تستهلك موارد المشروع لتغطي التزاماته وفق نطاقات المشروع، أما المشروعات المستدامة (الخضراء) فتعمل على منحنيات أخرى تحقق الموازنة وتستخدم معيار P5، لإدارة المشروعات المستدامة يتم دراسة عدة جوانب ابتداء من الآثار المترتبة على العمليات وعلى المنتج من ثلاثة محاور رئيسة وهي: الاقتصادية، والبيئية والاجتماعية. نظرة بعيدة المدى للحفاظ على الموارد والعمل على تنميتها بطرق تحافظ على ديمومتها والحد من التلوث البيئي بإعادة تشكيل طرق وآليات تمكين دعائم الموارد التي تنشئ توازنات الاستدامة التنموية. ومما لا شك فيه أن معطيات الاستدامة توثيق للمعادلة بين الجانب الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، ونحن نعيش في عصر أصبحت الاستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهو مفهوم صعب للعديد من المؤسسات القائمة على المشروعات، إلا أن النضوج المهني في إدارة المشروعات يتعدى التركيز التقليدي على الوقت والتكلفة والنطاق نحو تسليم الأهداف مع الحفاظ على دورة حياة الأصول إلى الخطوة التالية في تبني تطبيقات الاستدامة، لكي لا تكون المشروعات عبئاً ثقيلاً على الكوكب ومحدودية موارده. وفي سياق المشروعات المستدامة يأتي مشروع سكاكا للطاقة الشمسية، وهو أحد مشروعات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة تحت مظلة رؤية 2030. فكرة المشروع تكمن في استخدام الطاقة الشمسية من خلال التقنية الكهروضوئية لتوليد الكهرباء والطاقة المتجددة، كما أنه يحتوي على 1.5 مليون لوح شمسي في مساحة 6 كيلومترات2، حيث تم اختيار الموقع ضمن فريق فني سعودي وذلك للحصول على أعلى جودة ممكنة لإنتاج الطاقة الكهربائية. ومن أهداف المشروع: المحافظة على البيئة من خلال تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والمساهمة في برنامج إزاحة الوقود السائل، وإيجاد مزيج الطاقة الأمثل لصياغة ملامح الاقتصاد الدائري للكربون. وبالنسبة إلى أرقام المشروع فهو يعمل على خفض الانبعاثات الكربونية سنوياً نحو 606 آلاف طن، والسعة الإنتاجية 300 ميغاواط، وعدد الوحدات السكنية المغطاة 44 ألف وحدة، ويُشكل ما نسبته 97 % من فريق تشغيل محطة سكاكا سعوديون، و90 % منهم من أبناء منطقة الجوف. حيث تعمل المملكة على خلق نظام مستدام للطاقة المتجددة يشمل الصناعات والخدمات وتوطين التقنيات وتنمية الموارد البشرية، ولا مناص من ذكر أن الاستدامة وضعت ضمن أهم جهود رؤية 2030 منذ انطلاقتها مع استهداف الحياد الصفري بحلول 2060 ضمن مبادرة السعودية الخضراء، والمقصود بالحياد الصفري هو خفض الانبعاثات إلى الصفر، وقد استحضرني اقتباس رائع لبيتر دراكر يقول فيه: "أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي إنشاؤه". وتجدر الإشارة إلى تعاقب العديد من المبادرات والبرامج التي تضم المشروعات المستدامة لتساهم في دفع عجلة الاقتصاد من منطلق الحفاظ على البيئة، وتوطيد أفضل الممارسات والتقنيات في تحقيق اقتصاد يواكب أحدث الأساليب التنموية التي تعمل على الاستفادة من الموارد واستثمارها بأفضل الأنماط الممكنة نحو مشروعات مستدامة انبثقت من المسؤولية نحو الكوكب الذي نعيش فيه إلى إعمار الأرض بما يتناسب مع طبيعته وتناغمه. * متخصص في إدارة المشروعات