يفصح أي استقصاء لتاريخ المرأة في المجال الرياضي عن أنها ليست حديثة عهد به، إذ خطت أولى خطواتها في هذا المجال منذ بداية الستينات، غير أن نجاحاتها وإنجازاتها في الوقت الراهن لا يمكن أن تخطئها عين ولا تقارن بها إنجازات أي مرحلة سابقة. وبين هاتين المرحلتين التاريخيتين كانت هناك الكثير من خطوات للمرأة السعودية في المجال الرياضي، إذ بدأ تأسيس الفرق النسائية في الرياضات المختلفة منذ مطلع العام 2003، وكان من أبرزها كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة. وتأسست في العام 2006 أكاديمية رياضية نسائية في السعودية، لكن التوسع الكبير في دخول ومساهمة المرأة السعودية في المجال الرياضي كان في العام 2011، إذ تم السماح بوجود حضور نسائي في مدرجات حلبة الريم الدولية للسيارات، ومن ثم وجودهن في مدرجات بطولة آسيا لكرة اليد للرجال، وبعد ذلك تم تخصيص 15 ٪ من مدرجات الملاعب لهن، كما لم يتجاهلن في الالتحاق بالإعلام الرياضي أيضاً، والمشاركة في البطولات والمحافل الرياضية الدولية، لتواصل السعودية كتابة عهد جديد للرياضة. السماح للمرأة بتأسيس النوادي الرياضية في طليعة العام 2017 منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الأحقية للمرأة السعودية بتأسيس الأندية النسائية، وفق الضوابط والشروط المفروضة لإنشاء هذه الصالات، والتي تنص على العناية التامة بكل متطلبات الصحة العامة داخل المركز الرياضي. وجاء هذا القرار إسهاماً من خادم الحرمين الشريفين في الحد من البطالة النسائية وتوفير آلاف الوظائف في المراكز والأندية الرياضية، وذلك بعد أن وصل معدل البطالة بين النساء إلى أكثر من 34 ٪ خلال السنوات الماضية، ويتوافق هذا القرار مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والرامية إلى رفع معدل ممارسة الرياضة في المجتمع ليصل إلى مليون رياضي سعودي، بنسبة 40 ٪ خلال ال 15 عاماً المقبلة بدلاً من 13 ٪ حالياً، وتدشين 450 نادي هواة مسجل، يقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية، وفق منهجية منظمة وعمل احترافي. دوري نسائي لكرة القدم في نوفمبر 2021 أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إطلاق النسخة الأولى من الدوري السعودي لكرة القدم للسيدات، في خطوة تأتي ضمن الخطة الزمنية التي وضعها الاتحاد في إطار برنامج دعم كرة القدم النسائية منذ العام 2017. وأقيمت مبارياته في 3 مدن هي: (الرياض، وجدة، والدمام)، بوجود 6 فرق من كل منطقة، باستثناء الدمام: أربع فرق «للعب بنظام الدوري من دورين». الجدير بالذكر أن الأندية المشاركة من المناطق الثلاث هي: التحدي، وسما، والهمة، والسهام الزرقاء، واليمامة (الوسطى)، والعاصفة، ونسور جدة، واتحاد القوة، والكرة المشتعلة، والليث الأبيض (الغربية)، وشعلة الشرقية، والمملكة النسائي، والواحة، واتحاد السور (الشرقية). اسهامات المرأة السعودية في المجال الرياضي المشاركة في الأولمبياد، ضمت بعثة السعودية في أولمبياد لندن 2012 لاعبة الجودو وجدان شهرخاني، والعداءة سارة عطار التي نافست في سباق 800 متر للسيدات. وشاركت اللاعبتان بموجب دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية، وقد أضافت اللجنة الأولمبية السعودية اسميهما إلى بعثة السعودية. شاركت اللجنة الأولمبية السعودية بأكبر بعثة أولمبية في تاريخ السعودية بأولمبياد طوكيو 2020، وكان من بين المشاركات في هذه الأولمبياد: ياسمين الدباغ: شاركت العداءة السعودية «ياسمين عمرو الدباغ» لاعبة المنتخب السعودي لألعاب القوى في أولمبياد طوكيو 2020، عقب إعلان الاتحاد الدولي لألعاب الدولي لألعاب القوى عن تأهلها للمشاركة فيها. وشاركت الدباغ لأول مرة في لندن 2012 ومن ثم ريو 2016، إذ تعتبر السعودية السادسة في الألعاب، عقب العداءة سارة عطار ولاعبة الجودو وجدان شهرخاني: اللتين شاركتا في أولمبياد لندن، بالإضافة إلى لاعبة المبارزة لبنى العمير، والعداءة كاريمان أبو الجدايل، ولاعبة الجودو جود فهمي. وكانت لاعبة الجودو السعودية «تهاني القحطاني» من ضمن المشاركات في منافسات دورة الألعاب الأولمبية «أولمبياد طوكيو 2020»، والتي بدأت بممارسة الجودو في 2018، وشاركت في معسكرات بالقاهرة وطشقند بجانب المعسكرات الداخلية، كما شاركت في بطولة العالم 2021 في بودابست حيث حلّت بالمركز 17. من جانبه وصف الاتحاد الدولي للجودو مشاركة تهاني القحطاني بأنه تطور كبير في لعبة الجودو النسائية بالسعودية، والتي بدأت في الاعتماد على اللاعبات الإناث منذ أولمبياد لندن 2012، عن طريق المتسابقة وجدان شهرخاني، ومحافظة الجودو النسائي السعودي على مشاركاته في دورة الألعاب الأولمبية منذ نسخة 2012، وكذلك مشاركة السعودية جود فهمي في نسخة أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. ولا يمكن الحديث عن المرأة السعودية في المجال الرياضي من دون التطرق إلى مريم المريسل، لاعبة كرة الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة التي جاء انضمامها إلى قائمة المتأهلين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية 2020 كأول لاعبة سعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة في كرة الطاولة تتأهل للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020. واستطاعت بفضل عزيمتها وإصرارها، التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية بعد حصولها على ال»وايد كارد» وحيازتها لتصنيف متقدم الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، وكانت المريسل قد شاركت مسبقاً في البطولة الدولية البارالمبية في العاصمة المصرية القاهرة، وحصلت على الميدالية البرونزية. وإذا كنا نتحدث عن المرأة السعودية في المجال الرياضي فإن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان تعد من الوجوه البارزة أيضاً. فقد تم تعيينها رئيساً للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، ووكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، وذلك في إطار العمل على تمكين المرأة في المناصب القيادية وعدم جعلها حكراً على الرجال. ومن هذا المنطلق تؤكد المملكة بقيادة الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بذل المزيد من الجهود لتعزيز دور المرأة وتمكينها وإيصالها إلى المناصب القيادية الرفيعة، وتوفير الفرص الحقيقية أمامها للمشاركة في النهضة والبناء، وتشجيعها على الإنتاج مع التمسك بتقاليدها وعاداتها الأصيلة، إذ من المتوقع أن تشهد المملكة خلال الفترة المقبلة، مزيداً من الإنجازات في مجال تمكين المرأة لترتفع مشاركتها في قوة العمل إلى 30 ٪ بحلول عام 2030 تحقيقهاً لرؤية المملكة. وفي هذا الإطار أصدر مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في وقت سابق، قراراً بتعيين لمياء بنت إبراهيم مديراً لإدارة كرة القدم النسائية.