شهدت المملكة الكثير من المنجزات التي تحققت خلال خمس سنوات مضت، كانت وفق رؤية متزنة، رسمت أبعادًا شاسعة من التنمية والتطوير، ورسّخت مكانة المملكة عالميًا، وحلقت بآمال الحالمين الطامحين عنان السماء، ليعانق هذا الوطن وشعبه النجاح، ويسابق الزمن، ويصبح اليوم محط الأنظار ومقصدها. وحول ذلك وتزامنًا مع حلول ذكرى البيعة الخامسة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - تحدثت "ندوة الرياض" عن الجهود المباركة التي حققها ولي العهد – حفظه الله – وحصدت ثمارها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات. وشارك في الندوة كل من معالي المهندس طارق الفارس من لجنة الحج والإسكان والخدمات بمجلس الشورى، وأستاذ الإعلام وعضو مجلس الشورى السابق أ. د. عبدالرحمن العناد، وعضو مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة أ. د. سعد البازعي. وعضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى د. ريما اليحيى، والكاتب الاقتصادي طلعت حافظ وعضو مجلس الشورى السابق. أ. نورة الشعبان. ولي العهد قاد حراكًا خارجيًا كبيرًا، إلى جانب استضافة المملكة فعاليات سياسية مهمة واستهل الندوة رئيس التحرير المكلف، مؤكدًا أن هذه الندوة مختلفة عن سابقاتها، كونها تتحدث عن ذكرى غالية، وهي الذكرى الخامسة لبيعة سمو ولي العهد، حيث إن السنوات الخمس تلك كانت نقلة نوعية تاريخية في مسيرة البلد، شهدنا فيها ما لم نشهده خلال عقود طويلة مضت، وأحدثت التغييرات والتطورات التي كان لها تأثير رائع جدًا على مسيرة البلد داخليًا وخارجيًا في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشيرًا إلى أن هذه الندوة تهدف إلى تسليط الضوء على ما تحقق خلال هذه السنوات الخمس وما سيليها من سنوات تسير بوطننا - بإذن الله - إلى مصاف أعلى، ومراكز أقوى وتطور أكثر. تحولات وتطورات تنموية وحول مجمل النقلات النوعية والمتعددة التي تحققت على مختلف المستويات، تحدث م. طارق الفارس قائلًا: إن ذكرى البيعة الخامسة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - والمسيرة التي تمتد لخمس سنوات شهدت تحولات وتطورات تنموية في شتى المجالات، ولا نستطيع أن نتحدث عن ذكرى البيعة هذه دون الإشارة إلى أن سموه هو قائد وعراب لرؤية المملكة 2030، لتحقيق الأهداف التي تنهض بهذا الوطن في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية، حيث شملت هذه الرؤية كافة القطاعات الحكومية، لتوفير الخدمات العالية لكافة المواطنين والمقيمين على أرض هذه البلاد، وحققت خلال الأعوام الماضية إصلاحات أساسية عديدة، أسهمت في تنفيذ مجموعة من الإنجازات، في مجالات مختلفة، لتتجلى آثار منجزات الرؤية مع ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد عبر الصمود في وجه الأزمة اعتمادًا على الإصلاحات التي حققتها برامج الرؤية، وبحكم أنني عضو في مجلس الشورى وتحديداً في لجنة الحج والإسكان والخدمات وهي اللجنة المُتخصصة المعنية بمناقشة التقارير التي تختص في قطاع البلديات والإسكان والحج سيتركز حديثي عن تلك القطاعات وحجم الجهد المبذول خلال هذه السنوات. دولة محورية وفاعلة وقالت الزميلة سارة: سمو ولي العهد جعل من المملكة العربية السعودية دولة محورية على مستوى العالم وفاعلة في القرار الدولي كيف نصف هذا الحراك السياسي في المملكة خلال هذه المدة؟ أجاب أ. د. عبدالرحمن العناد ما يتعلق بالجانب السياسي لسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، فإنه لا يخفى على الجميع ومنذ أن تولى ولاية العهد حمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة جدًا، بدأت منذ الزيارة الشهيرة للرئيس ترمب إلى المملكة وعقد القمة الاسلامية - الأمريكية في الرياض، والتي كانت أولى زيارات الرئيس ترمب للمملكة، وكان يعكس ذلك التقدير الكبير لمكانة المملكة دوليًا، وتلاها الرحلات المباركة لسمو الأمير محمد التي بدأت بالقاهرة، حيث كانت أولى زياراته الخارجية بعد توليه ولاية العهد، ثم زيارة للولايات المتحدة الأمريكية ففرنسا وإسبانيا وغيرها من الدول. المملكة شهدت في عهد ولي العهد حراكاً ثقافياً متعدد الوجوه ولافتاً للنظر عالميًا ثم بعد ذلك بعام أو عامين انتقل للشرق فذهب إلى باكستان والهند والصين واليابان، وعقد خلال تلك الزيارات عددًا كبيرًا من الاتفاقيات المهمة والشراكات الاقتصادية، كما كان لسمو سيدي ولي العهد عدد من الزيارات على المستوى الخليجي وآخرها جولته على دول مجلس التعاون التي سبقت قمة الرياض الأخيرة لدول مجلس التعاون. فقد كان يقود حراكًا خارجيًا كبيرًا، إلى جانب استضافة المملكة لفعاليات سياسية مهمة، نذكر منها قمة القدس العربية التي عقدت في الظهران وقمة العلا والقمم الثلاث في مكة المكرمة، القمة الإسلامية والقمة العربية والقمة الخليجية لدول مجلس التعاون، ولا ننسى تمثيل سمو الأمير للمملكة في بيونس آيرس في الأرجنتين في قمة العشرين، وكذلك في أوساكا في اليابان، واستضافة المملكة لقمة العشرين في الرياض حيث كان يقود الحراك السياسي المهم تنفيذًا لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين. حراك ثقافي غير مسبوق وعن الحراك الثقافي الذي كان أحد مظاهر الحضارة والتنمية