في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، ودعم التنمية الشاملة لجميع شعوب العالم. وانخفض تحالف أوبك + الذي يضم 23 دولة بمقدار 2.59 مليون برميل يوميًا عن حصصه في إبريل، وفقًا لأحدث استطلاع لبلاتس، حيث أدت العقوبات الغربية على روسيا، إلى جانب انقطاع الكهرباء في كازاخستان وليبيا، إلى انخفاض إنتاج المجموعة إلى أدنى مستوى خلال ستة أشهر. وأكدت أوبك بأنه وبالنظر إلى حالة عدم اليقين الحالية التي تحيط بالتطورات الأخيرة والاضطرابات الجيوسياسية والتوقعات لأشهر الصيف، تواصل الدول المشاركة في اتفاقية "إعلان التعاون" عبر تحالف أوبك + إعادة تأكيد التزامها الثابت بدعم استقرار سوق النفط من خلال ضمان إمدادات كافية من النفط الخام إلى أسواق العالم. وخلص الاجتماع الأخير إلى أنه لا توجد حاجة إلى تغيير خطط الإنتاج، ووافق على رفع إنتاج المجموعة بمقدار 432 ألف برميل يوميًا بدءًا من يونيو. وتعزى الزيادة البالغة 32 ألف برميل يوميا فوق المتفق عليه أساسًا عند 400 ألف برميل يوميا إلى تغيير خطوط الأساس لخمسة من أعضائها. وتم رفع حصة إنتاج المملكة العربية السعودية إلى0.549 مليون برميل يوميًا، مع زيادة حصة روسيا إلى نفس الكمية. ووفق اتفاقية أوبك + تلتزم الدول الأعضاء بضخ 42,126 مليون برميل في اليوم، مقسمة على 20 دولة، 10 منها تمثل منظمة البلدان المصدرة للنفط، أوبك، والتي حدد سقف إنتاجها عند 25,589 مليون برميل في اليوم، فيما تمثل العشر دول الأخرى شركاء منظمة أوبك الذين سيضخون 16,537 مليون برميل في اليوم، واستثنت قائمة منظمة أوبك إنتاج 3 دول من أعضائها كل من إيران وفينزويلا وليبيا، والتي لا تشارك في الاتفاقية، إما لعقوبات حظر نفطها عالمياً أو لحروب داخلية، بينما لوحظ أن استمرار أساسيات سوق النفط والإجماع على التوقعات يشير إلى سوق متوازن بشكل جيد، وأن التقلبات الحالية ليست ناجمة من خلال الأساسيات، ولكن من خلال التطورات الجيوسياسية المستمرة. لذلك، جدد تحالف أوبك + الموافقة على القرارات السابقة وعلى إثرها، اتخذ قرار إعادة التأكيد على تعديل خط الأساس وخطة تعديل الإنتاج وآلية تعديل الإنتاج الشهرية التي تمت الموافقة عليها مسبقا. وتعمل أوبك+ على إلغاء تخفيضات الإنتاج القياسية المطبقة منذ عام 2020، وتواصل محافظتها على توازن العرض والطلب، الى أكمل وجه وانسب وضع للسوق المضطرب بالحرب.