الموافقة الكريمة على انطلاق الحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري امتداد لرعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للأعمال الخيرية، وتعزيز لقيم التكامل المجتمعي في هذا الشهر الفضيل، وجاء تدشين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بتبرعين سخيين بإجمالي 50 مليون ريال من منطلق حرصهما -حفظهما الله- على تشجيع قيم البذل والعطاء، وتحفيز المجتمع على دعم الأعمال الخيرية، لتكون للفئات الأشد حاجة واحتياجاً عبر منصة إحسان، التي تمثل اهتماماً بالقيم والحاجات الإنسانية وتفريج كرب كل محتاج وصاحب حاجة، من تيسير وتسريع لوصول التبرعات لمستحقيها، لما لها من دور كبير وأثر بالغ في تنمية المجتمع والوقوف مع كل ما يسهم في تنظيم ورفع كفاءة قطاع العمل الخيري، وتأتي الحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري امتداداً للإقبال الكبير الذي حظيت به الحملة في عامها الأول خلال شهر رمضان الماضي، بهدف تمكين المحسنين والموسرين والمتبرعين بطريقة رقمية موثوقة وآمنة لمختلف الفرص والمجالات الخيرية التي تقدمها منصة إحسان، وتمتلك المملكة تاريخاً عريقاً في مجال عملها الخيري، وهذا الاهتمام من القيادة الكريمة يمثل دعماً للقطاع غير الربحي الذي يعد إحدى ركائز التنمية توهجاً وبذلاً وعطاءاً، وشهد ازدهاراً غير مسبوق منذ انطلاق الرؤية الوطنية للمملكة 2030، والتي شددت على تطوير العمل الخيري بكل جوانبه لخدمة المستفيدين، مما كان له الأثر الكبير في تمكينهم وتأهيلهم من خلال حزم داعمة لبرامج نوعية ليكونوا منتجين وفاعلين، ومن تلك المرحلة المبكرة من تأسيس المملكة استطاعت أن تطور أدوات عملها الخيري وتكون رائدة على الصعيدين المحلي والدولي، ليكون إطلاق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي»سدايا» للمنصة الوطنية للعمل الخيري «إحسان»، وتشكل هذه المنصة علامة فارقة ومميزة في مجال العمل الخيري من خلال تسريع وتيسير عمل الخير بطريقة رقمية آمنة، وتعود بالنفع على مختلف المجالات الخيرية، وعلى المستفيدين منها، ومن أجل ضمان أعلى درجات الرقابة والموثوقية، فالمنصة تخضع لإشراف جهة رسمية، كما تتمتع بمعايير حوكمة دقيقة، وتتميز بشفافية عالية، مما أعاد الثقة للمساهمات الخيرية، وأصبحت تخضع لقطاع العمل الخيري، وبتنظيمات عالجت الثغرات، وعززت المصداقية، وزادت من فاعلية العمل، وتحقيق الأهداف والنتائج الإيجابية، وتحظى منصة إحسان بمتابعة لجنة إشرافية مكونة من 12 جهة حكومية، ولجنة شرعية تعمل على التحقق من سير عمل المنصة، وفق حوكمة قوية ومحكمة ساهمت في رفع مستوى شفافية قطاع العمل الخيري. وأخيراً تعد منصة إحسان إضافة نوعية للقطاع غير الربحي بإسهاماتها الخيرة في رفع كفاءة أعمال الخير وإيصال الدعم إلى المستحقين بكل سهولة ويسر، وفق استراتيجية ناجحة وخطة منظمة تحقق الأهداف النبيلة والمقاصد السامية التي تتفق ورسالتها الخيرية في مجال الأعمال الإنسانية، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي دور كبير في توفير ومعالجة بيانات التقنية واستثمارها، مما جعلها قادرة على إطلاق تطبيقات ك»توكلنا» و»تباعد»، وهذا النجاح والتميز برز بشكل كبير في أزمة تفشي كورونا الأخيرة.