التي شهدها هذا العهد الميمون منذ انطلاق الرؤية الطموحة تحدث أ. د. سعد البازعي قائلًا: الحراك الذي نشهده في المملكة حراك غير مسبوق وهو حراك متعدد الوجوه ولافت للنظر عالميًا، فعلى المستوى الثقافي كان الحدث الأبرز على هذا المستوى هو ولادة وزارة للثقافة، هذا الحدث الذي كان حلمًا للمثقفين السعوديين منذ سنوات. ومع أنه كانت لدينا وزارة للثقافة والإعلام، إلا أن الربط بينهما كان سببًا في عدد من التحديات للقطاعين معًا، فجاء تخصيص الثقافة بوزارة مستقلة تحقيقًا لمطلب قديم وإنجازًا كبيرًا نشهد آثاره اليوم في إحدى عشرة هيئة، بدأت العمل منذ ثلاثة أعوام تقريبًا، ونرى أثرها على الحياة الثقافية بصورة ربما يشهدها القريبون من هذا القطاع. مؤكدًا أن ولادة هذه الهيئات كان إنجازًا كبيرًا بحد ذاته، ولا ينبغي أن ننسى أن هذه الهيئات تضم قطاعات تلد لأول مرة في حياتنا الثقافية، فلم نعتد أن تكون لدينا هيئة تعنى بالمسرح أو الموسيقى أو قطاعات مثل الأزياء والطهي، وهي جوانب من الثقافة قد يستغربها البعض، لكنها في الحقيقة جزء أساسي من ثقافة أي شعب ومجتمع، وتعمل هذه الهيئات بشكل واسع في مختلف مناطق المملكة ولها مبادرات عديدة واستراتيجيات مميزة، استطاعت أن تنجز على كافة المستويات أعمالا يعرفها المعنيون سواء في هذه القطاعات أو من المواطنين الذين أفادوا منها ورأوا آثارها أمامهم. وتابع البازعي: وأنا في مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة أعرف أننا نترجم مئات الكتب التي لم تكن تترجم في يوم من الأيام أو لم يكن هناك أحد معني بترجمتها، وهذا مثال من الإنجازات التي نشهدها، بالإضافة إلى تطوير الحياة الأدبية بصورة لم يعهدها الأدباء السعوديون من قبل، كما في مشروع المعتزلات الأدبية التي تتيح للكتاب أن يقضوا فترة لإنجاز أعمالهم بإشراف ودعم من الوزارة أو من هيئة الأدب، بالإضافة إلى الشريك الأدبي، وإنشاء دار نشر سعودية كبرى، ومشروعات ضخمة تنجز على مستوى المسرح والموسيقى والتراث وقطاعات كثيرة، فالإنجازات في هذا العهد الميمون من الصعب تعدادها. اليوم لدينا حكومة رشيقة تتمتع بسرعة القرارات وتناغمها نمو الاقتصاد في عهد عراب الرؤية وعن الاقتصاد الذي نما نموًا هائلًا خلال هذه الفتر، وأهم المشروعات التي ساعدت على هذا النمو وجسدت الرؤية وحققت أهدافها، تحدث أ. طلعت قائلًا: بالنسبة للاقتصاد السعودي، لقد استطاع عراب الرؤية سمو ولي العهد أن يحقق في العام الماضي نموًا إيجابيًا بنحو 5،6 ٪ وتحديدًا بعد أزمة كوفيد - 19 التي عانى فيها العالم كله ومنها الاقتصاد السعودي، ويتوقع أن يحقق إن شاء الله نموًا في العام المقبل نحو 7 ٪ رغم أن الاقتصادات على مستوى مجموعة العشرين لا تزال تعاني من هذه الأزمة، كما يتوقع أن نحقق فائضا يبلغ 90 ملياراً في العام المقبل. وقال حافظ: إن هذا الجهد العظيم كان خلفه الحكومة الرشيدة والمسؤولون في الأجهزة المختلفة للدولة، وأن لنا رؤية واضحة وبوصلة لم تكن موجودة في الماضي، فاليوم الأجهزة الحكومية تسابق الريح حتى تغلبت على القطاع الخاص. فلدينا حكومة يمكن بالفعل أن نطلق عليها الحكومة الرشيقة، ويعني ذلك سرعة القرار وتناغمه، ومن ذلك أننا تمكنا من الوصول إلى تنويع الاقتصاد كما نرجو. وتابع طلعت: لعلي أعطي بعض الأمثلة، لقد كانت لدينا قطاعات مهملة كقطاع الترفيه وقطاع التعدين التي لم تكن موجودة أساسًا، واليوم نفخر بوجود هيئة للترفيه تمكنت من استقطاب 15 مليون زائر من داخل وخارج المملكة في عدة أشهر، وكذلك تمكنت من توظيف 150 ألف شخص، وتحقيق دخل بأكثر من 15 مليوناً، وكما وصف سمو ولي العهد في مقابلته مع ذا أتلانتيك مشروعاتنا، بأنها نوعية تضيف للعالم، وليست مشروعات مقلدة للآخرين، ولعلي أستشهد بمشاريع المدن الذكية، ومشروع القدية الذي يمتد على أكثر من 300 كم2 وهو أكبر بمساحات كبيرة من الهايد بارك وديزني لاند، وهنا لا أتكلم عن المساحة بل عن التنويع الثقافي والتوظيف، وكذلك مشروع نيوم الذي يعد اختراعًا في العالم، ونحن بهذه المشروعات في ذا لاين ونيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر نساهم مساهمات عظيمة في الناتج الإجمالي، ليس ذلك فحسب، بل إن هذه المشروعات ستدعم أيضًا الجانب الوظيفي. كذلك موضوع السياحة، فيكفينا فخرًا أن السياحة كانت في العام 2016 لا يتجاوز عدد السياح ستة ملايين لتنقل إلى 17 مليوناً في 2019 ونتوقع أن نصل إلى 100 مليون بحلول 2030م، والأهم من ذلك هو فتح مجال لمليون وظيفة في قطاع السياحة، واستقطاب أو استرجاع ما يعادل 30 مليار دولار كانت تذهب للخارج، لتعود إلى الناتج والاقتصاد المحلي، وأخيرًا صندوق الاستثمارات العامة الذي أنشئ عام 1961م وكنا دائما نعتب عليه بعدم وجود سياسة واضحة، وتمت إعادة تشكيله في العام 2015 وتعيين مجلس إدارة بقيادة سيدي سمو ولي العهد، وتتغير اللعبة الاستثمارية، فالصندوق قفز حجمه من 507 مليارات في العام 2015 إلى أكثر من تريليون ريال في 2021، ووفر أكثر من 500 ألف وظيفة، ووفق للاستراتيجيات الجديدة سيوفر خلال الأعوام المقبلة مليوني و800 ألف وظيفة، وبالتالي أتوقع أن نصل إلى بطالة سالبة عوضًا عن أن تكون 11،3 ٪، بالإضافة إلى أن تسلسلنا كان ضعيفًا جدًا، واليوم