نجحت «دسر» كونها شركة استثمارية صناعية استراتيجية - تأسست بشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة، وأرامكو السعودية، و(سابك) - في تفعيل برامج ومتطلبات رؤية 2030 الساعية إلى تعزيز المحتوى المحلي، من خلال إيجاد صناعات حديثة ونوعية في المملكة، ترتقي بدخل القطاع الصناعي إلى المستوى العالمي، من خلال إيجاد شراكات مع خبراء عالميين، لتأسيس مشاريع مشتركة؛ بما في ذلك عمليات الاندماج والاستحواذ في القطاعات الصناعية، كما تقوم الشركة بتنفيذ استثمارات صناعية محلية، ما يخلق قيمة لشركائها ومساهميها، وتحفز نمو سلاسل القيمة في القطاعات الصناعية الاستراتيجية في المملكة، والتي تشمل المعادن الصناعية والكيميائيات المتخصصة وغيرها. وتدرك الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية (دسر) في استراتيجية عملها، أن المملكة لديها وفرة من المعادن والفلزات، تمكنها من ريادة تطوير سلاسل الإمداد التنافسية التي تخدم العديد من الصناعات المتقدمة، وبناءً على استراتيجية التعدين المحلي المتبعة في المملكة، تهدف «دسر» إلى الارتكاز على القدرات المحلية، وسد فجوات الطلب، وإيجاد مزايا تنافسية، وتمكين القطاعات الاستراتيجية في مجالات المعادن المتخصصة والمعادن الأساسية. وينصب تركيز «دسر» على سلسلة الإمداد على عمليات الاستخراج المتوسط والمتدفق والثانوي، واستعادة المعادن، بهدف توطين ودمج الاستثمارات المستهدفة في سلسلة التوريد العالمية، وتقديم التقنيات والقدرات الرائدة لدعم التنويع الصناعي ورؤية 2030 في تنويع قطاع الصناعة المحلي، بتركيزها على التيتانيوم والألمونيوم والفولاذ الخاص والزنك والنحاس ومحفزات المزج المعدني. وتلعب «دسر» دوراً محورياً في تطوير صناعات عالية القيمة ومستدامة على المدى الطويل مثل الطيران، والطاقة التقليدية، ومصادر الطاقة المتجددة، والمركبات والنفط والغاز وغيرها. ويُعد قطاع الكيميائيات المتخصصة من القطاعات الضخمة التي تنطوي على سلسلةِ إمداد معقَّدةٍ. وتسعى «دسر» في هذا القطاع إلى الاستثمار في المنظفات، والمواد ذات النشاط السطحي، وإضافات البولمير ومعالجته، ومنتجات الطلاء والمواد اللاصقة وموانع التسرُّب واللدائن، وتهدف هذه الاستثمارات إلى مواكبة الطلب في قطاعاتٍ عدة مثل الإلكترونيات، والطائرات، والرعاية الصحية، والتغليف، والبناء، والأدوية. وتنظر «دسر» حالياً في التسهيلات الراهنة ضمن سلسلة الإمداد لاستكشاف أوجه التكامل المحتملة بين مختلف الكيميائيات المتخصصة، وتقييم فرص إنشاء تجمعات صناعية، بالإضافة إلى بحث سُبل التعاون مع القطاع الخاص للاستفادة من الإمكانات المحلية، وتوسيع عروض سلسلة الإمداد في هذا القطاع الحيوي بالمملكة. ومؤخراً عززت «دسر» مسيرتها التصنيعية بتوقيع أربع اتفاقات مع شركاء دوليين، وتهدف الاتفاقية المشتركة الأولى مع شركة سيا تشانغوون الكورية، إلى إنشاء أول مصنع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) لصناعة أنابيب فولاذية مقاومة للصدأ (ستانلس ستيل) غير الملحومة، ويقدر حجم الاستثمار الإجمالي لهذا المشروع مليار ريال، وسوف تضخ شركتا «سيا» و»دسر»، ما يصل إلى 525 مليون ريال بنسبة 51 % و49 % على التوالي، في حين سيتم تمويل باقي المبلغ من قبل صندوق التنمية الصناعية السعودي. أما الاتفاقية الثانية، فقد تم توقيعها بالشراكة مع كل من شركة تطوير لخدمات النقل وشركة سي اتش تي سي الصينية، وذلك لإنشاء أول مصنع للحافلات في المملكة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 3000 حافلة سنوياً. ويتوافق هذا المشروع مع رؤية المملكة 2030، لما له من أهمية خاصة لكونه الأول من نوعه في المملكة لتوطين صناعة حافلات تستخدم التقنيات الحديثة للمحركات، كالمحركات الكهربائية، والمحركات الهيدروجينية بالإضافة أيضا إلى محركات الاحتراق الداخلي (البنزين والديزل). وسوف تخدم هذه الحافلات عدة قطاعات، من أبرزها قطاع التعليم، والحج والعمرة، وقطاع النقل العام والسياحة. سوف يتم إنشاء المشروع في مدينة جدة، ومن المخطط أن يبدأ الإنتاج في الربع الرابع من عام 2024. وتمثلت الاتفاقية المشتركة الثالثة التي أعلنت عنها «دسر»، وشركة ثري دي سيستمز الأميركية، في إنشاء مركز الابتكار والتصنيع، في المملكة، وسيوفر المشروع حلولاً هندسية للطباعة ثلاثية الأبعاد والطباعة عند الطلب لخدمة القطاعات الرئيسة، مثل القطاعات الصناعية والطبية والمجالات الدفاعية، وسيدعم المشروع رحلة التصنيع التي تقوم بها المملكة، بإضفاء الطابع المحلي على التكنولوجيات المتقدمة، والمساهمة في أمن سلاسل الإمداد وبناء قدرات فريدة لوظائف المستقبل. أما اتفاقية الشراكة الرابعة، فكانت بين شركتي دسر وبيكر هيوز الأميركية، لبناء منشأة بطاقة إنتاجية تبلغ 30 ألف طن متري سنوياً لإنتاج المواد الكيمائية المستخدمة في عمليات تصنيع النفط المستخرج ومعالجة المياه، حيث سيكون المشروع أحد أول المشاريع في المملكة التي ستقدم تقنية التفاعل الكيميائي، ويلبي المشروع في المقام الأول احتياجات شركات النفط والغاز وشركات معالجة المياه والشركات البتروكيميائية، وسيقام المشروع في مدينة الجبيل الصناعية. كما نجحت «دسر» في إتمام صفقة استحواذ مع تحالف دولي يضم كلا من برودبيك جلوبال (BPG) وصندوق آسيا الأخضر (AGF)، للاستحواذ على شركة دوبونت للتقنيات النظيفة، وقد تم تغيير اسم الشركة إلى اليسنت للتقنيات النظيفة، وستكون الشركة الجديدة رائدة عالميا في صناعة المحفزات الكيميائية والمعدات المتطورة المتخصصة في تقنيات الاستدامة البيئية في صناعات المعادن والأسمدة والكيميائيات وتكرير النفط.