أعلنت نتائج مجموعات كأس العالم قطر 2022، أن منتخبنا وقع في مجموعة حديدة نارية، يكفي أن نقول الأرجنتين وبين قوسين ليونيل ميسي، وقبل ذكر بقية الفرق علينا بكل تواضع أن نختم بالعشرة أن الأرجنتين ستتأهل، ثم يأتي المنتخب الذي يمتع في دور المجموعات دائماً ويقدم أفضل مستوياته وهو المنتخب المكسيكي، هذا الفريق الذي يحير العقول، لأنه دائماً في المجموعات يقدم أجمل كرة ونتائج، ولكنه بعد التأهل لا يمضي قدماً أبداً، وبالتالي فإن دور المجموعات لعبة المكسيكيين دائماً، ثم يأتي دور المنتخب الذي يمتلك مهاجماً أسطورياً، بولندا وبين قوسين ليفونديسكي، هذه مجموعتنا التي أعتبرها حديدية قوية، ويبقى السؤال ما حظوظنا للتأهل للدور الثاني؟ لا بد من الإشارة أن منتخبنا في هذه التصفيات هو الأفضل عبر كل مشاركاتنا في تصفيات كأس العالم، تأهل مريح، خسارة وحيدة، أول مرة نهزم الأستراليين، مدرب محترف يعرف كيف تؤكل الكتف، لاعبون على أحدث طراز يقدمون مستويات عالية جداً مع المنتخب وأنديتهم، دعم شعبي وحكومي، وملايين العرب تقف خلف الصقور الخضر، لكن هنا نحتاج إلى وقفة بسيطة، هل نحن قادرون على تجاوز الدور الأول؟ نتائج التصفيات ليست ذات قيمة في النهائيات، فالبرتغال أتت بالملحق وتصدرت مجموعتها، وبالتالي التصفيات والذهاب والإياب أمر مختلف كلياً عن واقع ثلاث مباريات في فترة زمنية ضيقة ولا مجال للتبديل أو التعديل. بالنسبة لمنتخبنا فالكل يعلم جيداً أنه يلعب بالأسلوب الأميركي اللاتيني أكثر منه بالأسلوب الأوروبي، ولا حتى الآسيوي، نعتمد المهارات وفتح الملعب والاختراق من كل الجهات، لكن ليس لدينا القوة البدنية الضاربة، ولا السرعة الخارقة، ورغم هذا فإنه في التصفيات الآسيوية كانت هذه الخطة مناسبة جداً لنا، لكن حين نقابل الأرجنتين في افتتاح مباريات المجموعة، والكل عينه على ميسي وماذا سيقدم في النسخة التي لعلها الأخيرة في مسيرته عبر نهائيات كأس العالم، والسؤال هل سيحقق ميسي كأس العالم؟ بطبيعة الحال لن تكون مواجهة خطرة جداً علينا، وحظوظنا تنحصر في تحقيق توازن في اللعب والخروج على الأقل بالتعادل، ليس بالأمر المستحيل الفوز عليهم، ولكن الفوز يعني أن يكونوا في أسوأ حال، ونكون في أفضل حال، أما التعادل فيكفي أن نكون في أفضل حال لنحققه، نعم نملك القدرة على الرد في الهجوم، ولكن من الصعوبة في مكان أن نمتلك الوسط، وبطبيعة الحال لا أعتقد بأن المدرب سيفتح الملعب أمام ميسي ورفاقه. نعم لن نحسب مواجهة الأرجنتين وسنعتبر أن الخسارة هي الأقرب لنا، بعيداً عن العاطفة بكل تأكيد، لكن مواجهة المكسيك وبولندا أمر مختلف، المنتخب البولندي نعم أوروبي، لكنه بطيء وثقيل ولاعبوه كبار في السن، وبالتالي فإن سيطرتنا على الوسط ستكون أمراً ننتظره من نجوم المنتخب السعودي، وكل الأمل أنه في مثل هكذا مباريات أن نكون في كامل تركيزنا ولا نخطئ خاصة في الدفاع، لأن هكذا مباريات عادة تنتهي بهدف أو هدفين بأفضل الأحوال لأي من الفريقين، سرعة الأجنحة لدينا وخبرة سلمان الفرج ورفاقه في الوسط، قدم تحسم الأمر لنا لكي يتمكن سالم ونجوم الهجوم من تسجيل هدف أو أكثر، وهنا وفقاً لما شاهدناه من مباريات لبولندا فإن حظوظ منتخبنا تميل بفارق بسيط عنهم نحو كسب مواجهتهم. أما المنتخب المكسيكي، فيلعب بطريقة مذهلة في دور المجموعات، سرعة ومهارات والكل عيونهم على الاحتراف في أندية عالمية، وهنا تكمن حظوظ المنتخب السعودي فعلياً في إدارة المدرب هرفي رينارد، الذي نثق أنه يعلم إمكانات لاعبينا، وبالتالي فإن التكتيك مطلوب في هذه المواجهة، قراءة المنتخب المكسيكي وكشف عيوبه التي من المتوقع كشفها من المواجهات السابقة، وإذا ما لعبنا بتكتيك وضربنا ضربتنا فإن الفوز على المكسيك سيكون أمراً قابلاً للتحقيق، وقد تكون نتيجة كبيرة، لأن المكسيك منتخب لا يلعب بتكتيك، وإذا ما دخل فيه هدف أو مر الشوط الأول دون أن يسجل، فإنه سيندفع في الشوط الثاني وهذا ما سيعطينا المساحات التي نحتاجها لكي نسجل ونحقق الفوز بإذن الله تعالى. فوز على المكسيك وتعادل أو فوز على بولندا، شريطة فوز الأرجنتين في كل المواجهات، وتعادل المكسيك وبولندا أو فوز المكسيك، هي حظوظنا في التأهل للدور الثاني إن شاء الله. د. طلال الحربي