ننافس على المرتبة السادسة أو السابعة على مستوى العالم، وننافس صناديق سبقتنا كصندوق النرويج وغيره. وفي عام 2021م حققنا 56 ٪ من الاستثمارات التاريخية وبلغت الاستثمارات التراكمية ما يزيد على تريليونين، وهناك 44 شركة عالمية ستأتي إلى المملكة وتفتح مكاتبها فيها، وأما لو تكلمنا عن حجم الإنفاق فيتوقع أن يكون 27 تريليون ريال بما يعادل عشرات أو مئات السنوات. تطور التعليم وعن قطاع التعليم الذي يعد من أهم القطاعات في المملكة، والنجاح الهائل الذي حققه في مختلف مساراته خلال الخمس سنوات الماضية تحدثت د. ريمه اليحيى: بداية أؤكد أن وجودي ووجود زميلاتي اليوم أكبر دليل على دعم القيادة الرشيدة للمرأة وتمكينها من جميع حقوقها فشكراً لمليكي وشكراً لسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -. وبالنسبة لتطور قطاع التعليم، فإنه مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لمهندسها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اعتمد التعليم على ثلاث ركائز أساسية وهي مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، وهذه الركائز تؤكد على أهمية التعليم، وأنه حق لكل مواطن سعودي أينما كان، سواء في المدن الكبيرة أو المناطق الطرفية، وأن التعليم يكون مدى الحياة. وكلمة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان في القمة العالمية للتعليم أكدت على أهمية واستمرار نهج المملكة في بناء الإنسان، ودعم التنمية وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة، ولم تركز على التعليم في المملكة فقط، بل في جميع دول العالم، وهذا ما يتوافق مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لأجندة الأممالمتحدة 2030 والتي تنص على ضمان التعليم الجيد والشامل والمنصف للجميع وتعزز فرص التعليم مدى الحياة. أصبح التعليم اليوم يعمل على بناء شخصية أبنائنا وبناتنا حتى يستطيعوا مواجهة المجتمع بكل ثقة ويتمكنوا من التفكير خارج الصندوق، وهذا وغيره، كانت أسبابًا في تغيير مناهجنا وتطويرها، حتى نتمكن من سد الفجوة بين التعليم العام والتعليم الجامعي. العالم يقف احترامًا للسعودية.. مايؤكد مدى تأثير الدبلوماسية العامة قوة السعودية الناعمة وعن الدبلوماسية العامة وأبرز ملامح القوة السعودية في ظل رؤية 2030 تحدثت أ. نورة الشبعان قائلة: إن المملكة ولله الحمد من يوم تأسيسها ولها مكانتها الاستراتيجية والجغرافية وتملك ثقلًا كبيرًا على مستوى العالم، من خلال التواصل مع الدول والأشقاء، ومع النقلة النوعية التي نعايشها اليوم أصبحت المملكة أيقونة لكثير من الناس، وأصبح العالم يعرف من هي المملكة ومن هي المرأة السعودية ومن هو المواطن السعودي، وكذلك مدن المملكة العربية السعودية، حتى إننا بتنا نرى الكثير من السفراء في المملكة يقضي إجازة نهاية الأسبوع في التعرف على مدن المملكة، فالمملكة يكفيها شرف عظيم أنعمه الله عليها بأن جعلها موئلا لقلوب ملياري مسلم في العالم من خلال خدمتها لقاصدي الحرمين الشريفين عبر جنودها البواسل الذين يقدمون صورة حقيقية عن المملكة من حين استقبالهم للقادمين وحتى وصولهم إلى الحرمين وعودتهم إلى ديارهم، فهم يلمسون الجهود الرائعة والكبيرة المقدمة لهم، إضافة إلى مشاركة المرأة السعودية في تلك الجهود والخدمات، ودورها الفعال في التنمية المستدامة لهذا الوطن العظيم، بالإضافة إلى أبنائنا المبتعثين الذين كانوا شركاء في الدبلوماسية العامة من خلال تعريف الآخرين بعاداتنا وثقافتنا وطريقة تعاملنا التي نفخر بها وهذا الوطن الذي يتميز بالأمن والاستقرار وسياسته المتوازنة والتزامه بالأحكام والمبادئ والأعراف والقوانين الدولية، بالإضافة إلى الحرص على نشر السلم والسلام وتقديم المساعدات لكل إنسان أينما وجد في العالم، كل ذلك جعل للمملكة مكانة عالية جدًا بين الدول، وهذه المكانة زادت في الآونة الأخيرة في عهد سمو سيدي ولي العهد، كما أن وقوف العالم احترامًا للسعودية يؤكد على مدى تأثير الدبلوماسية العامة ونجاحها، حتى أصبحت أيقونة نفخر بها كمواطنين على مستوى العالم أجمع. سنستمر في التنويع الاقتصادي وتنمية إيراداتنا غير النفطية تعزيز قيمة المرأة وعلق أ. طلعت: إن موضوع تمكين المرأة دائمًا ما يشد انتباهي، وخاصة في الناحية الاقتصادية، فالمرأة تمثل 49،59 ٪ من إجمالي التكوين السكاني فهي نصف المجتمع، وكانت الكثير من الأنشطة التجارية حكرًا على الرجل، وهذا كان يسبب إشكالًا كبيرًا جدا في عملية تمكين المرأة، بالإضافة إلى أن المجتمع كان يعارض أعمالًا تدخلها المرأة، لذا كنا ككتّاب رأي نشجع القرار السياسي في ذلك، فكان القرار بتمكين ورفع نسبة مساهمتها في الاقتصاد إلى 30 ٪، وعندما تنظر إلى نسبة البطالة اليوم نجدها 6 ٪ وهي كنسبة عامة مقبولة ففي الماضي كانت تصل إلى 14 ٪ والمشكلة في ذلك كانت المرأة، حيث إن نسبة البطالة لدى المرأة تفوق 33 ٪. وكانت مساهمتها في سوق العمل ضعيفة، أما نسبتها حاليًا 23 ٪ ونرى الفرق الشاسع بين ما كانت عليه سابقًا والآن، ومن ذلك أيضًا قرار قيادة المرأة الذي ظل سنوات متأرجحًا، إلى أن حسم بقرار سياسي، فالمرأة لا ينقصها شيء عن الرجل حتى إنها في بعض الوظائف هي أفضل من الرجل، لأنها بطبيعتها