تعتزم ألمانيا تسليم أربع قاذفات صواريخ متعددة من مخزونات الجيش الألماني لأوكرانيا، وذلك بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة التي ستتولى أيضا تدريب الجنود الأوكرانيين على هذه الأنظمة، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولاياتالمتحدة سترسل أنظمة صواريخ متطورة إلى أوكرانيا، لدعم صمودها في مواجهة القوات الروسية. ويرى كثير من المراقبين أن التسليم المقرر لشحنات الأسلحة والصواريخ الأميركية، يزيد من مخاطر انجرار الولاياتالمتحدة إلى نزاع مباشر مع روسيا، بعد أن أعلنت واشنطن الثلاثاء أنها ستقوم بتزويد "كييف" بمنظومة صواريخ وراجمات متطورة وبالغة الدقة، أبرزها منظومة "هايمارس"، ما يؤكد أن الولاياتالمتحدة عازمة على مواصلة الحرب، من أجل إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. بدورها كشفت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس، أن الاتصالات الهاتفية التي يجريها زعيما ألمانيا وفرنسا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت موضوع "نقاشات محتدمة" خلال القمة الأخيرة لقادة دول الاتحاد الأوروبي. وقالت كالاس:"أجرينا نقاشات حادة حول موضوع الاتصال ببوتين"، في إشارة لاتصالات المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. بينما أشادت كالاس بالموقف البناء لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي ظل يمنع الاتحاد الأوروبي من فرض حظر كامل على النفط الروسي لأسابيع، وقالت: "لقد شرح مخاوفه، وفي النهاية توصلنا لحل بعد مناقشات مطولة، وهو حظر جزئي فقط". وفي المقابل اتهم الكرملين واشنطن ب "صب الزيت على النار" بعد الإعلان عن تسليم أنظمة صواريخ متطورة وذخائر إلى كييف، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "إن خطة الولاياتالمتحدة هو محاربة روسيا بشكل مباشر، وأن تسليم هذا النوع من الأسلحة لا يشجع القيادة الأوكرانية على استئناف مفاوضات السلام". فيما حمل واشنطن مسؤولية تصاعد الأعمال العدائية في أوكرانيا، قائلا إن "الولاياتالمتحدة لا تفعل شيئا من أجل إيجاد أي حل، وهي تمارس ذلك على مدى سنوات عديدة، حتى قبل العملية العسكرية الأخيرة". وكانت واشنطن قد أكدت إنها ستدرج المنظومة ضمن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة تفوق 700 مليون دولار، وأن صواريخ "هايمارس" لن تُستخدم ضد أي أهداف داخل العمق الروسي، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقالة بصحيفة نيويورك تايمز بقوله "تحركنا بسرعة لإرسال كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا، حتى تتمكن من القتال في ساحة المعركة، وتكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات". وفي سياق ذلك ناشد البابا فرنسيس السلطات الروسية إلى رفع الحظر عن صادرات القمح من أوكرانيا، قائلا إن الحبوب لا يمكن أن تستخدم "كسلاح للحرب". وقال البابا أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس: إن الملايين لا سيما في الدول الأفقر في العالم يعتمدون على القمح من أوكرانيا، ودعا إلى رفع الحصار فوراً. كما تحاول الأممالمتحدة من جانبها التوسط من أجل رفع الحصار عن تصدير الحبوب الأوكرانية، محملةً روسيا المسؤولية عن الأزمة التي يواجهها العالم، بسبب إغلاقها المواني الأوكرانية.