يعود مستثمرو النفط الخام في أسواق العالم اليوم الاثنين منتعشين من المكاسب المحققة مع إغلاق الجمعة الماضية والنفط مرتفعاً 4 بالمئة ملامسا 120 دولارا للبرميل من تعزيزات مخاوف شح النفط المرتبط بحظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي بالكامل، وكان أعلى إغلاق لخام غرب تكساس الوسيط منذ 25 مارس وثالث ارتفاع أسبوعي له على التوالي. ويرى المحلفون تصادم القوى الأساسية في سوق النفط المضطرب، حيث تم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي على ارتفاع طفيف يوم الجمعة لكنها لا تزال في وضع يمكنها من تسجيل أول خسارة أسبوعية لها في ثلاثة أسابيع حيث تستمر الأساسيات المختلطة في السيطرة على حركة السعر. يعلق المتداولون الصاعدون آمالهم على ارتفاع الأسعار على إمدادات الوقود المتضائلة لروسيا، في حين يراهن المتداولون الهابطون على رفع أسعار الفائدة من البنك المركزي لمكافحة التضخم الخارج عن السيطرة وإغلاق الصين لفيروس كورونا سيؤدي إلى إبطاء النمو والطلب العالميين. وفي الوقت نفسه، سلط تقرير لوكالة الطاقة الدولية يوم الخميس الضوء على العوامل المتناقضة في السوق، قائلاً إن ارتفاع إنتاج النفط في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وتباطؤ نمو الطلب "من المتوقع أن يصد عجزًا حادًا في الإمدادات وسط تفاقم تعطل الإمدادات الروسية". بالإضافة إلى ذلك، في حين أن معظم التركيز هذا الأسبوع كان على مساومة الاتحاد الأوروبي بشأن فرض حظر على النفط الروسي، وعلى صعيد العرض، قلصت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لإنتاج الخام الأميركي لعامي 2022 و2023. وتتوقع الآن أن يبلغ متوسط الإنتاج في هذا العام 11.9 مليون برميل يوميًا مقارنة بتقديرها السابق البالغ 12 برميلًا يوميًا. ودفع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وصراع الصين مع تفشي كورونا وتداعيات الإغلاق بشل الطلب على النفط، والحرب الروسية في أوكرانيا، منظمة أوبك إلى خفض تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط للشهر الثاني لعام 2022. وفي تقريرها الشهري لسوق النفط الصادر يوم الخميس، عدلت أوبك توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي وقالت إن الطلب على النفط سينمو بمقدار 310،000 برميل يوميا أقل من النمو المتوقع في تقرير إبريل. وفي إبريل، خفضت أوبك تقديراتها لنمو الطلب على النفط لعام 2022 بمقدار 480 ألف برميل يوميا على خلفية انخفاض النمو الاقتصادي العالمي المتوقع مع الحرب الروسية في أوكرانيا وعودة إغلاق كوفيد في الصين. وفي تقرير هذا الشهر، خفضت المنظمة تقديراتها للنمو الاقتصادي العالمي إلى 3.5 ٪ من 3.9 ٪، بعد أن عدلت توقعاتها للنمو العالمي في إبريل إلى 3.9 ٪ من 4.2 ٪. وتعليقا على الاقتصاد العالمي، قالت أوبك إن "إمكانات الاتجاه الصعودي للتوقعات الحالية محدودة للغاية، ومع ذلك، قد يأتي من حل للوضع في روسياوأوكرانيا، والتحفيز المالي، حيثما أمكن، ووباء يتلاشى، بالاقتران مع ارتفاع قوي في نشاط قطاع الخدمات. وبالنسبة للطلب العالمي على النفط، تشهد أوبك الآن نموا قدره 3.36 ملايين برميل يوميا في عام 2022 مقارنة بعام 2021، بانخفاض قدره 310،000 برميل يوميا عن تقديرات الشهر الماضي. ومع ذلك، بشكل عام، لا يزال من المتوقع أن يتجاوز متوسط الطلب العالمي على النفط 100 مليون برميل يوميا هذا العام، عند 100.29 مليون برميل يوميا، وفقا لأحدث توقعات أوبك. وعدلت أوبك تقديرات الطلب في الربع الثاني بمقدار 670 ألف برميل يوميا إلى 98.44 مليون برميل يوميا، ولكن من المتوقع أن يتجاوز متوسط الطلب العالمي على النفط علامة 100 مليون برميل يوميا في الربعين الثالث والرابع، مع ارتفاع الطلب في الربع الرابع إلى 102.64 مليون برميل في اليوم. وقالت أوبك: "من المتوقع أن يتأثر الطلب في عام 2022 بالتطورات الجيوسياسية المستمرة في أوروبا الشرقية، فضلا عن القيود المفروضة على وباء كوفيد-19". فيما لا تزال الشكوك في التوقعات كبيرة، خاصة بالنظر إلى التطورات الجيوسياسية الأخيرة في أوروبا الشرقية. علاوة على ذلك، فإن مستويات التضخم المرتفعة، إلى جانب نقص العمالة وتشديد السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية الكبرى قد تؤثر أيضا على تكلفة إنتاج النفط ومستويات الاستثمار في المنبع على المدى القصير. ويوم الخميس أيضا، نشرت وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري، الذي تركت فيه توقعاتها للطلب دون تغيير عن الشهر الماضي، متوقعة أن يرتفع الطلب على النفط لعام 2022 بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في المتوسط إلى 99.4 مليون برميل يوميا. وقالت إنه على الرغم من فقدان العرض من روسيا، "من المتوقع أن يؤدي ارتفاع الإنتاج المطرد في أماكن أخرى، إلى جانب تباطؤ نمو الطلب، وخاصة في الصين، إلى درء العجز الحاد في العرض على المدى القريب".