وفطرتها صبورة وتحب التفاصيل، وقد أثبتت المرأة جدارتها كعضو في مجلس الشورى ونائب الوزير وكذلك في المحافل الدولية. ووفقا لتقرير صادر عن مجموعة البنك الدولي العام الماضي حول المرأة وأنشطة الأعمال والقانون، فإن نقاط المملكة في إصلاحات الأنظمة واللوائح المرتبطة بتمكين المرأة ارتفعت لسنتين على التوالي، بمعنى كنا في 2017م 31،8 ٪ في 2020 وصلنا إلى 80 ٪، فهذه القفزة الكبيرة كانت نتيجة قرارات أدت إلى تمكين المرأة نتيجة استحقاقها لذلك وتعزيز القيادة الرشيدة لقيمة المرأة كي تصل إلى ما هي عليه حاليًا. وحول ذلك تداخلت الشعبان: هناك أيضًا ما له علاقة بالدبلوماسية العامة الخاص بتمكين المرأة، فعلى مستوى الدول العظمى كانت المؤشرات تدل على تقدم المملكة في عدم التمييز في العمل بين الجنسين، وهذا كان مبعث فخر لنا حين كنا نسأل من قبل سيدات في دول متقدمة، فوجود المساواة في سن التقاعد بين الجنسين وتمكين مشاركة المرأة في جميع القطاعات، واليوم المرأة بجانب أخيها الرجل حتى يتمكنا من المساعدة في التنمية المستدامة التي نطمح إليها، فلا يمكن أن يسير الوطن أعرج. تعزيز القيادة الرشيدة لقيمة المرأة رفع نقاط المملكة في إصلاحات الأنظمة واللوائح المرتبطة بتمكين المرأة لسنتين على التوالي كما أن وجود المرأة في الاقتصاد والسياسة وفي كل القطاعات ليس بجهودها فحسب بل بثقة ولاة الأمر التي منحت لها وفتحت لها الأبواب وهذا الذي نباهي به بين دول العالم وفي كل مجالات الدبلوماسية العامة. تطور قطاع الإسكان وعن أبرز المنجزات في قطاع الإسكان ذكر م. طارق أن نسبة تملك المواطنين للمساكن ارتفعت خلال 4 سنوات من 47 % إلى 60 % في 2020، كما تم توفير السكن الملائم للأسر الأشد حاجة بنظام الانتفاع عبر تقديم أكثر من 64.800 وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة بالشراكة مع القطاع غير الربحي، وتم إلغاء مفهوم الانتظار للدعم السكني من 15 سنة إلى استحقاق فوري عبر منصة سكني، وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص بتطوير أكثر من 141.000 وحدة سكنية وتعزيز الشراكة مع البنوك والمؤسسات التمويلية بتقديم 424.000 قرض عقاري مدعوم، وتنظيم قطاع الإيجار لحفظ حقوق المؤجر والمستأجر والوسيط العقاري عبر إطلاق منصة (إيجار) حيث بلغ عدد عقود الإيجار الموثقة أكثر من 1.230.000 عقد منها 991.000 عقد سكني و 240.0000 عقد تجاري، وارتفاع نسبة رضا المواطن عن خدمات برنامج الإسكان من 32 % إلى 90 % بنهاية 2021. وقد بلغت مساهمة برنامج الإسكان في الناتج المحلي الإجمالي (غير النفطي) بما يُعادل 115 مليار ريال خلال فترة البرنامج الأولى 2018 إلى 2020. وتابع الفارس: كذلك وضمن موضوع الإسكان هناك شركة روشن وهي إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتُعنى بتطوير أحياء سكنية بمعايير عالمية تتناسب مع تطلعات المجتمع السعودي وتعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق العقاري نتيجة الطلب المتزايد على قطاع الإسكان في المملكة، إلى جانب المساهمة في زيادة نسبة تملك الوحدات السكنية إلى 70 % تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال توفير مليون وحدة سكنية إلى العام 2030 وهذا يُشكّل 25 % من الطلب في المملكة وبربحية 2.5 % إلى 3 % حتى تكون مناسبة للمواطنين. خدمة ضيوف الرحمن وعن أبرز الإنجازات في برنامج ضيوف الرحمن تحدث م. طارق: كان من أهم الإنجازات اعتماد التأشيرات الإلكترونية وتقليص مدة الحصول عليها من 14 يوماً إلى 5 دقائق، وانطلاق مبادرة التأمين الطبي الشامل لضيوف الرحمن ومشروع تطوير 40 موقعاً ومسجداً تاريخياً من خلال تهيئة وحماية للمواقع ذات الأولوية ومنع الهدم وطمس الآثار الإسلامية وإطلاق مبادرة العناية بجبل النور وجبل ثور وأشار الفارس هنا إلى ما أعلنه صاحب السمو الملكي ولي العهد خلال زيارته المدينةالمنورة بداية شهر رمضان المبارك بإطلاق مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء برفع مساحته الإجمالية الى 50.000 متر مربع بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية وبطاقة استيعابية تصل إلى 66.000 مُصل، وتُعتبر هذه التوسعة الأكبر في تاريخ المسجد منذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة، إضافة لتأسيس منصة التدريب (وفادة) لتدريب وتأهيل العاملين في قطاع خدمة ضيوف الرحمن، ومبادرة تمديد فترة موسم العمرة لتشمل شهري شوال ومحرم مما زاد عدد المعتمرين من 7.42 ملايين معتمر في 2018 إلى 8.2 ملايين معتمر في 2020. شخصية ولي العهد مثيرة للإعجاب، والشباب يحاولون الاقتداء به والتعلم منه ومن ثقافته وطريقة حواره وحتى لبسه وأضاف: ولا ننسى أحد الممكنات الرئيسية التي تحققت وهو إنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتتولى الإشراف على ما يُقدّم من أعمال ومشروعات داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومُتصّل بما تقدمه من خدمات لسكان مكة المكرمة وقاصديها من حجاج ومُعتمرين من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى بناء إدارة محلية شاملة وفعّالة تُشرف على الجهات العاملة في نطاق الهيئة الجغرافي لتمكينها من أداء أدوارها بكفاءة، كما تأسست شركة كدانة للتنمية والتطوير وهي شركة مساهمة مُغلقة مملوكة للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة وتُمثل ذراعها التنفيذي المعني بتطوير المشاعر المقدسة وحماها ومقرها في مشعر منى. الاستدامة المالية وتداخل مدير التحرير أ. خالد الربيش قائلًا: لا شك أن رؤية 2030 هي أبرز ما أنجزته المملكة خلال السنوات الماضية بقيادة سمو ولي العهد عراب الرؤية وأن أحد أبرز أهداف الرؤية هي الاستدامة المالية إلى أين وصلنا في هذه المرحلة؟ وكيف أصبحت المملكة لا تعتمد إلى حد كبير على النفط كمصدر رئيس للدخل حيث أعتقد أن هذه النقطة أحد أبرز منجزات الرؤية التي تبناها سمو ولي العهد. أجاب أ. طلعت إن مفهوم الاستدامة المالية يعني أن تكون الدولة مستمرة في قدرتها على القيام وسداد التزاماتها، وقد كنا نتجاوز دائمًا حجم الإنفاق من 5 إلى 15 ٪ سنوياً، أي لم تكن لدينا في المملكة ميزانية منضبطة، أما اليوم فقد اختلف الوضع، فقد كنا نعتمد على سلعة واحدة ولعل 93 ٪ من دخل المملكة كان من النفط، حيث وصلنا إلى مرحلة أدمنا فيها على النفط فإذا ارتفع ارتفعنا معه وإذا نزل نزلنا معه، ولعل أسوأ سنة مررنا بها كانت سنة 2015م حيث واجهنا أعلى عجز في الميزانية ودين عام في المملكة اضطرت الدولة للتدخل بطرق تعزيز من إيراداتها حتى تضاعفت الإيرادات المالية غير النفطية اليوم إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف، حيث كانت في السابق تصل إلى 166 مليارًا، فبدأت الدولة بالتنويع وأدخلت مجالات التعدين وأنشطة كانت غير موجودة كالسياحة مثلًا، إضافة إلى ترشيد استخدام الموارد، وعندما تولى سمو ولي العهد ملف الفساد عام 2017 وشكلت لجنة عليا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين استعادت الدولة ما يزيد على مئة مليار غير الأصول، فمن خلال ترشيد وضبط الإنفاق وتنويع مصادر الدخل تحققت الاستدامة المالية في المملكة العربية السعودية. تحولات كبيرة في القضايا الدولية وتداخل مدير تحرير الشؤون السياسية أ. جمال القحطاني: لا شك أن السنوات الخمس الماضية كانت استثنائية في أكثر من جانب داخليًا وخارجيًا، فعلى الصعيد السياسي شهدت المملكة تحولًا كبيرًا في مقاربتها للقضايا الإقليمية والدولية مع الحفاظ على الثوابت، مثل التوسع في نسج التحالفات الإقليمية وتوسيع شبكة العلاقات الدولية وتعزيز دور المملكة دوليًا، لكن أهم تحول في رأيي هو ترسيخ المملكة لمبدأ القيادة الذاتية إقليميًا وتعزيز نهج حماية المصالح الجماعية في المنطقة، كيف ترون ملامح هذا التحول في السياسة الخارجية للمملكة؟ أجاب أ. د. عبدالرحمن العناد: إن اثنين من أشهر التحالفات التي قادتها المملكة هما التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وهو تحالف سياسي عسكري في الوقت نفسه، وكان للمملكة دور بارز في تشكيل هذا التحالف، وكذلك التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط عمومًا وهو موجه لمحاربة داعش، وكما ذكر سيدي سمو ولي العهد في إحدى مقابلاته أنه لا يستطيع أحد تشكيل مثل هذه التحالفات سوى المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وبالنظر إلى ذلك الحراك السياسي الذي قاده سمو الأمير محمد خلال الفترة الماضية نلحظ توجهًا كبيرًا لإنشاء مجالس تنسيقية ثنائية مع عدد من الدول وبالذات الدول القريبة، والتي تشترك مع المملكة حتى وإن كانت ضمن منظمات إقليمية، كمجلس التعاون الخليجي، وبدأت هذه المجالس التنسيقية برئاسة سمو ولي العهد في الغالب للجانب السعودي نظرًا للاهتمام الكبير بتلك المجالس، وهذه المجالس مجالس للتنسيق السياسي والاقتصادي والعسكري في الوقت نفسه، وقد بدأت بالمجلس التنسيقي مع الأردن في العام 2015، ثم المجلس التنسيقي مع الإمارات العربية المتحدة في، 2016 ولكنه لم يفعل إلا في أول اجتماعاته في العام 2018، وتمخض عنه توقيع مذكرات حول 44 مشروعًا بين المملكة والإمارات العربية المتحدة، وهناك مجلس تنسيقي مع مصر، حيث عقدت عدة اجتماعات لهذا المجلس، وكذلك هناك مجلس تنسيقي مع العراق في إظهار حرص المملكة على دعم العراق وعودته لمحيطه العربي، وقد حظي بدعم من سمو ولي العهد، ثم تلا ذلك إنشاء مجالس تنسيقية مع كل من الكويت وعمان والبحرين وأخيرًا قطر، وهذه المجالس لا شك ليست بديلة عن التحالفات والإتفاقات الإقليمية خاصة تلك التي مع دول مجلس التعاون، لكنها تضيف وتعزز التعاون الثنائي بين المملكة وهذه الدول، وهذه واحدة من أبرز السمات السياسية التي قادها سمو الأمير محمد خلال الفترة الماضية. القطاع البلدي حظي بالاهتمام المستمر خلال السنوات الخمس الماضية المجتمع الحيوي في التعليم وتداخل الزميل أ. صلاح القرني: من ركائز التعليم الثلاث في المملكة: المجتمع الحيوي وهو من أهم الركائز التي أولت التعليم مكانة كبيرة فيها ما الذي حققه التعليم في هذا المجال؟ أجابت د. ريمه: من أهم التغييرات التي حصلت في التعليم تلك التغييرات في هيكلة التعليم نفسها، في مؤسساتها التعليمية وإدارتها ودمج التعليم الجامعي مع التعليم العام، فأصبح التعليم سلسًا بحيث يستمر من مرحلة رياض الأطفال وحتى تعليم الكبار في السن، وكذلك المناهج التي أصبحت تواكب احتياجات المجتمع السعودي من خلال المواد التي تزيد من المهارات الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، ولعل إدراج المواد الثقافية لها الدور البالغ في توسعة آفاق أبنائنا وبناتنا، إضافة إلى التفكير الناقد ومشاركة أولياء الأمور أبناءهم في تعليمهم، وساعد في ذلك التعليم الإلكتروني، كما أنه صار في المرحلة الثانوية المسارات الثلاثة فلم يعد التركيز على التعليم التقليدي بل يمكن أن نركز أيضا على التدريب المهني والتقني حتى يتمكن الطالب من ممارسة حياته العملية من غير أن يمر بمراحل مختلفة من التعليم، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في تدريب الطلاب حتى يكتسبوا المهارات الكافية ويسد الفجوة بين التعليم الجامعي وحياتهم العملية. تطور القطاع البلدي وعن اهتمام ولي العهد بالقطاع البلدي أجاب م. طارق: حظي القطاع البلدي بالاهتمام المستمر من قيادتنا الرشيدة، وذلك لتنمية المدن والارتقاء بالخدمات المُقدّمة لسكانها وزائريها.. ويُجسد اهتمام صاحب السمو الملكي ولي العهد حرص سموه على تطوير مختلف مناطق ومحافظات المملكة واستغلال المقومات الطبيعية والميزات التنافسية ورفع جودة الحياة والبنى التحتية فيها.. حيث يعمل القطاع البلدي وفق استراتيجية تتلاءم مع الطموحات والمستهدفات التي وضعتها رؤية المملكة 2030 بأن تكون المملكة من بين أفضل (100) وجهة حضارية في العالم للزيارة والعيش، فيما تضمنت مؤشرات رؤية المملكة 2030 تصنيف (3) مدن سعودية بين أفضل (100) مدينة في العالم وتابع الفارس: كما أُنشئت هيئات تطوير في عدد من مناطق المملكة ابتداءً من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في العام 1394ه عندما كان خادم الحرمين الشريفين أميرا لمنطقة الرياض وصدر في العام 1439ه تنظيم هيئات تطوير المدن والمناطق لتتولى مهام إعداد الدراسات الخاصة بالمدن والتخطيط الاستراتيجي والحضري ومتابعة المشاريع ذات الأثر العمراني والبيئي في المدن والتنسيق بين الجهات العاملة في المدينة، كما صدر أمران ملكيان أولهما لإنشاء هيئة ملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والآخر لتحويل هيئة تطوير مدينة الرياض إلى هيئة ملكية لمدينة الرياض، وتهدف الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى تحقيق الازدهار والتنمية المستدامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بما يتناسب مع قدسيتها ومكانتها وبما يكفل حصول ضيوف بيت الله الحرام والمعتمرين على أرقى الخدمات.. التعليم أصبح اليوم يعمل على بناء شخصية أبنائنا وبناتنا ليتمكنوا من التفكير خارج الصندوق وأضاف: وتهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض إلى تحقيق إرادة القيادة الرشيدة في الارتقاء بجميع الأعمال والمشروعات الواقعة ضمن النطاق الجغرافي لمدينة الرياض من الجوانب التنظيمية والإشرافية والإدارية والتشغيلية بما يتناسب مع مكانة مدينة الرياض، ويُسهّل الخدمات لسكانها وزائريها، كما أُنشئت الهيئة الملكية لمحافظة العلا للحفاظ على تراث وإرث العلا التي تتميز بمقوماتها الطبيعية والثقافية المميزة وتعمل الهيئة على تطوير وتنفيذ مبادرات مختلفة للنهوض بقطاعات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون والبيئة تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030، وإنشاء هيئة لتطوير ينبع وأملج والوجه وضباء بهدف استغلال الإمكانات وإيجاد وجهات سياحية منافسة عالمياً تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وإطلاق استراتيجية تطوير منطقة عسير (قيم وشيم) والتي ستُحقق بإذن الله نهضة شاملة وغير مسبوقة لمنطقة عسير، وستدفع بعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وستضخ 50 ملياراً من خلال استثمارات متنوعة، وستُبرز كنوزها الثقافية وتاريخها التراثي.. كما تعمل الهيئة الملكية لمدينة الرياض على إعداد "استراتيجية مدينة الرياض 2030م"، المشتملة على (ثلاثة) مستهدفات رئيسة وهي: 1. الارتقاء باقتصاد مدينة الرياض ليكون ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم. 2. وصول عدد سكان مدينة الرياض إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة بحلول 2030. 3. وصول عدد زوار مدينة الرياض إلى 40 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030. إضافة لإطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق الباحة والجوف وجازان التي ستكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلاً.. وأُشير أيضاً إلى استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية والتي تهدف لتطوير جميع أنماط النقل بما في ذلك البري والجوي والبحري والخطوط الحديدية سعياً للارتقاء بمنظومة النقل والخدمات اللوجستية داخل المملكة وتعزيز الاقتصاد وجعل المملكة مركزاً رئيساً يربط بين القارات الثلاث.. مستقبل المملكة في ظل رؤية 2030 ووجه رئيس التحرير المكلف أ. هاني سؤالًا لضيوف "ندوة الرياض": كيف نستشرف ونرى مستقبل المملكة بناء على ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية؟ أجاب د. البازعي: أعتقد بأن ما سيحدث خلال الخمس سنوات المقبلة سيعتمد في حد كبير على ما تحقق في السنوات القليلة الماضية، ونستطيع أن نستشرف المستقبل الواعد على مختلف الصعد، فعندما نتحدث عن جودة الحياة فهي التعريف الذي تبنته وزارة الثقافة للثقافة نفسها، فالثقافة في تعريف الوزارة هي جودة الحياة، وأن تكون الحياة في المستوى الذي نتطلع إليه، وأعتقد بأننا إذا حققنا مستوى عالياً من الجودة في حياتنا العامة سنكون قد قفزنا قفزات كبيرة، ومن المهم أن نتذكر أن التحولات التي عشناها كانت إلى حدٍ كبير وبفضل جهود سمو ولي العهد ورؤية 2030 كانت تحولات في قيم المجتمع، لأن الثقافة في نهاية الأمر هي مجموعة قيم وليست مجرد كتب تنشر أو أعمال أدبية وغير أدبية، ومن أهم القيم التي شهدناها في الفترة الماضية تلك التي نتجت عن كسر تابوهات إعاقة حياتنا الثقافية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، مثلًا قيمة الاختلاط ذلك بأن لا يكون اختلاط في المجتمع، فكم هي الإعاقة الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت نتيجة لترسيخ قيمة مثل هذه، واعتقادنا بأن الإسلام يحث عليها، واتضح أن ذلك غير صحيح، كذلك قيمة الانفتاح على الآخر، وانفتاح المملكة على السياحة، فهذه قيمة ثقافية كبرى، وكذلك دور السينما فأن تشاهد العالم في منتجاته الثقافية المختلفة فهذه قيمة إضافية أخرى، وفي معرض الرياض للكتاب الذي أقيم مؤخرًا لم تكن المسألة كتباً فحسب، بل عروضًا مسرحية وموسيقية وتداخلًا من قبل الناس بشكل مريح، لذا أعتقد بأن أي إنجاز ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي لا يمكن أن يتم إلا في ظروف تتيح للناس أن يتداخلوا ويتعاملوا مع بعضهم دون قلق، وحتى اجتماعنا هذا في هذه الندوة مع الزملاء والزميلات، وكذلك في الشورى وفي مؤسسات الدولة والبنوك، فهذا الامتزاج شرط أساسي لأي تنمية يمكن أن تتحقق مستقبلًا، فنحن خطونا في الاتجاه الصحيح، وبالتأكيد هذا لم يكن ليتم لولا القرار السياسي الذي أثبت أن الأمر لا يحتاج إلى سنين طويلة لكي يحدث، فمجرد أن يتخذ القرار فإن المجتمع مهيأ لتبني هذه الرؤية المستنيرة التي نقلتنا في مختلف الصعد إلى مرحلة كنا نتطلع إليها وستستمر بإذن الله بشكل أكثر وضوحًا وقوة في القريب. الاقتصاد سيواصل تنوعه ونموه فيما علق أ. طلعت: من الجانب الاقتصادي، سنستمر في التنويع الاقتصادي، ولن يكون النفط محور ارتكاز، كما سنعمل على تنمية الإيرادات غير النفطية ونحن ماضون في هذا الاتجاه، إلى أن نصل إلى طموحنا وهو تريليون ريال حجم الاقتصاد غير النفطي. أما بالنسبة لجانب الاستثمار، يوجد 44 شركة رائدة على مستوى العالم بدأت في فتح مكاتب لها إقليمية في المملكة العربية السعودية وسيكتمل ذلك خلال العامين المقبلين وسيعطينا هذا تدفقا استثماريا كبيرا، فلو نظرنا للمملكة سنجد أن 27 ٪ من تجارة العالم تمر من خلال موانئنا لذا قمنا بتحسين الموانئ وغيرها، فتوقعاتنا أن نكون محور الاستثمارات العالمية. أما فيما يتعلق بالصناعة، فنتوقع أن تنهض بشكل كبير وتشكل دخلًا استراتيجيًا للدخل القومي. وأما الترفيه فأتوقع أن يكون قطاعًا منافسًا بجانب قطاع الخدمات وسيؤثران في الناتج المحلي وطموحنا أن يصل إلى 10.6 ٪ ولمسنا هذا من قطاع الترفيه وقطاع السياحة. وبالنسبة للسياحة فسيكون قطاعاً مهمًا، فقد بدأنا ب6 ملايين سائح في 2016 ووصلنا إلى 17 مليون سائح في 2019 وطموحنا الوصول إلى مئة مليون سائح، وذلك بفتح الأماكن السياحية للأجانب وتسهيل التأشيرات الإلكترونية التي تجاوزت 400 ألف تأشيرة في العام قبل الماضي. أما ما يتعلق بقطاع العقار، فإنه سيتحول إلى صناعة وليس كما كان تقليديًا في البيع والشراء، وهو قطاع مهم جدًا، سيشكل رافدًا ثالثًا للاقتصاد المحلي بمساهمة تزيد على 9 ٪. وأما الصناعة، فإن الخدمات اللوجستية ستكون مهمة جدًا وبرنامج ندلب أحد البرامج العظيمة الرائدة الذي يرتقي بالخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية. كذلك عندما بدأنا في مجموعة العشرين، كان ترتيبنا في العشرين، بينما اليوم نحن في المرتبة 17، وطموحنا أن نصل في 2030 إلى المركز 15 وإن شاء الله نصل إلى أفضل من ذلك. وأما ما يتعلق بصندوق الاستثمارات العامة، فقد ارتقينا من 570 مليارًا في 2017، إلى أكثر من تريليوني ريال سعودي ووظفنا 500 ألف شخص، وعقدنا شراكات مع أكثر من 50 شركة، واستهدفنا 13 قطاعًا واعدًا. إن كل هذه المؤشرات ستنعكس بشكل أو بآخر على سوق العمل، وتساهم في توظيف بناتنا وتوطين الكثير من القطاعات، وكذلك فإن مساهمة القطاع الخاص ارتفعت من 40 ٪ إلى 65 ٪، فإن توجه المملكة سيكون للحالمين، وشغف المملكة وولي العهد في الوصول إلى هذه المستهدفات وارد وحاصل في ظل قيادته وأيضًا بالشركات بين القطاع الخاص والقطاع العام. كما علق معالي م. طارق حول مستقبل المملكة قائلًا: رؤية المملكة 2030 في الست سنوات الماضية ستستمر بإذن الله وفي ضوء ما تم إنجازه ستتحقق المستهدفات في برامج الرؤية ويُعزّز ذلك المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها وتُعد الجوهر المحوري لرؤية المملكة 2030 وتعكس رؤية سعودية مُستدامة وتساهم في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2060، وستُؤدي كل من هذه المشاريع إلى فتح مجالات جديدة للنشاط الاقتصادي، وخلق فرص عمل، ودفع التنمية