مع احتفال المسيحيين في أوكرانيا بعيد القيامة الأحد، لم تكن هناك نهاية تلوح في الأفق لحرب أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين وحولت المدن إلى أنقاض. وقالت ناتاليا كراسنوبولسكايا التي تقضي عيد القيامة في براغ، وهي من بين ما يقدر بخمسة ملايين أوكراني اضطروا للفرار من الحرب "أدعو من أجل توقف هذا الرعب في أوكرانيا قريبا ليتسنى لنا العودة إلى ديارنا". وكتب سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك بشرق أوكرانيا على تطبيق تيليغرام "عادة نأتي إلى كنائسنا ونحن نحمل سلال عيد القيامة. لكن هذا مستحيل الآن"، مضيفا أن المدفعية الروسية شوهت سبع كنائس في منطقة لوجانسك. وقال زيلينسكي في مقطع فيديو بهذه المناسبة من كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف التي يبلغ عمرها ألف عام: "لدينا جميعا قناعة بأنه لن يدمرنا أي شر أو أي جماعة"، داعيا الله أن "يمنح الصبر لأولئك الذين لن يروا، مع الأسف، عودة أولادهم من الجبهة". وأشار زيلينسكي السبت إلى أن المحادثات مع الأميركيين ستتضمن "أسلحة ثقيلة وقوية" تحتاجها أوكرانيا ووتيرة الإمدادات التي ستستخدم في استعادة الأراضي. ولم يحدد الرئيس الأوكراني المعدات التي طلبها. ولا وقت اللقاء، ولم يؤكد الجانب الأميركي أي لقاء بزيلينيسكي. المزيد من المعدات أظهرت الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي استعدادا متزايدا لتزويد أوكرانيا بمعدات أثقل وأنظمة أسلحة أكثر تقدما. وتعهدت بريطانيا بإرسال مركبات عسكرية وقالت إنها تدرس توريد دبابات بريطانية لبولندا تمهيدا لإرسال دبابات روسية من طراز تي-72إس المملوكة لوارسو إلى أوكرانيا. وتنفي موسكو، التي تصف تحركاتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، استهداف المدنيين وترفض ما تقوله أوكرانيا إنه دليل على أعمال وحشية قائلة إن كييف لفقته لتقويض محادثات السلام. وأبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأوكراني زيلينسكي خلال اتصال هاتفي الأحد بأن أنقرة مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة خلال عملية التفاوض مع روسيا، بعدما لم تسفر جولات المحادثات السابقة عن انفراجة في الصراع. وأضاف أردوغان أنه يجب إجلاء الجرحى والمدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة بجنوب البلاد. وقالت أوكرانيا الأحد إن القوات الروسية تقصف مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول الذي يتحصن فيه المدافعون الأوكرانيون، وذلك بعد أيام فقط من إعلان موسكو النصر في المدينة الساحلية الجنوبية قائلة إن قواتها ليست بحاجة إلى السيطرة على المصنع. وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين ميخائيلو بودولياك على تويتر "يتعرض المكان الذي يوجد فيه المدنيون والجيش إلى القصف بالقنابل والمدفعية الثقيلة"، داعيا إلى "هدنة حقيقية في عيد القيامة في ماريوبول". واحتدم القتال في ماريوبول، أكبر معركة في الصراع، منذ أسابيع. وسيساعد الاستيلاء على المدينةروسيا على إنشاء رابط بري بين الانفصاليين المتحالفين معها، والذين يسيطرون على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوجانسك اللتين تشكلان منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، مع شبه جزيرة القرم في البحر الأسود بجنوب البلاد، والتي ضمتها موسكو في عام 2014. وتقدر أوكرانيا أن عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا في ماريوبول وتقول إن مئة ألف مدني لا يزالون داخل المدينة. وتقول الأممالمتحدة والصليب الأحمر إن عدد المدنيين بالآلاف على الأقل. وقال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار للرئاسة الأوكرانية، إن القوات في مجمع الصلب الضخم في ماريوبول تتحصن وتحاول شن هجمات مضادة. وذكرت السلطات الأوكرانية أن أكثر من ألف مدني يتحصنون في المجمع أيضا. مأساة إنسانية دعا بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، زعيم طائفة المسيحية الأرثوذوكسية في العالم، إلى فتح ممرات إنسانية في ماريوبول ومناطق أخرى من أوكرانيا حيث قال إن "مأساة إنسانية لا توصف تتكشف". وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية تواصل هجومها على شرق البلاد اليوم الأحد في محاولة للسيطرة بالكامل على دونيتسك ولوجانسك، وتشن هجمات على البنية التحتية العسكرية والمدنية. وأكد بافلو كيريلنكو حاكم دونيتسك مقتل طفلين في قصف المنطقة الأحد. وأشارت أوكرانيا إلى أن قواتها صدت 12 هجوما على دونيتسك ولوجانسك في اليوم السابق ودمرت أربع دبابات و15 وحدة من العتاد المدرع وخمسة من أنظمة المدفعية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن المقاومة الأوكرانية قوية خاصة في دونباس رغم تحقيق الجانب الروسي بعض المكاسب. وأضافت في تقرير دوري "المعنويات الروسية المنخفضة والوقت المحدود المتاح للاستعداد والتجهز وتنظيم الصفوف من هجمات سابقة تقلص على الأرجح من فاعلية القدرات القتالية الروسية". وقالت روسيا الأحد إن صواريخها قصفت ثمانية أهداف عسكرية خلال الليل، بما في ذلك أربعة مخازن للسلاح في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا ومنشأة في منطقة دنيبروبتروفسك تنتج متفجرات للجيش الأوكراني. وأوضحت موسكو أمس الأول السبت أن صواريخها دمرت منصة لوجستيات في مدينة أوديسا جنوبأوكرانيا تضم أسلحة قدمتها الولاياتالمتحدة ودول أوروبية. وقال زيلينسكي إن ثمانية أشخاص من بينهم رضيع يبلغ ثلاثة أشهر قتلوا في ضربة أوديسا.