حصاة القريف معلم من معالم التاريخ والآثار في مدينة جلاجل (شمالي العاصمة الرياض). أحمد بن محمد النغيثر الباحث في الرسوم والنقوش الصخرية أكد في حديثه ل"الرياض" أن حصاة القريف صخرة جرانيتية في منطقة جيرية، تقع على بعد خمسة كلم شمالي جلاجل و(1.6) كلم شرقي الطريق القديم الواصل بين جلاجل والمجمعة، وتوجد عليها نقوش صخرية وكتابات ثمودية. وامتدح النغيثر تبتير هيئة التراث الصخرة لحمايتها وحفظها، قائلاً: "كل الشكر والتقدير والتحية لرجال التراث الذين لا يألون جهداً أو وقتاً للحفاظ على تراث وآثار وطننا كثروة ثقافية وطنية كتراث إنساني عالمي"، مؤكداً في الوقت ذاته أن هيئة التراث بالمملكة لا تدخر الجهد أو الوقت فيما يخص التراث والحفاظ عليه وأصبح واضحا وضوح الشمس دورهم، ويمكن تلخيص رسالة هيئة التراث في حماية وإدارة وترسيخ الابتكار والتطور المستدام لمكونات التراث الثقافي في ربوع بلادنا. وحول النقوش التي على حصاة القريف قال الباحث النغيثر: إن النقشين الثموديين يعودان للمرحلة الثمودية المبكرة، ويتضح ذلك من الحروف: (الباء، والدال، والراء، والواو). السطر الأول بالنقش: م ي ر و د د ب د ر ل و د ع د د ن ه مير يحب بدر ل ودع (بن) دد نه(ى). تعليق: م ي ر: علم بسيط من الجذر "م ر ر" يعني "حكيم "، على وزن فَعل، من مر وهو أن تقول فلان أَمر عقداً من فلان أي "أحكم أمراً منه وأوفى ذمة" وأنه لذو مرة أي "عقل وأصالة وإحكام)"، انظر: ابن منظور،1955م، مج 5، ص ص 169- 172). ويمكن مقارنته بالعلم المعروف في الموروث العربي بصيغة مر، انظر: الكلبي، (1407ه، ص 189). و دد: اسم مفرد مذكر بمعنى حب، سعادة. والود هو الحب والمودة (ابن منظور، 1955م، مج3، ص453)، وهو على وزن فعّال من ود وهو التمني والمحبة للمزيد من المقارنات مع النقوش السامية الأخرى (الذييب، 1999م، ص66). واشتقاقه من الجذر و دد "حب، ود"، الذي عُرف بهذه الصيغة في النقوش اللحيانية (القدرة، 1993م، ص94). ب د ر: اسم علم بسيط من الجذر ب د ر، على وزن فَعل يعني "القمر إذا امتلأَ "، من البدر وهو القمر. وإنما سمي بدراً لأنه يبادر بالغروب طلوع الشمس، وسمي أيضاً بدراً لتمامه (انظر ابن منظور،1955م، مج 4، ص 49). أما الشمري فقد فسر البدر بأنه إذا امتلأ سمى بدراً لتمامه، وهذا الاسم يذكر ويؤنث فإذا ذكر فإنه يعني الغلام إذا اكتمل، وقد يكون تشبيهاً بنور البدر، انظر (الشمري، 1410ه، ص 77). السطر الثاني بالنقش: ل: حرف جر بسيط، بمعنى بواسطة. و د ع: علم بسيط مذكر، جاء الاسم بالصيغة و د ع في النقوش الثمودية (أسكوبي، 1999، ص 94)؛ وجاء بالصيغة و د ع ت في النقوش اللحيانية (أبو الحسن، 2002، ص 287). د د : اسم المعبود د د، وهو معبود كنعاني ولحياني، وعبده الأنباط: (الفاسي،1414ه، ص 227)، وجاء علم في النقوش الثمودية: (الذييب،1421ه،ص20؛ أسكوبي، 1420ه، ص 89). ن ه : "ن ه ى"، يعني العقل سميت بذلك لأنها تنهى عن القبيح، ونهاك من رجل أي كافيك من رجل)، انظر: (ابن منظور، 1955م، مج 15، ص 346)، جاء بصيغة ن ه ا في النقوش الثمودية، انظر: (الذييب، 1422ه، نقش 86). وتابع النغيثر شرحه للنقش الثمودي الثاني: م ت و ز ي ل ع ل ن متو (بن) زيل علن (متو ابن قبيلة عليان). التعليق: م ت و: اسم علم بسيط من الجذر م و ت وهو المنية موت. جاء في النقوش الثمودية: (أسكوبي، 1999، ص 396). كما ورد في اللحيانية (أبو الحسن، 1997، ص 183). ز ي ل: هي أداة غالباً ما تسبق أسماء القبائل وتعني من قبيلة، جاءت بصيغة ذ أ ل في النقوش الثمودية، انظر: (الذييب، 1422ه، نقش 32)، والنقوش الصفوية، انظر: (الذييب، 1413ه، نقش1؛ الروسان، 1407ه، ص 94). ع ل ن: علم بسيط مذكر، ورد الاسم في الصفائية انظر: (Clark, 1979, n, 420, 1004)، ولعله عليان، انظر: (WH 1102; 2062; 2227). وهو صيغة من علي، وعليان بمعنى الشامخ وهو من الأسماء الواردة في الثمودية والصفائية، انظر: الذييب، 2002، نق 107؛ المعاني، 2017، 58). وفي ختام حديثه معنا تمنى الباحث النغيثر أن يتم إزالة الكتابات التي تشوه المنظر في أحجار الصخرة وأن تكون ضمن مناطق الجذب السياحي لجلاجل وما حولها. كتابة لاحرف «م ي ر و د د ب د ر ل و د ع د د ن ه» لقطة علوية لحصاة القريف القريف معلم من معالم التاريخ والآثار في جلاجل نقوش صخرية ثمودية أحمد النغيثر