الاقتصادية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وهذه المشاريع نوعية ومُتميزة ليس فقط على المستوى المحلي والإقليمي بل المستوى العالمي وتحظى بمتابعة مُستمرة من صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء.. وعلق د. العناد: نأمل بإذن الله أن نصل إلى أهداف الرؤية ببرامجها ال13 ولعل بعضها يتحقق قبل 2030، أما الأمور التي قد تتجدد في المستقبل بناء على طموحات سمو سيدي ولي العهد، كالتوجه للطاقة النظيفة وكطاقة الرياح والطاقة الشمسية في الجوف وسكاكا ودومة الجندل، فقد بدأت هذه المشروعات، وذا لاين ونيوم ستعتمدان على الطاقة النظيفة أيضًا وسنصل إلى مرحلة تصغير الكربون في 2050 ما يعزز ويدعم ذلك مبادرتا سمو ولي العهد في السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر هاتان المبادرتان الكبيرتان اللتان تستهدفان زراعة مليار شجرة في المنطقة، وكذلك الارتقاء بالصناعات العسكرية وظهر ذلك من خلال استضافة المملكة لمعرض الصناعات العسكرية مؤخرا والمستهدف هو الوصول إلى 60 ٪ من المحتوى المحلي في الصناعات العسكرية بالمملكة العربية السعودية وجار التصنيع فعليا في المملكة في هذا المجال. شخصية ولي العهد وتأثر المجتمع بها ووجهت الزميلة سارة سؤالًا ل د. ريمه: شخصية ولي العهد حظيت بإعجاب شديد من الشباب كيف تقرئين مدى تأثر الطلاب والطالبات بشخصية ولي العهد من خلال تحفيزهم على المثابرة والنجاح؟ أجابت د. ريمه: بالنسبة لشخصية ولي العهد حفظه الله فنحن كلنا معجبون به ليس الشباب فقط، وكلنا نستشعر ذلك، فكل الشبان والشابات في الجامعات والمدارس معجبون بسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، حتى إن طبائعهم ومبادئهم تغيرت، فمنذ ظهور الأمير محمد بن سلمان ونحن نرى كيف يحاول الشباب الاقتداء به والتعلم منه ومن ثقافته وطريقة حواره وحتى لبسه، فكل ذلك أثر في شبابنا فجعل طموحاتهم عالية وشغفهم للتطوير والتقدم مضاعف وإتاحة الفرص للشباب جعلتهم يشعرون أن لا مستحيل للمواطن السعودي وحتى جعلتهم يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه وطنهم. نمو الاقتصاد السعودي وتنوعه خلفه جهد عظيم ورؤية واضحة وبوصلة لم تكن موجودة في الماضي وحول مستقبل التعليم قالت د. ريمه: رأينا إدراج التعليم كملف رئيس على أجندة رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، لأنه مكون رئيس من مكونات رؤية المملكة وكذلك الركيزة الأساسية لبناء الإنسان، كما أن من أهداف الرؤية وجود خمس جامعات سعودية ضمن أفضل 200 جامعة في التصنيفات العالمية، وأن يحصل طلابها على مستويات عالية في مؤشرات التعليم المختلفة، كما أن التركيز أصبح على البحث العلمي لأنه مكمل للتعليم ورافد من روافد ورسخ مفاهيم اقتصاد المعرفة المثلى فبدأت المملكة تهتم وتنمي مراكز الأبحاث المختلفة، فهذه الأمور كلها ستجعل المملكة محوراً ومرتكزًا للتعليم، فهي ستشجع التعليم الأجنبي في افتتاح مراكز وجامعاته هنا في المملكة، ونرجو أن نصل إلى مرحلة لا نحتاج فيها أن نبتعث طلابنا إلى الخارج بل تبتعث الدول الأخرى طلابها إلى المملكة العربية السعودية، وقد أثبتت المملكة قوتها ونجاحها في استمرارية التعليم دون توقف خلال جائحة كورونا، حيث أقامت عددًا من المنصات التعليمية وأطلقتها وبالتحديد منصة مدرستي فجعلتها كمثال نموذجي عالمي والجميع قد انبهر من هذا التقدم هذه الأمور كلها تجعل العالم ينظر بإعجاب للمملكة العربية السعودية. المواطن الكفء فيما علقت أ. نورة الشعبان قائلة: هناك نقطة كنت أتحدث عنها أثناء وجودي في مجلس الشورى وانتقد عليها وهي أنني لست مع مفهوم تمكين المرأة فنحن انتهينا من هذا العصر ونحن الآن مع تمكين المواطن الكفء، فلدينا قيادة رشيدة وبرامج ومبادرات تعمل على تمكين المواطن الكفء. وقالت: إن المبادرات التي يقوم بها سيدي ولي العهد سبق بها الكثير من الزعماء وتفوق عليهم كمبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر والتي تعالج أزمة التغير المناخي تعد سابقة من نوعها وكان سيدي ولي العهد من تبناها وعمل عليها وخطط لها بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين كذلك فإن مشروعات نيوم والقدية والبحر الأحمر وحملته في مكافحة الفساد نقلتنا إلى أفق أوسع ونستشرف مستقبلاً مشرقًا، وكذلك مشروع حساب المواطن ومشروع سند للزواج وصنع في السعودية وإنشاء أول مدينة غير ربحية في العالم، فكل ذلك مدعاة للفخر والأمل بمستقبل زاهر، بالإضافة إلى إعادة صياغة السياسة وتغيير خريطة الاقتصاد المحلي والدولي وكذلك إعادة صياغة المفاهيم في المجتمع وتقبل الآخر كما أن صوت المرأة بات مسموعاً حتى في مجلس الشورى من غير أن يؤثر في رأيها أحد، فعندما يكون لدينا قائد استثنائي أمير للتغيير الجذري والتأثير العالمي وملهم للشباب برؤية ثاقبة علمًا وثقافة، فمن الطبيعي أن نكون خلفه يدًا واحدة وسندًا له، ونعمل بسواعد أبناء الوطن ليفاجئ هذا الوطن العالم من جديد. ضيوف الندوة م. طارق الفارس أ. د. عبدالرحمن العناد أ. د. سعد البازعي أ. طلعت حافظ د. ريمه اليحيى أ. نورة الشعبان المشاركون في الندوة هاني وفا خالد الربيش صالح الحماد جمال القحطاني سارة القحطاني ناصر العماش صلاح القرني