لا شك أن التقنية أصبحت مهمة في حياتنا، وكذلك هي من الأمور الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية، بل هي نمط من أنماط إنسان هذا العصر. التقنية سلاح ذو حدين، يمكن لنا أن نستخدم وسائل التقنية في الإيجابية في الروتين اليومي. إن التقنية الحديثة هي نعمة لمن شكرها، ونقمة لمن أنكرها وجحد فضل الله سبحانه في تسخير الجماد للإنسان لما وهبه الله من عقل وفكر سليم. قيادة المركبات في المملكة العربية السعودية أصبحت من ركائز احتياج الفرد والمجتمع، يرجع ذلك لعدة أسباب أهمها البعد في المسافة، لأنه توجد أشياء ليست قريبة وتحتاج إلى وجود السيارة لقيادتها الوصول إلى وجهتها. إن حوادث السير لدينا وفق مؤشرات وإحصاءات وزارة الصحة تعتبر خلال السنتين الماضية منخفضة نوع ما، إن هذه الإحصاءات وأعداد الحوادث ليس بمرغوب، وهناك طريقة لو تم عملها وإضافتها إلى عالم قيادة السيارات والمركبات لقلّت الأرقام وقد نصل إلى أرقام ضئيلة بالمئات، وهي تركيب كاميرات في السيارات لمراقبة القيادة أثناء السير في الطريق، وهذا بدوره له عدة فوائد مهمة ومتنوعة. توثيق الحوادث بشكل دقيق وآمن وحفظ الحقوق، كذلك نسبة إعداد تقرير الحوادث لشركات التأمين سوف تكون نسبة الخطأ فيها شبه معدومة، غير الشفافية والمصداقية بسبب توثيق الكاميرا. إن هذه الكاميرات لا تنتهك أي خصوصية بل تعتبر من وسائل الأمان، وكأنها مثل الصندوق الأسود في الطائرات والذي نسمعه ولا نراه إلا في وقت وقوع حوادث وكوارث الطائرات -لا سمح الله-. إن هذه الكاميرات تصور الطريق فقط وليس الأشخاص الذين في المركبة، أيضاً تعتبر دليلاً مادياً ومحسوساً ودقيقاً عند وقوع أي حادث مروري أو سرقة، عندما يختلف أطراف الحادث وكل واحد يرمي مسؤوليته على الآخر، ويحتار الذي يكتب التقرير سواء من شركة نجم أو من قبل رجال المرور أنفسهم. من المهم وضع تسهيلات وتخفيضات لمن يرغب تركيب هذا النوع من الكاميرات في مركباتهم، وتشجيع من يفعّل هذه الكاميرات في سيارته والشراكة المجتمعية ونشر هذه الثقافة. لا يعني تركيب الكاميرا أن تكون في أمان من الحوادث، لكن الكاميرات التي في سيارتك هي سبب في توثيق الحقيقة وإظهار أصلها من غير اختلاف.