ذكرت وسائل إعلام أميركية أن روسيا قدمت شكوى رسمية إلى الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الجاري تحذر الحكومة الأميركية من "عواقب غير متوقعة" بعد الزيادة الكبيرة في مساعدتها العسكرية لأوكرانيا. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن موسكو تحذر في هذه المذكرة الدبلوماسية، الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي من إرسال أسلحة "أكثر حساسية" إلى أوكرانيا، معتبرة أن هذه المعدات العسكرية "تؤجج" التوتر وقد تؤدي إلى "عواقب غير متوقعة". وجاء تحذير موسكو بينما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا، بما في ذلك مروحيات وناقلات جند مدرعة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله إن "ما يقوله لنا الروس بشكل غير علني هو بالضبط ما نقوله للعالم علنا، وهو أن المساعدة الضخمة التي نقدمها لشركائنا الأوكرانيين تثبت فعاليتها بشكل ملحوظ". وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن الإدلاء بأي تعليق على المعلومات عن مذكرة رسمية. وقال ناطق باسم الوزارة "لن نؤكد أي مراسلات دبلوماسية خاصة". وأضاف "ما يمكننا تأكيده أننا إلى جانب الحلفاء والشركاء، نقدم لأوكرانيا مساعدات أمنية بمليارات الدولارات، يستخدمها شركاؤنا الأوكرانيون لتؤثر بشكل غير عادي في الدفاع عن بلدهم ضد العدوان الروسي غير المبرر وأعمال العنف المروعة". وأشارت شبكة "سي ان ان" من جهتها نقلاً عن مسؤول أميركي لم تكشف هويته، إلى أن هذه الشكوى الرسمية قد تعني أن موسكو تستعد لتبني موقف أكثر عدوانية ضد الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي. كما ذكرت وزارة الخارجية الروسية إنها أدرجت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيري الخارجية والدفاع البريطانيين في القائمة السوداء وحظرت دخولهم أراضي روسيا السبت. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن هذه الخطوة تأتي رداً على العقوبات البريطانية. وجاء في بيان الخارجية الروسية نشرته على موقعها الإلكتروني: "فيما يتعلق بالأعمال العدائية غير المسبوقة للحكومة البريطانية، والتي شملت فرض عقوبات ضد كبار المسؤولين في روسيا، تم اتخاذ قرار (ردا على العقوبات البريطانية ضد روسيا) بضم أعضاء بارزين في الحكومة البريطانية وعدد من الشخصيات السياسية في قائمة الحظر الروسية. وتتضمن القائمة أسماء بالرعايا البريطانيين الذين مُنعوا من دخول أراضي روسيا، ومن بينهم رئيس الوزراء بوريس جونسون، ووزيرة الخارجية إليزابيث تروس، ووزير الدفاع بن والاس". موسكو تقصف مصنعاً للصواريخ .. وزيلينسكي يستجدي مزيداً من الأسلحة وتتضمن القائمة أسماء كل من نائب رئيس الوزراء ووزير العدل دومينيك راب ووزير المالية ريشي سوناك ووزيرة الداخلية بريتي باتيل. كان جونسون قد زار أوكرانيا مؤخرا في بادرة على دعمها في الحرب الدائرة مع روسيا. وكانت أعلنت أوكرانيا أن هناك نحو 700 جندي أوكراني وأكثر من ألف مدني ما زالوا حاليا في الأسر لدى روسيا. جاء ذلك في تصريحات أدلت بها وزيرة إعادة الاندماج للأراضي المحتلة مؤقتا إيرينا فيريشوك للتليفزيون الوطني وأوردتها وكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية (يوكرينفورم) السبت. وقالت فيريشوك: "الروس أسروا أكثر من ألف مدني، بما في ذلك 500 امرأة. لن نبادل أي عسكريين بمدنيين لأن معاهدة جنيف تمنع ذلك. نطالب بالإفراج غير المشروط عن المدنيين". وأضافت "بالنسبة لعدد أسرى الحرب بين الجانبين، فإن الأعداد متساوية تقريبا، فلدينا نحو 700 أسير حرب روسي وأن روسيا لديها نحو 700 أسير من جنودنا". وأكدت فيريشوك، التي تشغل أيضا منصب نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أن الروس لا يمتثلون لمعاهدة جنيف المتعلقة بمعاملة الأسرى. واستطردت أن الروس يقومون بتبادل الأسرى على نحو انتقائي ولا يهتمون بالقوائم التي يضعها الجانب الأوكراني. ميدانياً، قصفت روسيا مصنعا للصواريخ الأوكرانية بعد خسارتها سفينة القيادة لأسطولها في البحر الأسود "موسكفا" بينما أكد زيلينسكي أن الحرب ستكون أقصر بكثير إذا حصل على الأسلحة المطلوبة. وقالت الناطقة باسم القيادة العسكرية لجنوبأوكرانيا ناتاليا غومنيوك "ندرك تمامًا