أطلقت كوريا الشمالية أمس الأربعاء، ثلاثة صواريخ باليستية باتجاه الشرق، وذلك بعد يوم واحد من ختام جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الآسيوية، التي سلطت الضوء على التزام الولاياتالمتحدة الأمني تجاه سول وطوكيو. ويشار إلى أن الصواريخ ذات القدرة على قطع المسافات التي تزيد على 5500 كيلو متر، تعتبر صواريخ باليستية عابرة للقارات، ولم يتضح في البداية ما إذا كانت كوريا الشمالية قد حددت عمدا مسافة طيران الصاروخ لمئات الكيلو مترات. من ناحية أخرى، يعتبر الصاروخين الآخرين من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وقد أطلقت كوريا الشمالية الصواريخ الثلاثة باتجاه بحر اليابان (المعروف أيضا ببحر الشرق)، من منطقة سونان في بيونغ يانغ في حوالي الساعة السادسة من صباح الثلاثاء. ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع اليابانية أيضا إطلاق كوريا الشمالية لثلاثة صواريخ، حيث قالت إن هناك صاروخين على الأقل كانا باليستيين، وأن الثالث ما زال قيد التحليل، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "كيودو". ونددت سيول "بعمل غير مشروع يشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي" كما أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية إثر اجتماع لمجلس الأمن القومي. من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ "الولاياتالمتحدة تدين إطلاق جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية عدداً من الصواريخ البالستية"، مستخدماً الاسم الرسمي لكوريا الشمالية. وفي طوكيو أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أنّ أحد هذه التجربة البالستية سلكت "مساراً غير اعتيادي". وتعمل بيونغ يانغ على تطوير تكنولوجيات تسمح للصواريخ بالمناورة من خلال تغيير مسارها بعد إطلاقها، بما في ذلك خصوصاً "تكنولوجيا التحليق الانزلاقي الفرط صوتي"، مما يزيد من صعوبة اعتراض هذه الصواريخ من جانب منظومات الدفاع الجوي. وعمد النظام الكوري الشمالي، إلى تسريع تجاربه الصاروخية في الأشهر الماضية بسبب الموقف الأميركي المعادي للبلاد. وفي مارس أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات للمرة الأولى منذ 2017. وتشتبه أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية في أنها تحضر لتجربة نووية وشيكة، ستكون في حال حصولها الأولى منذ خمس سنوات. وقال بارك وون-غون الأستاذ في جامعة أيهوا في سيول إن التجارب كانت "مبرمجة بوضوح عند عودة الرئيس بايدن بعد زيارته كوريا الجنوبيةواليابان". وخلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، أجرى بايدن محادثات مع نظيره الجديد يون سوك-يول شدّد خلالها كلاهما على ضرورة تكثيف التدريبات العسكرية لمواجهة تهديدات الشمال. وقال سوك-يول: إنه تم أيضا البحث في نشر طائرات مقاتلة أو صواريخ في شبه الجزيرة "للاستعداد لمواجهة هجوم نووي". .