شهر رمضان شهر رحمة وبركة للمسلمين في أنحاء العالم كافة، وهو سيد أشهر السنة من حيث العبادة ومضاعفة الأجر من الله عز وجل، ويستقبل المسلمون شهر رمضان في بقاع الأرض كافة بكل حب وسرور، وفي باكستان تظهر عادات مختلفة، حيث يلتزم الشعب الباكستاني في العديد من الأمور المرتبطة بشهر رمضان المبارك، وأول ما تقوم به السلطات منح اليوم الأول من شهر رمضان، إجازة رسمية لجميع الموظفين والطلاب، وأيضاً تغلق المحلات التجارية وأماكن الترفيه أو تقلل من ساعات العمل، بالإضافة إلى إعطاء إجازة رسمية في العشر الأواخر من شهر رمضان. لعبة «حرب البيض المسلوق» من العادات الرمضانية المتعارف عليها في مدينة بيشاورالباكستانية، ويقوم الشباب والأطفال بممارسة هذا اللعبة لكي تبقيهم مستيقظين طوال الليل إلى وقت السحور، وهذه اللعبة تلعب منذ أجيال خلال شهر رمضان المبارك، وأصبحت متوارثة إلى الآن، كما أنها لاقت اهتماماً وشعبية كبيرة في مدينة بيشاور. يقومون سكان مدينة بيشاور بممارسة هذه اللعبة لعدم توفر ملاعب لديهم، ومن خلال هذه اللعبة يبقى الجميع مستيقظاً حتى وقت السحور. يلعب الأفراد هذه اللعبة بكل اندفاع وحماس، وهي تشابه لعبة الكريكيت، ويستخدم في هذه اللعبة البيض المسلوق الملون بالألوان مختلفة، وهي مباراة تقوم بين فريقين، بكسر كل فريق لبيض الفريق الآخر، يمكن اللعب بست أو اثنتي عشرة بيضة أو أكثر، يقوم كل متسابق من الفريقين بمسك البيض ومن ثم تبدأ المحاولات لكسر بيضة الخصم واجتناب أن تكسر بيضته، الفائز يقوم بالانتقال إلى الجولة الأعلى حتى يبقى متسابق واحد في نهاية المباراة، وبعد أن تنتهي المباراة يقوم الفائز بجميع الجولات بأخذ البيض المسلوق بأكمله وأما الخاسر فيدفع ثمن البيض. وعلى الرغم من أن البعض يلعب لعبة حرب البيض المسلوق لتسليه وضياع الوقت إلا أن هناك من يستخدمها كتجارة، فبعض الأفراد يسلق البيض ويلونه ثم يتوجه به إلى المقر الذي تمارس فيه اللعبة لبيع البيض المسلوق. كما تضم مدينة بشاور أغرب الطقوس التي تقام في شهر رمضان، وهو تنظيم حفل جماعي لجميع الأطفال الذين يصومون لأول مرة، لدعمهم وتشجعيهم على الاستمرار في الصيام كل عام، وتغطى رؤوسهم بأغطية مطلية من الذهب لتمييزهم عن الأطفال الآخرين، ومن ثم يمشي الطفل بين أسرته وأهالي القرية إلى أن يصل إلى المائدة المقامة له التي تتنوع بأصناف المأكولات الباكستانية الشهيرة، فيفتتح الطفل المائدة ويقوم بتناول الطعام ومن بعده يتناول أهالي القرية، ويتم تقديم الهدايا لهم من أهالي القرية، ويطلق على هذا الاحتفال الذي أقيم للأطفال اسم حفل «حديث العهد بالصيام». وفي رمضان يقوم الباكستانيون بإعداد مشروب «شاتوو» قبل دخول شهر رمضان بفترة قصيرة، ليعوضهم عن السوائل التي افتقدوها خلال صيامهم، ويتكون شراب «شاتوو» من الفواكه المجففة وعصير الليمون والسكر، ومن الممكن إضافة مشروب «شاتوو» إلى الماء أو الحليب، ويضيف البعض إليه لوزاً مبشوراً، وتقوم النساء الباكستانيات في شهر رمضان الفضيل عند سماع صوت الأذان بتغطية رؤوسهن حتى وإن لم تكن محجبات، والاحتشام في الملابس احتراماً وتقديراً للشهر الفضيل، في الأيام الأحادية من العشر الأواخر يرتدي الجميع ملابس جديدة، ومن الأمور الأغرب منع النساء من ارتداء الملابس التقليدية المزركشة ذات الألوان الزاهية حتى رؤية هلال شهر شوال.