أنهم لن يغفروا لنا أبدا" تدمير "موسكفا" وهذه الضربة ل"الطموحات الإمبريالية لموسكو". وأضافت "ندرك أن الهجمات ضدنا ستكثف وأن العدو سينتقم وستكون هناك هجمات صاروخية وقصف مدفعي"، مشيرة إلى ضربات في الجنوب استهدفت خصوصا مدينة ميكولاييف القريبة من أوديسا. وأوضح الناطق باسم الإدارة العسكرية الإقليمية لأوديسا سيرغي براتشوك أن خسارة السفينة مهمة لأنها "كانت تؤمن غطاء جويا للسفن الأخرى أثناء عملياتها، لا سيما في قصف الساحل ومناورات الإنزال". كييف تخشى هجوما نوويا قال زيلينسكي الجمعة إن "العالم بأسره" يجب أن يكون "قلقا" من خطر استخدام نظيره الروسي، سلاحا نوويا تكتيكيا. وكرر الرئيس الأوكراني بذلك تصريحات لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) وليام بيرنز الذي صرح قبل يوم أنه يجب "عدم الاستخفاف" بتهديد من هذا النوع. وفي هذا الإطار، أعلنت برلين الجمعة أنها مستعدة للإفراج عن أكثر من مليار يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وفي رسالة بالفيديو، قال زيلينسكي للغربيين "يمكنكم جعل الحرب أقصر بكثير"، وأضاف "بقدر ما تسرعون في تقديم الأسلحة التي طلبناها وبكميات كبيرة، يكون موقفنا أقوى ويأتي السلام بشكل أسرع". وفي اتصال هاتفي مع رئيس أركان الجيوش الأميركية مارك مايلي، شدد رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني أيضا على حاجة كييف الملحة إلى أسلحة وذخائر لتتمكن من تعزيز قدراتها الدفاعية. وحددت موسكو معالم الوضع صباح الجمعة، فقد حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن "عدد وحجم الضربات الصاروخية على مواقع لكييف سيزداد ردا على كل الهجمات الإرهابية وعمليات التخريب التي يقوم بها النظام القومي في كييف على الأراضي الروسية". وذكر صحافيون أن مصنع أسلحة في منطقة كييف تعرض لضربة روسية، وينتج مصنع فيزار صواريخ نبتون المضادة للسفن التي يقول الأوكرانيون إنهم استخدموها لضرب "موسكفا". وقال مسؤول في مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف في بيان إن سلطات كييف تستعد "لاستفزاز وحشي جديد" لاتهام القوات المسلحة الروسية بارتكاب جرائم حرب. وأضاف أن القوات الأوكرانية تستعد لضرب المدنيين المتجمعين في محطة لوزوفا هربا من القتال في منطقة خاركيف (شرق)، بصاروخ "توشكا-يو". وحملت موسكو مرارا كييف مسؤولية الضربات التي أدت إلى مصرع مدنيين أوكرانيين مثل التي حدثت في كراماتورسك أو ماريوبول. استهداف حافلات قالت روسيا الخميس إن أوكرانيا قصفت قرى روسية حدودية مستخدمة المروحيات خصوصا. ونفت كييف ذلك واتهمت في المقابل الاستخبارات الروسية بشن "هجمات إرهابية" على الجانب الآخر من الحدود. وقالت السلطات المحلية إن عشرة أشخاص بينهم رضيع يبلغ سبعة أشهر قتلوا وجرح 35 آخرون في إطلاق نار روسي على حافلات لإجلاء سكان من منطقة خاركيف (شمال شرق البلاد). في بلدة بوتشا القريبة من كييف التي أصبحت رمزا للفظائع التي تنسب إلى القوات الروسية سقط 95 % من القتلى الذين عُثر على جثثهم بالرصاص، على حد قول قائد الشرطة في منطقة العاصمة أندريه نيبيتوف الجمعة. وأكد رئيس بلدية بوتشا أناتولي فيدوروك أنه عثر على جثث أكثر من 400 شخص هناك منذ انسحاب القوات الروسية. من جهتها، ذكرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك أنه تم إجلاء نحو 2900 مدني الجمعة من ماريوبول وبيرديانسك إلى زابوريجيا. ضربات في دونباس قالت الرئاسة الأوكرانية إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة بجروح في دونيتسك أكبر منطقة في دونباس حيث "يدور القتال على طول خط الجبهة". وشهدت لوغانسك 24 عملية قصف أسفرت عن مصرع شخصين وجرح اثنين آخرين، بحسب المصدر نفسه. وكتب رئيس بلدية الكسندريا التي تبعد نحو 300 كلم جنوب شرق كييف، على فيسبوك فجر السبت أن صاروخا روسيا أصاب مطار مدينته. وتحدثت السلطات الأوكرانية عن مقتل نحو عشرين ألف شخص في هذه المدينة المنكوبة. وقد تعرضت للقصف مرارا ما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومنازل نصف مليون شخص كانوا يعيشون فيها عند بدء الغزو الروسي في 24 فبراير. وفر أكثر من خمسة ملايين شخص من أوكرانيا، وفقا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.